اليمن: اتساع نطاق الحملة العسكرية ضد «القاعدة» في شبوة

مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 في المواجهات.. والحكومة تؤكد «كسر عظم» التنظيم

سيارة تشتعل فيها النيران بعد إصابتها جراء اشتباكات بين القوات اليمنية ومسلحين من الحراك الجنوبي في لحج في الرابع من الشهر الحالي (أ ف ب)
TT

واصلت السلطات اليمنية، أمس، حملتها الأمنية ضد من يعتقد أنهم عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة شبوة في جنوب البلاد، وهي الحملة التي كشفت عنها «الشرق الأوسط» أول من أمس. وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن قتلت 3 من العناصر المطلوبة، التي يتم ملاحقتها في جبال محافظة شبوة، وأصيب 5 آخرون.

وقالت أجهزة الأمن اليمنية إن قوات الأمن «تخوض مواجهات عنيفة مع عناصر مسلحة من (القاعدة) لتطهير منطقة الحوطة بمديرية ميفعة بمحافظة شبوة من تلك العناصر، التي اتخذت من بعض المناطق الصحراوية مراكز للتدريب والاختفاء, حيث تفرض الأجهزة الأمنية طوقا أمنيا لمحاصرة العناصر الإرهابية والمطلوبين أمنيا لإلقاء القبض عليهم».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عربات عسكرية شوهدت وهي تتحرك من أحد المعسكرات في شبوة، وعلى متنها رتل من الدبابات التي يعتقد أنها ستستخدم في العملية العسكرية.

من جانبه قال موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت (سبتمبر نت)، نقلا عن مصادر أمنية إن بين العناصر التي تتم ملاحقتها «أجانب من بينهم سعوديون، حيث يحاولون التغلغل في أوساط السكان, في الوقت الذي شددت فيه وحدات متخصصة من مكافحة الإرهاب من حصارها المفروض على المواقع التي يتمركز فيها أولئك الإرهابيون في منطقة الحوطة بمديرية ميفعة في محافظة شبوة بعد قيامهم بتنفيذ اعتداءات على عدد من أفرد القوات المسلحة والأمن والمواطنين والسيطرة على بعض المنازل بمدينة الحوطة واستخدامها كمتاريس ومواقع لتنفيذ عملياتهم الإرهابية».

وأضافت المصادر أن «تلك العناصر تضم إرهابيين قدموا من محافظة مأرب، وآخرين ممن كانوا قد فروا من مدينة لودر عقب تلقيهم ضربة موجعة من قبل أفراد القوات المسلحة والأمن، أدت إلى شل حركتهم ومصرع الكثير منهم وفرار من تبقى منهم إلى خارج مدينة لودر، وذلك لتقديم المساندة وتخفيف الضغط على عناصرهم المحاصرة داخل الحوطة».

وفي سياق تأكيد الحكومة اليمنية على أنها في حرب مفتوحة ضد تنظيم القاعدة، جرى التأكيد، أمس، على أن العملية الأمنية الجارية في ميفعة بشبوة، تأتي بعد العمليات العسكرية التي دارت الشهر الماضي في مديرية لودر بمحافظة أبين، التي «تم فيها تطهير مدينة لودر من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة، والقبض على عدد منهم وإجبار البقية على الفرار», كما أكد أن أجهزة الأمن تواصل «حربها المفتوحة لكسر العظم ضد تنظيم القاعدة».

وذكرت مصادر أمنية أن وحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب تتبع قوات الأمن المركزي، نقلت، أمس، جوا إلى محافظة شبوة للمشاركة في الحملة الأمنية والعمليات العسكرية هناك، بعد صدور توجيهات من وزير الداخلية، اللواء مطهر رشاد المصري، مشيرة إلى أن الحملة الأمنية «تؤدي دورها بكفاءة ومهنية عالية، وتحقق نجاحات نوعية في الميدان»، بحسب مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية.

في السياق ذاته، قالت مصادر أمنية إن مسلحين مجهولين قاموا، أمس، بإطلاق النار على بوابة قيادة اللواء 19 مشاة بمديرية بيحان, وإن «أفراد الحراسة الموجودين في البوابة تصدوا لهم وأجبروهم على الفرار»، وذكرت المصادر أن المسلحين استخدموا الأسلحة الخفيفة في الهجوم، وأنهم كانوا يستقلون سيارتين، وأن أحدا من الجنود لم يصب بأذى.

وفي محافظة أبين المجاورة، أعلن مصدر أمني مقتل 2 من عناصر تنظيم القاعدة، هما الشقيقان خالد وصبري الوحيشي، وذلك في اشتباكات مع قوات الأمن في مديرية لودر، غير أن محافظ المحافظة، أحمد الميسري، نفى عبر وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن يكون الصريعان عضوين في «القاعدة». وفي المحافظة ذاتها أصيب 3 جنود و2 من المواطنين، وذلك أثناء قيام مسلحين مجهولين بمهاجمة أحد الطواقم العسكرية التابعة للواء 25 ميكا. وأكد مصدر أمني أن عملية ملاحقة الفاعلين جرت عقب الهجوم فورا، وأسفرت عن إصابة 2 من المهاجمين، أحدهما «الإرهابي جابر منصور حيدرة»، وإلقاء القبض على 7 آخرين.

على صعيد آخر، بدأت نيابة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة بصنعاء، أمس، تحقيقاتها مع الصحافي اليمني المتخصص في شؤون الإرهاب، عبد الإله حيدر شائع وزميله رسام الكاريكاتير كمال شرف، وقالت مصادر قضائية إن النيابة وجهت إلى شائع وزميله تهمة «التخطيط لأعمال تخريبية» و«دعم تنظيم القاعدة إعلاميا».

وجرت جلسة التحقيق في حضور العشرات من الصحافيين والنشطاء الحقوقيين المتضامنين مع الصحافيين، الذين سبق وشكلوا ما سمي بـ«تحالف الـ6 من رمضان» للدفاع عن شائع وشرف، في إشارة إلى تاريخ اعتقالهما من منزليهما في صنعاء.

وبدأت ذات النيابة في محافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، أمس، التحقيق مع 8 أشخاص من أصل 10 متهمين بالانتماء إلى ما يسمى بـ«خلية فوه الإرهابية»، التي ينتمي أفرادها إلى تنظيم القاعدة. ووجهت النيابة إلى المتهمين عددا من التهم، منها «الاشتراك في عصابة مسلحة والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت أمنية نتج عنها مقتل اثنين من رجال الضبط القضائي»، وكان أفراد الخلية اعتقلوا في يوليو (تموز) الماضي في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.