الجيش الإسرائيلي يستخدم في تفريق المتظاهرين الفلسطينيين رصاصات «التوتو»

ممنوعة من قبل النائب العسكري

TT

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس إن الجيش الإسرائيلي يستخدم في تفريق المتظاهرين الفلسطينيين في الضفة الغربية رصاصات «ممنوعة» من نوع «التوتو» من عيار 0.22 بوصة (إنش) تطلق عبر بنادق «الروجر»، وذلك خلافا لتوجيهات النائب العسكري العام في إسرائيل التي تحظر استخدام هذا النوع من الرصاصات لهذا الغرض.

ووفق تحقيق «هآرتس» فإن الجيش يلجأ إلى استخدام واسع لهذه الرصاصات في الضفة على الرغم من أن النائب العسكري العام الحالي الميجور جنرال أفيحاي مندلبليت وسلفه الميجور جنرال احتياط مناحيم فينكلشتاين قررا على حد سواء منع استخدام هذه الطلقات النارية باستثناء الحالات التي يسمح فيها باستخدام الذخيرة الحية فقط.

ويواصل لواء «بنيامين» في الضفة الغربية استخدام هذه الرصاصات لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين في مظاهرات سلمية ضد الجدار الفاصل، على الرغم من الحظر الصريح والواضح بهذا الشأن. ورصاص «التوتو» هو عبارة عن طلقات معدنية من عيار 0.22 بوصة (إنش) أي 5.56 ملليمتر، ويعتبر رصاصا غير قاتل، لكن عقل سرور، 35 عاما، كان قتل منتصف العام الماضي من جراء إصابته برصاصة «توتو» خلال مظاهرة جرت في قرية نعلين القريبة من رام الله، كما قتل في شباط (فبراير) الماضي عز الدين الجمل، 14 عاما، في الخليل إثر إصابته بالرصاصة نفسها.

وتم اكتشاف استخدام الجيش الواسع لهذا النوع من الرصاص في خلال جلسة عقدتها المحكمة العسكرية الإسرائيلية الأربعاء الماضي لمحاكمة الناشط عبد الله أبو رحمة الذي تدينه إسرائيل بالتحريض وتنظيم مظاهرات. فقدم الادعاء إلى المحكمة تقريرا قام بإعداده الميجور إيغور موسايف من لواء (الناحال) الذي كان أدى مهام ضابط العمليات في لواء (بنيامين) حول التكلفة الاقتصادية الخاصة بتفريق المظاهرات في بلعين ونعالين. وجاء في التقرير أن تكلفة استخدام رصاصات (التوتو) التي تم إطلاقها خلال الفترة ما بين أغسطس (آب) 2008 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2009 لتفريق المظاهرات في القريتين بلغت 1.3 مليون شيقل إسرائيلي (الدولار 3.75 شيقل).

وادعى الضابط موسايف أن هذه الرصاصات هي سلاح غير قاتل، زاعما أن لا علم لديه بقرار النائب العسكري العام السابق الذي يحظر استخدام مثل هذه الرصاصات لتفريق المظاهرات.

وكان النائب العسكري السابق فينكلشتاين فرض عام 2001 حظرا على استخدام رصاصات «التوتو» إلا في ظروف تبرر اللجوء إلى استخدام الذخيرة الحية.

وقالت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إنه في أعقاب استئناف استعمال هذه الذخيرة توجهت (بتسيلم) في شهر مارس (آذار) من العام الماضي إلى النائب العسكري العام وحذرت من أن استعمال طلقات الذخيرة الحية لتفريق المظاهرات قد يؤدي إلى القتل. ورد الميجور يهوشواع جورطلر في شهر يونيو (حزيران)، بعد مقتل عقل سرور في مظاهرة بنعلين قائلا: «إن القواعد السارية على هذه الذخيرة هي صارمة ومتقاربة عموما مع قواعد إطلاق النار السارية على الذخيرة الحية، وإن الجيش الإسرائيلي لا يعتبر استعمال بندقية (روجر) وسيلة لتفريق المظاهرات أو أعمال الإخلال بالنظام وإن هذه الوسيلة لا تشكل بديلا عن استعمال الوسائل المخصصة لتفريق أعمال الإخلال بالنظام (القنابل الصوتية والطلقات المطاطية وقنابل الغاز والهراوات)».

وتقول «بتسيلم» إن هذا الجواب لا يجسد الحالة السائدة في الميدان. حيث يتضح من المشاهدات التي قامت بها «بتسيلم» في مراكز المظاهرات في قرية نعلين أن قوات الأمن تستعمل بصورة ثابتة تقريبا ذخيرة «التوتو» منذ نهاية عام 2008 وأنها تعتبر هذه الذخيرة وسيلة إضافية لتفريق المظاهرات.

وقد حذرت (بتسيلم) من أن اعتبار عيارات «التوتو» بمثابة سلاح لتفريق المظاهرات أدى إلى ترسيخ هذا السلاح في وعي عناصر قوات الأمن على أنه سلاح غير فتاك وغير ضار ولا حاجة إلى تقييد استعماله. «وإن هذا التصور هو الذي أدى إلى توسيع استعمال هذه الذخيرة وإطلاق رصاصات (التوتو) في المناسبات التي لا يوجد فيها خطر على الحياة».

وطالبت (بتسيلم) الجيش الإسرائيلي بالتوقف فورا عن استعمال رصاصات «التوتو» في المناسبات التي لا تشكل خطرا على الحياة واتخاذ الإجراءات بحق عناصر قوات الأمن التي تطلق النار بما يخالف التعليمات وتتسبب في مقتل وجرح مدنيين.