كلينتون تؤكد أن الإيرانيين قلقون من هيمنة العسكر.. وكروبي: الحرس الثوري يعاني من مرضين

موقع إلكتروني مقرب من «الباسدران» يعتذر بعد نشر أخبار كاذبة عن اعتقال 7 جنود أميركيين

TT

عبرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عن أملها في أن يسيطر قادة «مسؤولون» على الوضع في إيران، كما أشارت إلى أن الإيرانيين قلقون من هيمنة المؤسسة العسكرية على مفاصل الدولة، مؤكدة أن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران يشعر أيضا بالقلق من العقوبات الدولية وتأثيرها على النظام المصرفي، وتزامنت تصريحات المسؤولة الأميركية مع انتقادات وجهها الزعيم الإصلاحي، مهدي كروبي، رئيس البرلمان الأسبق، والمرشح السابق للرئاسة الإيرانية، إزاء التصاعد الخطير في نفوذ الحرس الثوري الإيراني. وجاء ذلك بينما نفت طهران وواشنطن اعتقال 7 جنود أميركيين من قبل قوات حرس الحدود الإيرانية.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية: «يمكنني أن آمل فقط في أن تبذل جهود داخل إيران من قبل قادة مدنيين ودينيين مسؤولين للسيطرة على أجهزة الدولة».

وقالت كلينتون إن الجيش وحراس الثورة وميليشيات مؤسسات عسكرية أخرى تعزز سيطرتها على إيران.

وأضافت وزيرة الخارجية الأميركية: «أعرف أن هذا الأمر يثير قلق الناس داخل إيران»، وتابعت: «نقرأ تقارير مقبلة من إيران. إن ذلك أمر يثير قلق الشعب الإيراني».

وقالت كلينتون إن الانتخابات الأخيرة في إيران «شابتها عيوب كثيرة»، ونتيجة لذلك يلتفت المسؤولون المنتخبون حاليا إلى العسكريين لتعزيز سلطتهم، مضيفة أن كثيرين من الإيرانيين، حتى من الذين كانوا من مؤيدي الحكومة الإسلامية بدأوا يعبرون عن اختلافهم مع النظام.

وتابعت أن إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول مساعدة الإيرانيين في الداخل، وأجرت محادثات مع خبراء إيرانيين للحصول على آراء مختلفة.

وفي سياق ذي صلة، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية بالعقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران في يونيو (حزيران)، مؤكدة أنها «مؤلمة جدا»، وأوضحت أن «المعلومات التي تصل إلينا تشير إلى أن النظام قلق جدا من تأثيرها على النظام المصرفي والنمو الاقتصادي»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأخيرا ذكرت كلينتون أن الولايات المتحدة تريد العودة إلى طاولة المفاوضات التي تجريها الدول الست الكبرى حول البرنامج النووي لإيران، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها.

ومن جانبه، انتقد كروبي بشدة التصاعد «الخطير» لنفوذ الحرس الثوري في إيران، و«الفوضى» التي أغرقت فيها الحكومة البلاد وفق رأيه.

وفي رسالة إلى الرئيس الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يترأس مجلس الخبراء، وهو الهيئة النافذة المكلفة خصوصا الإشراف على عمل مرشد الجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، ندد كروبي بالدور السياسي والاقتصادي المتنامي للحرس الثوري (البسدران).

واعتبر كروبي، وهو أحد أبرز وجوه المعارضة للرئيس محمود أحمدي نجاد، في رسالته التي نشرت على موقعه الإلكتروني، أن «هذا الكيان (الحرس الثوري) يعاني من مرضين خطيرين جدا بالنسبة إليه ويهددان الأمة؛ دخوله غير المشروط في العمل السياسي، ودخوله في الاقتصاد، حيث يسعى إلى الحصول على احتكارات».

والدور المتنامي لـ«البسدران» منذ وصول الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة في 2005 مخالف لرغبة الإمام روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، الذي «منعهم من دخول حقلي السياسة والاقتصاد»، كما أضاف كروبي في رسالته.

