أسرة مدان لوكيربي: إجابة الأسئلة عن المقرحي اختصاص الدولة الليبية

قالت إن زيارة والد إحدى الضحايا له تمت بترتيب مع السلطات

TT

«لا يزال عبد الباسط معتل الصحة، إلا أنه في حال أفضل مما كنت أتصور». أدلى والد إحدى ضحايا حادث لوكيربي، ويدعى الدكتور جيم سواير، بهذه الكلمات عقب زيارته لعبد الباسط المقرحي المدان الوحيد في قضية لوكيربي، قائلا عقب الزيارة التي جرت في طرابلس إن عبد الباسط - ضابط المخابرات الليبي السابق الذي أدين في تفجير طائرة «بان أميركان» فوق بلدة لوكيربي الاسكوتلندية عام 1988 - لا يزال رجلا معتل الصحة على الرغم من أنه يبدو في صحة أفضل مما كان متوقعا.

وقالت مصادر من أسرة المقرحي أمس إن زيارة الدكتور سواير جرت بترتيب مع السلطات الليبية المختصة، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن أي معلومات عنه وعن صحته والمكان الذي يقيم فيه في الوقت الحالي «مصدرها الدولة»، رافضة إعطاء أي إفادات عن صحته وما إذا كان ما زال في المستشفى أم في بيته.

وتم الإفراج عن المقرحي (58 عاما) من سجن في اسكوتلندا في أغسطس (آب) عام 2009 لدواع إنسانية لإصابته بسرطان البروستاتا، وعاد إلى ليبيا، مما تسبب في إثارة الجدل حول إطلاق سراحه وعلاقة ذلك بصفقات تجارية بين ليبيا والغرب.

وقال أحد أشقاء عبد الباسط عبر الهاتف: «ليس لنا الحق في تقديم أي معلومات للصحافة.. الصحافيون الذين يسألون عن المقرحي يسألون بطريقة رجال مخابرات. ما هي صحته، وأين يقيم.. لا شأن لنا بتقديم إجابات عن مثل هذه الأسئلة».

وأضاف ابن عم لعبد الباسط أن الأسرة ليس لديها ما تقدمه من معلومات عن الزيارة التي قام بها سواير وترتيباتها، وقال: «على الصحافيين أن يوجهوا مثل هذه الأسئلة للدولة، وأن يطلبوا منها زيارته بشكل رسمي إذا أرادوا، أما إذا سألتم عنا كأفراد من أسرة المقرحي، فنحن بخير».

وحسب مصادر الأسرة، يعيش المقرحي في بيته في العاصمة الليبية ويتردد على مركز طرابلس الطبي. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» التي تصدر في مالطا قول الدكتور سواير إنه التقى والمقرحي يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة الليبية طرابلس، وأن عبد الباسط لا يزال «معتل الصحة إلا أنه في حال أفضل مما كنت أتصور. إنه صافي الذهن تماما. إني أعزو ذلك إلى الحب والحنو من جانب أسرته والمحيطين به كما يعزى أيضا بدرجة ما إلى الرعاية الصحية المتميزة التي يبدو أنه يلقاها».

وقال سواير إنه لا يزال على يقين - في ضوء المحاكمة والأدلة التي ظهرت فيما بعد - من أن المقرحي بريء، مشيرا إلى أن المقرحي ينفي دليلا قدم للمحكمة ويستند إلى حد بعيد إلى شهادة تاجر في مالطا حيث يقول المقرحي إنه كان ضحية خدعة مقابل أموال.

وأضاف سواير أنه قرر زيارة طرابلس تضامنا مع المقرحي: «لقد التقينا كشقيقين عضوين في الجنس البشري، يسعيان إلى هدف مشترك هو إعادة فحص الأدلة المتوفرة والتي أدت إلى حكم نعتقد أنه تم التوصل إليه تحت ضغوط سياسية وليس عن طريق قواعد العدالة».

وكانت ابنة سواير وتدعى فلورا (24 عاما) من بين القتلى في تفجير طائرة «بان أميركان» في الرحلة رقم 103 من لندن إلى نيويورك، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل 270 شخصا، غالبيتهم من الأميركيين.

وعمت موجة استياء في أميركا خلال الأشهر الماضية بشأن الإفراج عن المقرحي بعد أن أثار ساسة أميركيون تساؤلات عما إذا كانت شركة النفط البريطانية العملاقة «بي بي» قد توسطت لدى اسكوتلندا للإفراج عنه من أجل تسهيل إبرام تعاقدات مع ليبيا. وكذبت الشركة ووزراء اسكوتلنديون هذه الاتهامات.