نيابة أمن الدولة في صنعاء تبدأ اليوم التحقيق مع صحافي متهم بالانتماء لـ«القاعدة»

مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»: حملة أمنية في شبوة لتعقب عناصر من «القاعدة»

TT

قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مروحيات عسكرية يمنية تقوم، منذ يومين، بقصف بعض المناطق في محافظة شبوة، في الوقت الذي شوهدت طائرات عسكرية تحلق في سماء المحافظة ومحافظة أبين المجاورة. وذكرت المعلومات أن القصف استهدف مناطق جبلية في مديرية ميفعة بشبوة، وترجح المصادر أن يكون القصف يستهدف مواقع يعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يتخذها أوكارا ومخابئ لقياداته وعناصره.

وتحدثت مصادر محلية، في شبوة، عن أجواء وإجراءات أمنية غير اعتيادية تشهدها المحافظة، خلال الأيام القليلة الماضية، تمثلت في تحليق المقاتلات في الأجواء، بصورة مستمرة، وفي استحداث المزيد من النقاط الأمنية والمواقع العسكرية حول وداخل بعض المدن.

ورجحت المصادر أن تكون السلطات اليمنية، بدأت في حملة أمنية جديدة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة، في المحافظة التي قتل فيها، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أكثر من 15 جنديا من الجيش والأمن، في هجمات على نقاط أمنية وعسكرية واستهداف الدوريات، ومحاولة تفجير أنابيب نقل الغاز الطبيعي المسال، التي كان آخرها، قبل 3 أيام، عندما قتل جنديان في هجوم بقذيفة «آر بي جي» استهدف إحدى الدوريات، بالتزامن مع محاولة مسلحين مجهولين تفجير الأنبوب الذي ينقل الغاز بواسطته من محافظة مأرب إلى ميناء بلحاف، في شبوة، لتصدير الغاز.

وكانت المنطقة ذاتها، شهدت مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، عملية أمنية واسعة جرى خلالها مداهمة أحد المنازل في ميفعة للاشتباه في وجود عناصر مطلوبة من «القاعدة»، وقتل في العملية أحد أبرز قيادات التنظيم ويدعى عبد الله المحضار ومعه 4 من مرافقيه المسلحين.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمحافظ محافظة شبوة، الدكتور علي حسن الأحمدي، ومدير أمنها، العميد الدكتور أحمد علي المقدشي، لاستيضاح المزيد من المعلومات بشأن ما يجري، إلا أنه لم يتم التمكن من ذلك، واكتفى مدير مكتب مدير أمن شبوة بالقول: «ليس لدينا خبر»، في ظل تحفظ المسؤولين اليمنيين، كما اتصلت «الشرق الأوسط» بمسؤول إعلامي في وزارة الداخلية اليمنية، قال: «ليس لدينا علم».

وتعد محافظة شبوة معقلا للداعية الأميركي من أصل يمني، أنور ناصر العولقي، الذي أكد، في السابق، أنه يختبئ في جبال العوالق في حماية قبيلته، بعد أن أصبح مطلوبا للولايات المتحدة الأميركية التي تطالب به حيا أو ميتا، في أعقاب اعترافه بصلته وتأييده للشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير طائرة أميركية مدنية في سماء مدينة ديترويت الأميركية، عشية عيد الميلاد الماضي، وكذا للضابط الطبيب الأميركي من أصل فلسطيني، نضال مالك حسن، الذي قتل 13 من زملائه في قاعدة «فورت هود» العسكرية في ولاية تكساس، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، العام الماضي.

وفي صنعاء، تبدأ اليوم، نيابة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة، التحقيق مع الصحافي اليمني المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة والإرهاب، عبد الإله حيدر شائع، وزميله رسام الكاريكاتور، كمال شرف، وذلك بعد أكثر من شهر على اعتقالهما من قبل جهاز الأمن القومي (المخابرات)، دون الإعلان رسميا عن اعتقالهما، وهو الأمر الذي اعتبرته نقابة الصحافيين اليمنيين وبعض المنظمات الحقوقية، نوعا من «الإخفاء القسري» لهما.

ويعد شائع أحد الصحافيين الذين أجروا مقابلات مع قيادات في تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، منهم ناصر الوحيشي، بالإضافة إلى تأكيده، سابقا، أنه على اتصال مستمر بأنور العولقي.

وتفيد المعلومات، التي رشحت، أن شائع وزميله كمال، سيمثلان أمام نيابة أمن الدولة للتحقيق معهما بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، حيث برز الصحافي شائع، مؤخرا، كمحلل وخبير في شؤون الإرهاب على بعض شاشات القنوات الفضائية الإخبارية، وتحديدا قناة «الجزيرة»، وسبق وأن اختطف، قبل أشهر، من قبل مجهولين، لأكثر من 24 ساعة، قبل أن يظهر ويتهم أجهزة الأمن اليمنية باختطافه وتقييده وتعذيبه جسديا، في إحدى الفيلات غير المأهولة.

ودعت نقابة الصحافيين اليمنيين أعضاءها إلى الحضور إلى النيابة التي يمثل أمامها شائع لإعلان التضامن معه وزميله الآخر، إزاء ما اعتبرته «قمعا للحريات»، رغم أن عملية اعتقال الرجلين للفترة الطويلة الماضية، لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام من المنظمات الحقوقية اليمنية، على غرار ما تعرض له آخرون، ويرجع مراقبون ذلك إلى تزامن الاعتقال مع شهر رمضان المبارك، الذي تخف فيه الأنشطة السياسية والحقوقية في اليمن، ولا تنشط إلا بعد العيد.