أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط: مهمة التقارب بين الشمال والجنوب صعبة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن ميزانية المنظمة 800 ألف يورو نفدت في نفقات التأسيس

TT

كشف الدكتور أحمد مساعدة، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن ميزانية الاتحاد تبلغ 800 ألف يورو مقدمة من مفوضية الاتحاد الأوروبي، موضحا أنها ميزانية مؤقتة. واعتبر مساعدة في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» أثناء زيارته مؤخرا للقاهرة، أن مهمة التقارب بين الشمال والجنوب ليست مهمة سهلة لكنها قابلة للتنفيذ، إذا ما كان هناك توجه سياسي وتمويل مناسب، وأعرب عن أمله أن تكون هذه القمة محطة مهمة وأساسية في دعم وتعزيز دور الاتحاد في تحقيق المصالح المشتركة لضفتي المتوسط الشمال والجنوب. وفي ما يلي نص الحديث..

* ماذا أعدت أمانة الاتحاد من أجل المتوسط قبل القمة القادمة المقرر انعقادها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل؟

- قدمنا عددا من المشاريع إلى الدول الأعضاء لبحثها بأدوات محترفة والبدء في تنفيذها، إضافة إلى ذلك هناك هدف محوري يتمثل في محاولة استقطاب رؤوس الأموال وجذب المشاريع التي تستفيد منها الدول الأعضاء، وقد قمنا بإعداد خطة عمل واضحة تعد الأجندة الرئيسية لأنشطة عام 2011.. وسنقوم باستقطاب المشاريع تحت ما يسمى بالقواعد الاسترشادية لكيفية اختيار المشاريع، ولدينا وحدة متخصصة في أمانة الاتحاد ستقوم بفحص هذه المشاريع على أسس تقنية ومهنية وفنية وأسس بيئية، وبحث كيفية تمويلها.. إضافة إلى ذلك هناك شق مهم يرتبط بتوفير التمويل من خلال بنوك ومؤسسات مال من الدول المشاركة في الاتحاد، والنشاط الثالث هو أن نضع نشاط الاتحاد من أجل المتوسط والأمانة العامة للاتحاد في ذهن صاحب وصانع القرار السياسي والاقتصادي وأيضا في ذهن المواطن العادي، من خلال جملة من المشاريع التي تركز على العلاقات العامة وشرح أبعاد الاتحاد وأهدافه على شتى المستويات.

* هل تعتقد أن التقارب بين الشمال والجنوب مهمة صعبة؟

- اعتبر أنها مهمة ليست سهلة لكنها قابلة للتنفيذ إذا ما كان هناك توجه سياسي وتمويل مناسب، وكما هو معروف فإن الظرف الاقتصادي العالمي صعب، ولكننا نحاول مع المؤسسات المالية الكبرى وصناديق المال المختلفة.

* كم تبلغ ميزانية الاتحاد؟

- الاتحاد ما زال في عامه الأول، والأمانة العامة بدأت العمل في الشهر الثالث من هذا العام، والميزانية التي قدمت لنا مؤقتة من أجل أن نبدأ العمل، وهي مقدمة من المفوضية الأوروبية وتبلغ نحو 800 ألف يورو لمدة أربعة أشهر، وقد نفدت في نفقات التأسيس، ومع ذلك نحاول العمل وقد تمكنا من تأسيس منظمة إقليمية من لا شيء.

* ماذا عن دور فرنسا الراعي الرسمي للفكرة؟

- الفكرة أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأيدها عدد كبير من الدول الأعضاء، والآن الرئاسة مشتركة بين الرئيس الفرنسي والرئيس المصري حسني مبارك، ونلقى كل الدعم من هذه الرئاسة المشتركة، وقد قدمت فرنسا دعما في صورة إرسال كوادر بشرية للأمانة العامة تعمل ضمنها، لكن الآن نحن مقدمون على طرح الموازنة الأساسية للعام المقبل، وأعتقد أنه لا بد من وجود مقاربة جديدة من الدول كافة تتعلق بدعم ميزانية الأمانة العامة ومن ضمنها فرنسا.

* ما نوعية المشاريع التي قدمتها الأمانة العامة للدول الأعضاء؟

- لدينا ستة قطاعات تم الاتفاق عليها في قمة باريس، وهي: قطاعات الطاقة، والمياه، والبيئة، والتعليم العالي، والحماية المدنية، والبحث العلمي، والمشاريع التي نريد أن نبدأ بها هي ضمن هذه القطاعات، وهناك عشرات المشاريع التي تقدمت بها مجموعات من دول جنوب المتوسط ولا اعتراض عليها ونبحث في التمويل.

* ماذا عن مشكلة الهجرة غير الشرعية؟

- عندما نقوم بتنفيذ المشاريع والاستثمارات في الضفة الجنوبية للمتوسط سوف يسهم ذلك في خلق فرص عمل جديدة للشباب، وهذا يعني تأكيد بقاء العمالة في دولها، ولكن الهدف في موضوع الهجرة يجب ألا ننظر إليه في الإطار غير الشرعي، وإنما يجب أن نأخذ مصلحة الدول كافة، ويجب أن ترتبط مسألة الهجرة بمفهوم آخر هو التنمية.. وأقصد حرية الحركة والتنقل بين الشمال والجنوب وتبادل الخبرات والاطلاع على الثقافات لإيجاد حالة من التكامل الثقافي والعلمي، وكذلك دعم اتصال الشركات في ضفتي المتوسط، في إطار من التلاقي، على أن تؤخذ في الاعتبار مصالح الدول الجنوبية في التنمية ورغبة الدول الأوروبية في الاستفادة أيضا، أي شراكة متكاملة وليس مصالح متناقضة، وهذا ما نسعى إليه في الأمانة العامة للاتحاد.

* ولكن، المفترض معالجة الهجرة غير الشرعية بمعالجات شرعية؟

- حتما، ولكن لنكن واقعيين في الطرح، أقصد أن هذه المشاريع طويلة الأمد وبحاجة إلى زمن والهجرة غير الشرعية تحتاج لمعالجات تستوعبها وبرامج تمنع حالة الضرر للطرفين، ونحن بدأنا مسيرة التعاون مع أوروبا منذ 15 عاما، ولكن نستكملها اليوم وفق مقاربة جديدة مختلفة، والنتائج لن تكون آنية لأننا انتهينا للتو من إرساء وتأسيس البيت الداخلي، ونعمل مع جهاز تنفيذي فاعل ونشط لإنجاز الأولويات.

* ماذا أعددتم للقمة التي سوف تعقد في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل؟

- الجانب الإسباني بدأ الاستعدادات لهذه القمة، وكما هو معروف فقد دعت الرئاسة المشتركة (مصر وفرنسا) إلى هذه القمة التي نأمل أن تكون محطة مهمة وأساسية في دعم وتعزيز دور الاتحاد من أجل تحقيق المصالح المشتركة لضفتي المتوسط؛ الشمال والجنوب.

* بم تفسر هجوم بعض الدول على تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط؟

- قد يكون الهجوم مستندا إلى خلفيات تاريخية قديمة مغلوطة كانت موجودة في السابق وتسيء إلى العلاقة بين ضفتي المتوسط، ولكن نحن نبدأ اليوم في مقاربة جديدة، وهذا يحتاج لتعاون منفتح بين الدول التي كانت تربطها علاقات منذ آلاف السنين، وهي بحاجة إلى تعزيز التعاون والنظر إلى المستقبل، وتوجد بالفعل أرضية مشتركة حاليا هي الحوار العربي - الأوروبي الذي أرست قواعده جامعة الدول العربية.