وقد وسع الحرس الثوري الذي يتبع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، سيطرته على جوانب كاملة في الاقتصاد الإيراني مثل، الأشغال الكبرى وصناعة السيارات والاتصالات أو النفط والغاز في المرحلة الأخيرة.

وندد كروبي أيضا بـ«الفوضى الواضحة في كل قرارات حكومة أحمدي نجاد، الذي يستفيد منذ إعادة انتخابه المثيرة للجدل في يونيو (حزيران)، 2009 من الدعم الكامل للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية».

وقال كروبي إن هذه القرارات أدت إلى «انكماش اقتصادي وزيادة البطالة»، وهي مسؤولة أيضا عن العقوبات الدولية ضد إيران نتيجة «غياب الحكمة وغياب الخبرة والتباهي المتواصل للحكومة، ولا سيما الرئيس» حيال هذا الموضوع.

وتابع كروبي في رسالته: «إذا كان مجلس الخبراء لا يقوم بشيء الآن» لوضع حد لهذه الانحرافات «فسينتهي به الأمر وقد فات الأوان».

إلى ذلك، أكد مسؤولان إيرانيان أن إيران لم تعتقل «أي جندي أميركي» عند الحدود مع باكستان، نافيين بذلك معلومة كان نشرها موقع إلكتروني قريب من الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية عن محافظ سيستان بلوشستان (جنوب شرق) علي محمد أزاد قوله: «لم يتم اعتقال أي جندي أميركي. إننا ننفي ذلك».

وأضاف التلفزيون أن مسؤولا محليا في حرس الحدود نفى المعلومة أيضا. وكان موقع إنترنت قريب من الحرس الثوري أعلن في وقت سابق أن القوات الإيرانية اعتقلت «أخيرا» سبعة جنود أميركيين كانوا يحاولون الدخول إلى إيران عبر الحدود الباكستانية. ولم يكشف الموقع أي مصدر ولا أي تفاصيل حول هذه المعلومة التي أوردتها وكالة «فارس» للأنباء لاحقا.

بدوره، نفى مسؤول محلي في حرس الحدود لقناة «العالم» هذا الخبر، وقال: «ننفي هذه المعلومة». ومن جهتها، أوردت قناة «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية نفيا على لسان قيادة الحرس الثوري المكلفة الأمن في هذه المنطقة الحدودية مع باكستان.

وسارع الموقع الإلكتروني القريب من الحرس الثوري إلى إصدار نفي رسمي، مقدما «اعتذارا» إلى قرائه. ومن ناحيته، أكد البنتاغون أن أي جندي أميركي لم يتم اعتقاله في إيران.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل: «ليس لدينا أي جندي مفقود». واعتقلت القوات الإيرانية مرتين خلال الأعوام الأخيرة عناصر من القوات البريطانية المنتشرة في العراق كانت تاهت في إيران، 15 بحارا من البحرية الملكية تاهوا في الخليج عام 2007، وثمانية بحارة تجاوزوا الحدود عند شط العرب عام 2004. وتم الإفراج سريعا عن هؤلاء الجنود.

كذلك اعتقلت إيران في يوليو (تموز) 2009 ثلاثة أميركيين أكدوا أنهم دخلوا إيران عن طريق الخطأ خلال رحلة في جبال كردستان العراق. ولا يزال اثنان من هؤلاء معتقلين، على أن يحاكم الثلاثة بتهمة التجسس قريبا. ولكن لم يسبق أن وقع حادث مماثل مع جنود أميركيين عند الحدود مع باكستان.

لكن السلطات الإيرانية، وخصوصا الحرس الثوري، سبق أن اتهمت مرارا القوات الباكستانية والأميركية بدعم مجموعات سنية متمردة تنشط في محافظة سيستان بلوشستان، وخصوصا مقاتلي حركة جند الله المسؤولين عن هجمات عدة في هذه المنطقة منذ عشرة أعوام.