أحمدي نجاد من نيويورك: مفتشو الوكالة الدولية خرقوا قوانينها والعقوبات ستؤدي إلى ازدهارنا

قال: أنصح كلينتون بأن تجري دراسات حول إيران قبل أن تدلي بتصريحاتها.. وأوباما تجاهل رسالتي

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يمازح كريستين أمانبور، مقدمة البرامج الأميركية، خلال تسجيل برنامج حواري في نيويورك، أذيع أمس (أ.ب)
TT

وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فجر أمس، إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ65 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجدد نجاد لدى وصوله تصريحاته السابقة بأن العقوبات المفروضة على بلاده جراء البرنامج النووي الإيراني «لا تأثير لها»، كما وجه انتقادات لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا: إن عددا منهم ارتكب أخطاء. ودعا واشنطن إلى الإفراج عن إيرانيين كبادرة حسن نية إزاء الجمهورية الإسلامية، بعد إطلاق سراح مواطنة أميركية. فيما وصف الشتائم التي وجهتها مؤخرا صحيفة إيرانية متطرفة إلى كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بأنها «جريمة».

وكان في استقبال الرئيس الإيراني مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي، وعدد من الدبلوماسيين الإيرانيين، حيث من المقرر أن يلقي خلال زيارته لنيويورك كلمات في الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع التقريب بين المذاهب الإسلامية وحوار السلام.

وأكد الرئيس الإيراني في حديث خاص لقناه «إي بي إس» الأميركية أن الشعب الإيراني «لا يولي أي أهمية للعقوبات المفروضة عليه ويعتقد أن نتائج تلك العقوبات ستنعكس سلبا على الذين فرضوها على إيران». وأعرب عن اعتقاده بأن العقوبات ستؤدي إلى «تقدم وازدهار» إيران، مضيفا أن «الشعب الإيراني يعرف جيدا كيف يبدل التهديدات إلى فرص». وكانت الأمم المتحدة قد فرضت سلة عقوبات رابعة على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة، وفرضت الولايات المتحدة وعدد من الدول، بينها اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وكندا، عقوبات أحادية استهدفت قطاعات مختلفة، أبرزها المصارف والشركات التي تتعامل مع طهران.

وذكر الرئيس الإيراني أن أوروبا تعتبر المتضرر الحقيقي جراء العقوبات، وقال: «لقد تعودنا خلال الأعوام الثلاثين الماضية على سد حاجاتنا داخليا. وأن إيران حققت الاكتفاء الذاتي بنسبه 95 في المائة وأن ما نستورده من الخارج يشكل قسما ضئيلا من الاقتصاد الإيراني».

وأكد أحمدي نجاد أن «عهد الغطرسة واستخدام القوة والعنف ضد الآخرين قد ولى دون رجعة وأن الشعب الإيراني لن يرضخ أبدا لأي مطلب غير منطقي»، في إشارة إلى التلميحات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران.

وحول علاقات بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقرير رئيسها يوكيا أمانو الذي عبر عن قلقه من عدم تعاون طهران مع مفتشي الوكالة، قال أحمدي نجاد: «إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تلتزم بالقوانين في تعاطيها مع الملف النووي الإيراني»، متهما ممثل الوكالة بانتهاك القرارات الخاصة بالتفتيش.

وأوضح حول رفض إيران قبول اثنين من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن «النظام الداخلي للوكالة يجيز للدول رفض قبول أي مفتش لو تجاوز ذلك المفتش الواجبات الملقاة على عاتقه»، وجدد التأكيد على أن إيران تحترم كافه قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن «كاميرات الوكالة تراقب عن كثب جميع نشاطات إيران النووية، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني»، حسبما أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا).

وقال نجاد: «إن عددا من موظفي الوكالة ارتكبوا مخالفات وقاموا بتقديم معلومات خاطئة عن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي أفضى إلى التعاطي بصورة سياسية مع الملف النووي»، وأضاف أن «كثيرا من الدول ومنها الولايات المتحدة تقوم بنشاطات نووية غير سلمية، ولكن لم نر أي تقارير تنشر في هذا الصدد». وأكد أن «الوكالة الدولية فقدت مكانتها بسبب تدخل بعض القوى في شؤونها وقيام الوكالة بنشر تقارير غير عادلة».

وحول التصريحات التي أطلقتها مؤخرا وزيرة الخارجية الأميركية عن تحول إيران إلى «دكتاتورية عسكرية»، قال الرئيس الإيراني: «أنصح هذه السيدة (كلينتون) أن تفكر قبل أن تتكلم وأن تجري بعض الدراسات (بشأن إيران)». واعتبر «الميزانية العسكرية لأميركا تضاهي الميزانية العسكرية لكل دول العالم»، ورأى أن ذلك «يثبت الرأي الخاطئ للأميركان إزاء عسكرتارية الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، حسبما أوردته وكالة أنباء «فارس».

وحول الحوار بين إيران وأميركا، قال الرئيس الإيراني: «لقد كنت البادئ بدعوة أوباما إلى الحوار، حتى أني بعثت له رسالة لم يرد عليها (لتهنئته بالفوز في الانتخابات) وقد أعلنت استعدادي للحوار معه بحضور الآخرين في الأمم المتحدة، ومؤخرا أفرج عن الأميركية سارا شورد ولكن دون أي جواب»، منتقدا البيت الأبيض لعدم إظهار رد فعل مشجع لإطلاق سراح المعتقلة الأميركية سارة شورد مؤخرا.

وقال نجاد في المقابلة إنه في إشارة على حسن النية، يتعين على الولايات المتحدة إطلاق سراح ثمانية إيرانيين، مضيفا بأنهم «اعتقلوا بصورة غير قانونية واحتجزوا في الولايات المتحدة»، في إشارة إلى الإيرانيين الذين ألقي القبض عليهم لانتهاكهم عقوبات دولية مفروضة على تصدير بضائع لإيران يمكن استخدامها في البرامج العسكرية والنووية الإيرانية.

إلى ذلك، أصر الرئيس الإيراني أنه لم تصدر عقوبة بالرجم حتى الموت ضد سكينة أشتياني، الإيرانية المتهمة بارتكاب جريمة الزنا والمشاركة في قتل زوجها.

وقال نجاد في المقابلة: «إن شخصا ما في ألمانيا نشر أخبارا كاذبة في هذا الشأن أدت إلى كل هذه الثورة ضد إيران».

وتتناقض تصريحات الرئيس الإيراني مع تصريحات سابقة لمسؤولين في طهران، قالوا إن سكينة محمدي أشتياني حكم عليها بالرجم لارتكابها جريمة الزنا لكن الحكم يخضع حاليا للمراجعة. وأثارت التقارير الأولية عن عقوبة الرجم انتقادات دولية عنيفة.

وأضاف أحمدي نجاد أنه حتى في حال ثبوت إدانة المرأة فإنه لا يزال أمامها فرصة أربع حالات استئناف.

وفي سياق آخر، وصف نجاد الشتائم التي وجهتها مؤخرا صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشددة إلى كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنها «جريمة» و«مخالفة للدين»، وأضاف متسائلا: «هل يمكن لأي وسيلة إعلام مهاجمة زوجة رئيس أوروبي؟ أي إسلام يسمح بهذا؟»! من دون أن يذكر اسم بروني. وكانت سيدة فرنسا قد انتقدت حكم الرجم بحق أشتياني.