تحذيرات من خطورة اقتحام مطار بيروت بالقوة وانكشاف أمنه

مصدر أمني لـ «الشرق الأوسط»: قوة الأمر الواقع والاستقواء على الدولة لن تدوم

TT

قضية اقتحام عناصر مسلحة من حزب الله بأكثر من 15 سيارة رباعية الدفع، حرم مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، من دون الحصول على إذن مسبق من إدارات الدولة المسؤولة عن أمن المطار، لتوفير المواكبة الأمنية للمدير العام السابق للأمن العام، اللواء المتقاعد جميل السيد، طرح الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول مصير أمن المطار كأحد أهم المرافق اللبنانية حيوية.

وهذا ما عبر عنه مصدر سياسي في قوى 14 آذار لـ«الشرق الأوسط» بحيث رأى أن «مطار بيروت تحول أول من أمس، إلى مربع أمني من مربعات حزب الله، مع ما يستتبع ذلك من انكشاف خطير لأمن هذا المطار، وآثار ذلك السلبية على صورة لبنان الدولة والمؤسسات»، مشيرا إلى أن «هذا التطور وضع لبنان على مفترق خطير، وعلى الجميع، وتحديدا حزب الله، التنبه إلى محاذير إسقاط البلاد في الهاوية».

وفي هذا الإطار، أكد مصدر أمني بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسلحي حزب الله اقتحموا حرم مطار بيروت الدولي وصالون الشرف بالقوة، ومن دون الحصول على إذن، لا من وزارة الخارجية ولا من وزارة الداخلية ولا من جهاز أمن المطار»، وسأل: تحت أي مبرر جرى اقتحام المطار بأكثر من 20 سيارة لا تحمل لوحات وبداخلها العشرات من الأشخاص المدججين بالسلاح، الذين اقتحموا بأسلحتهم أيضا وعلى مرأى من وسائل الإعلام التي نقلت صورهم، صالون الشرف الذي لا تفتح أبوابه إلا لكبار الضيوف والمسؤولين وموظفي الفئة الأولى إذا كانوا بمهمات رسمية؟، وقال: «لا شك أن من يراهن على الدولة آذاه مشهد المطار، لكن أكبر المتضررين مما حصل ليس الدولة ومؤسساتها، إنما حزب الله وصورة المقاومة». وأضاف «من سخرية هذا الزمن أن يتطاول اللص على الشرطي والمتهم على القاضي والدويلة على الدولة، وهذا بعكس الطبيعة ولن يدوم، وبهذا الأسلوب فإن المقاومة نحرت نفسها وتحولت إلى ميليشيات، ولكن لا أحد يتوهم بأن قوة آنية وقوة أمر واقع يمكن أن تبقى وتدوم، لأن الدولة هي الأقوى على المدى الطويل».

إلى ذلك، رأى مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق محمد شطح أن «المشهد الأمني لاستقبال المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد من قبل حزب الله في المطار كان مشهدا سورياليا ولا يمكن أن يراه اللبنانيون في أي بلد آخر في العالم». وقال: «ما نراه هو فريق واحد يبرهن عمليا على أنه فريق قوي وقادر ولديه القدرة المادية على فرض رأيه وقد بعث رسائل واضحة في هذا الإطار، وما حصل في المطار يظهر أن هناك استباحة لكل شيء وانتهاكا للمعايير وصل إلى درك غير مسبوق»، معربا عن «خوف الناس من أن تؤدي هذه الاستباحة في الكلام وبعض الأفعال إلى جرف كل شيء وليس فقط إلى أزمة عابرة». وسأل: ماذا نستفيد من ذهاب البلد وبقاء المقاومة وخصوصا أنه لا يوجد منطق لأخذ البلد رهينة وجره إلى الهاوية بهدف وقف المحكمة ومهاجمة سعد الحريري لأن أي شخص آخر غير قادر على أن يوقفها.

واعتبر عضو كتلة المستقبل، النائب عاطف مجدلاني أن «الموقف الذي أعلنه حزب الله من مسألة استدعاء اللواء المتقاعد جميل السيد، واستتبعه بعراضة عسكرية على أرض مطار رفيق الحريري الدولي، تحدى فيها الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية، ويعني أنه قرر إسقاط القضاء الدولي ومعه القضاء اللبناني، وهو لا يفرض قضاءه الخاص على الجميع فحسب، بل إنه يفرض قضاءه وأمنه ودويلته على الدولة، وعلى جميع اللبنانيين، مع ما في ذلك من تحد وفوقية واستكبار»، ولفت إلى أن «هذا الانقلاب لا يمكن أن يرضى به الشعب اللبناني العريق بديمقراطيته وبحمايته للحريات، وكأني بالحزب يخير اللبنانيين بين التخلي عن العدالة بكل أوجهها أو الفتنة وسيلان الدم».

ورأى عضو تكتل لبنان أولا، النائب نعمة طعمة أن «البهرجة السياسية والميليشياوية التي حصلت في مطار رفيق الحريري الدولي لا تتجاوز حد التهويل والتهديد، فلم تكن قد صدرت أي مذكرة توقيف بحق السيد، ومن هنا لا بد من خضوع اللواء المتقاعد للقوانين المرعية، لا بد من تراجع حزب الله عن نية كسر ذراع الدولة».