بن حلي: اجتماع وزراء داخلية جوار العراق سيدعم ما يؤدي إلى انكماش الإرهاب

أمين الجامعة العربية المساعد لـ«الشرق الأوسط»: من المبكر الحكم على مشروع تطوير الجامعة

الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي خلال زيارة له إلى بغداد (إ.ب.أ)
TT

قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أحمد بن حلي، إن اجتماع وزراء داخلية جوار العراق الذي يعقد اليوم، الأربعاء، في البحرين سيدعم ما يؤدي لانكماش الإرهاب، مؤكدا أن الاتفاق سيكون على تقديم كامل الدعم لاستقرار العراق وسرعة تشكيل حكومة وفاق وطني، مشيرا في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن مشروع تطوير الجامعة العربية يسير وفق خريطة طريق آمنة، لكن ما زال من المبكر الحكم على المشروع، ومن الأفضل الانتظار لحين صدور الوثيقة النهائية عن القمة العربية.

وأضاف بن حلي أن المبادرة اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك كانت الأساس، وتم أخذ ما طرحته بعين الاعتبار، موضحا، فيما يتعلق بالمقترحات الخاصة برابطة الجوار العربي، أن الجامعة العربية تهتم بكل ما يدور بشأن هذه المبادرة على المستوى الرسمي العربي والإقليمي والدولي، وسوف تبلور الأمانة العامة كل هذا بالتنسيق مع دولة رئاسة القمة (ليبيا)، لعرضه على القمة الاستثنائية التي ستعقد في سرت يوم 9 من الشهر المقبل.

وتحدث بن حلي عن الإعداد للقمة العربية الأفريقية قائلا: إن العمل ما زال متواصلا بين الأمانة العامة ووفود الاتحاد الأفريقي ودولة الرئاسة، لافتا إلى قرار من القمة السابقة بضرورة عمل الأفارقة والعرب معا لإنجاحها. وإلى تفاصيل الحوار..

* ما أهم ما ستركز عليه الجامعة العربية خلال مشاركتها في اجتماعات وزراء داخلية دول جوار العراق في مملكة البحرين؟

- سنقدم ما صدر عن وزراء الخارجية العرب بخصوص العراق، في ضوء العناصر التي تضمنها القرار.. وبذل كل ما يمكن لدعم العراق في كل المجالات، بما في ذلك الجانب الأمني والتدريب والتأهيل للقوات العراقية، ونحن نعتقد أن دول الجوار مدركة أن الاستقرار في العراق مفتاح الاستقرار الإقليمي، وكذلك عملية الإرهاب يجب معالجتها، وهي تحتاج إلى أهمية مصالحة سياسية في العراق تضم كل المكونات.. وهذا بدوره يؤدي إلى انكماش الجماعات الإرهابية. وهناك برتوكول أمني بين العراق والدول المجاورة، واليوم نحتاج إلى تطويره في ضوء المعطيات الجديدة التي يشهدها العراق والعمل على سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بمهامها في استقرار العراق وفق الدستور والثوابت التي تدعم الحل التوافقي والاستفادة من التجارب السياسية في العراق.

* هل تسلمت الجامعة العربية كل مقترحات رابطة الجوار العربي، خاصة أن المهلة محددة حتى 30 سبتمبر الحالي؟

- هناك عدد من المقترحات وصلت للأمانة العامة من الدول الأعضاء، إضافة إلى عملية رصد نقوم بها للصدى الذي أحدثته هذه المبادرة على مستوى المفكرين والمراكز البحثية، والرأي العام العربي، ونهتم بكل ما يدور بشأن هذه المبادرة على المستوى الرسمي العربي والإقليمي والدولي، وسوف تبلور الأمانة العامة كل هذا بالتنسيق مع دولة رئاسة القمة (ليبيا)، لعرضه على القمة الاستثنائية التي ستعقد في سرت يوم 9 من الشهر المقبل، وكذلك بالنسبة لهيكلة الجامعة، سوف تستند إلى تقرير اللجنة الخماسية، التي عقدت يوم 28 يونيو (حزيران) الماضي على مستوى القادة العرب، حيث قدمت نحو 16 توصية، وهذه التوصيات بلورتها الأمانة العامة والرئاسة الليبية، إضافة إلى مقترحات الدول. وسوف يصدر عن كل ذلك مشروع وثيقة ما زالت محل نقاش لحين عرضها على اجتماع وزاري تحضيري يومي 7 و8 من الشهر المقبل، لاستكمال العناصر والملاحظات، ثم عرضها على قمة سرت المرتقبة.

* تردد أن اليمن غير مرتاح لما وصلت إليه مبادرته الخاصة بتطوير أداء العمل العربي المشترك. ما مدى صحة ذلك؟

- أولا المبادرة اليمنية كانت الأساس لمشروع التطوير خلال اجتماع القمة الخماسية، وكان هناك دور وجهد ملحوظ لتبني ما جاء في المبادرة اليمنية والمقترحات الليبية والمصرية وباقي مقترحات الدول الأعضاء. إذن لم يتم تهميش مبادرة اليمن، وإنما لعبت دورا في التوصيات التي صدرت. والأمر الثاني: عندما ناقش وزراء الخارجية الوثيقة كان لليمن دور في الاجتماع الوزاري، حيث عرض نائب وزير الخارجية رئيس الوفد اليمنى، ملاحظات بلاده وطرحت كل الوفود ملاحظاتها، ولذلك أقول إن الدور اليمني في عملية تطوير العمل العربي المشترك مهم وأساسي، والمبادرة اليمنية انطلقت منذ فترة، وأخذنا ما طرحته بعين الاعتبار.

* البعض يقول إن دور وزراء الخارجية في التطوير الجديد لهيكلة الجامعة مهمش، وسيكون لصالح رؤساء الحكومات. ما ردك؟

- كل أوراق التحضير ما زالت مشاريع مقترحة، وما زالت هناك آراء. ولكن سيكون هناك توافق يؤدي إلى تفعيل المنظومة العربية وتطوير أجهزتها المختلفة، بدءا برئاسة القمة ثم رئاسة المجلس التنفيذي ووزراء الخارجية والدفاع والمالية، وهناك عدد من المشاريع التي تبت فيها القمة. إذن لا نبني الاستنتاجات على المناقشات الحالية، وإنما نبنيها على ما سيصدر عن وثيقة القمة الاستثنائية يوم 9 من الشهر المقبل.

* هل تم الإعداد للقمة العربية - الأفريقية؟

- نعد حاليا للوثائق الأساسية، التي من بينها الرؤية الاستراتيجية، وكذلك البرنامج الزمني والآليات التي تنفذ هذه الرؤية وما زال العمل متواصلا بين الأمانة العامة ووفود الاتحاد الأفريقي ودولة الرئاسة، والتحضيرات متواصلة.

* هل هناك اهتمام أفريقي بالتعاون مع العرب، خاصة أن الأفارقة غير متحمسين في الوقت الراهن للعمل مع العرب، وأقصد عدم جدية من الجانب الأفريقي، وهو عكس ما كان سائدا؟

- خلال القمة الأفريقية التي انعقدت مؤخرا في أوغندا صدر قرار من القمة بضرورة أن يعمل الأفارقة والعرب معا لإنجاح هذه القمة، وأشادوا بعملية التحضير الجدي. إذن هناك قرار أفريقي يؤكد أهمية هذه القمة التي ستعقد في سرت الشهر المقبل.