قمة إسلامية أميركية في نيويورك حول مسجد «غراوند زيرو»

على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة

TT

بدأ أمس في نيويورك مؤتمر قمة إسلامي، على ضوء الضجة حول بناء مسجد نيويورك وتهديدات حرق القرآن في كنيسة في ولاية فلوريدا، وذلك بهدف جمع منظمات إسلامية أميركية رئيسية لتأييد بناء المسجد، ولمواجهة الحملة المتزايدة ضد الإسلام والمسلمين.

لكن، ليس من المؤكد إمكانية الاتفاق على خطوات محددة لاتخاذها، وذلك بسبب اختلافات وسط المسلمين، عقائدية، واجتماعية، وجغرافية.

وقالت أمس وكالة «أسوشييتد برس» إن القمة الإسلامية الأميركية تعقد «نتيجة إحساس وسط المسلمين الأميركيين بأن دينهم يتعرض لهجوم. وتبقى معرفة إذا كان المؤتمر سيصل إلى اتفاق حول المسجد، وإلى وسائل لمواجهة الحملة السلبية، أم لا». وأضافت «ليس سهلا توحيد كلمة المسلمين في الولايات المتحدة حول المسجد المزمع بناؤه بالقرب من غرواند زيرو موقع هجمات سبتمبر (أيلول). إنهم مجموعة متفرقة، فيهم سود أسسوا دينهم خلال سنوات مظاهرات الحقوق المدنية. وفيهم مهاجرون جدد من مختلف بلاد العالم. نادرا ما يتفقون على شيء. لكن، أثارتهم الضجة حول مسجد نيويورك وحول حرق المصحف».

وقال الشيخ عبيد، وهو من الذين ينظمون القمة، إن هناك إحساسا متزايدا وسط المسلمين في أميركا بأن وقت التردد مضى، وجاء وقت تأييد بناء المسجد، والدفاع عن الإسلام والمسلمين. وأضاف «بعدما صار موضوع المسجد عذرا للمتطرفين والمتظاهرين، لم يكن أمامنا طريق سوى تأييد الإمام فيصل» (فيصل عبد الرؤوف) إمام المسجد. لكن عبيد انتقد عبد الرؤوف قائلا «يظهر كثيرا في التلفزيونات، ويتحدث عن شؤون العالم الإسلامي. لكن يعتبره كثير من الأئمة في نيويورك من الخوارج. لم يكن يتعاون مع الجالية الإسلامية». وأضاف عبيد أن عبد الرؤوف لم ينسق مع أئمة آخرين قبل إعلان مشروعه، وأن هؤلاء الأئمة ربما كانوا عارضوا الفكرة. وأشار عبيد إلى الجدل حول تمويل المشروع، وقال إن عبد الرؤوف قبل أن يعلن المشروع كان عليه أن يتأكد من طريقة التمويل. وخاف عبيد من أن الفشل في الحصول على تمويل كاف، أو نشر أخبار سلبية عن الممولين، سيقضى على المشروع، وسيزيد التغطية الإعلامية السلبية. وقال مراقبون في واشنطن إنه بعد الخمسة ملايين دولار التي اشترى بها المشرفون على المشروع البناية القديمة التي سيحولونها إلى مركز إسلامي، لا توجد علامات بأن مبلغ المائة مليون دولار المقدر سيجمع في وقت معين، ومن جهات معينة. وأضاف المراقبون أن الضجة الإعلامية والشعبية حول الموضوع ربما تجعل الذين كانوا يريدون المساهمة يترددون أو يرفضون، وذلك خوفا من أن يتعقبهم المعارضون، وأن يكشفوا أشياء سلبية عنهم، أو صلات «إرهابية». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت الأسبوع الماضي أن المسؤولين عن المركز فشلوا في دفع ربع مليون دولار ضريبة عقارات سنوية عن المكان. وأن شريف الجمال، أميركي مصري وصاحب شركات عقارية، والممول الرئيسي، سارع واتصل بقسم الضرائب في بلدية نيويورك، ودفع 35.000 ألف دولار كقسط أول، ووعد بدفع البقية على أقساط. وقال إن المركز اشتكى من أن قسم الضرائب قيم الضرائب تقييما ظالما، وأنه رفع قضية حول هذا الموضوع.

ومن بين المنظمات التي اشتركت في القمة الإسلامية الأميركية الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية (اسنا)، والدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية (اكنا)، والتحالف الإسلامي لأميركا الشمالية (إم إيه إن إيه)، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير). وبدأ المؤتمر أمس في فندق بالقرب من مطار كيندي في نيويورك، وسيعقد المسؤولون مؤتمرا صحافيا اليوم مكان مسجد نيويورك بالقرب من مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر. وقال شهيد أمان الله، رئيس تحرير موقع إسلامي على الإنترنت «يهتم كثير من المسلمين خارج نيويورك بالهجوم على الإسلام أكثر من مسجد نيويورك الذي ربما لن يزوروه أبدا».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن منظمات وجمعيات أميركية تعطف على مشروع المركز الإسلامي اقترحت على المسؤولين عنه بناء أماكن صلاة لمسيحيين ويهود وغيرهم. وقالت إن ذلك ربما سيخفف الحملة المعادية.

إلى ذلك، أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي، أمس، عن تحضيرها لعقد اجتماع لوزراء الخارجية في دولها الأعضاء، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية بالأمم المتحدة، التي تستمر من 20 وحتى 27 سبتمبر الحالي.

ولمح مصدر مطلع في المنظمة، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام للمنظمة «سيشارك في اجتماع غير رسمي تنظمه الأمم المتحدة حول حوار الأديان، وذلك يوم الخميس 23 سبتمبر القادم، بمشاركة الرئيس الفلبيني». كما أفصح المصدر نفسه عن مشاركة الأمين العام يوم الخميس أيضا، في اجتماع وصفه بـ«غير معلوم التفاصيل»، مكتفيا بالقول «إن الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد سيشارك في الاجتماع»، من دون أن يكشف عن تفاصيل أخرى.

من جهة أخرى، لفت بيان أصدرته المنظمة أمس، إلى أن البروفسور أوغلي سينفذ جملة زيارات، تهدف إلى بحث قضايا العالم الإسلامي مع المجموعة الإسلامية في الجمعية العامة، تشمل مدينة شيكاغو لبحث أوضاع الأقلية المسلمة هناك، وزيارة الجامعة الإسلامية في ولاية إلينوي. وقال البيان «ستنصب زيارة الأمين العام للمنظمة على العمل ضمن المجموعة الإسلامية في الأمم المتحدة، ومختلف المنظمات الدولية، بغية الخروج بمواقف مشتركة، والدفع باتجاه قرارات أكثر فاعلية»، مضيفا أنه سيبحث في اجتماعات منفصلة مع مجموعات الاتصال، آخر المستجدات في مواضيع تشمل القضية الفلسطينية، والعراق، والصومال، وكشمير، والبوسنة والهرسك وسيراليون.