بيريس يؤكد الاستعداد الفوري للدخول في مفاوضات مع سورية.. ويطلق حملة على أحمدي نجاد

الملك عبد الله الثاني يؤكد أن السلام في الشرق الأوسط شرط للتنمية في قمة «أهداف الألفية»

TT

على الرغم من أن تركيز قمة مراجعة «أهداف الألفية الإنمائية» كان على التنمية وطريقة مواجهة الفقر في وقت يعاني العالم من تبعات الأزمة الاقتصادية، لم تغب قضايا السلام في الشرق الأوسط، وأهمية تحقيقه، عن اليوم الأول من القمة التي تنهي أعمالها يوم غد. وشدد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في خطابه أمام قمة «مراجعة أهداف الألفية» على أهمية السلام وكونه شرطا لتحقيق التنمية.

وقال العاهل الأردني، الذي كان أول القادة العرب الذين يخاطبون الجمع في نيويورك، إن «الدول النامية والدول المانحة لديها مسؤوليات إذا كنا سننجح» في تحقيق الأهداف الإنمائية بحلول 2015. وأضاف أن «لدينا كل قدرة على النجاح»، مبنية على «السلام والشراكة والفرص العالمية». واعتبر أن «العالم يفهم أن دولة نامية يجب أن تملك طريقها إلى التنمية»، مضيفا أنه «لا يوجد حل واحد يناسب الجميع» في ما يخص نماذج التنمية. وحذر العاهل الأردني من أن «انعدام السلام الإقليمي ثقل على المنطقة»، مما يعثر جهود التنمية فيها. وأضاف أن «برامج التنمية تستطيع أن تضع أرضية للسلام»، ولكنه أوضح أن في النهاية برامج التنمية «تعتمد على السلام لتحقيق التنمية». ودعا العالم إلى دعم جهود السلام الحالية، قائلا إن «أصدقاء التنمية يجب أن يكونوا أصدقاء السلام». وأضاف: «نعتمد على دعم المجتمع الدولي للتوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي». وأنهى خطابه بالقول: «في الأعوام الـ5 المتبقية يمكن تحقيق الكثير، معا يمكننا أن نجعل الحياة أفضل لكل شعوبنا، لنضع عزيمتنا مع حكمتنا» لتحقيقها.

وفي حين تطرق الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، إلى قضايا السلام في خطابه وتصريحاته في نيويورك، استغل مشاركته في قمة مراجعة «أهداف الألفية الإنمائية» على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لشن حملة على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وفي خطابه أمام قمة «أهداف الألفية» انتقد بيريس أحمدي نجاد، الذي بدوره يعقد لقاءات صحافية عدة مع وسائل الإعلام الأميركية هذا الأسبوع في محاولة لتوضيح سياساته.

وفي تصريحات للإعلاميين أمس، وصف بيريس أحمدي نجاد بأنه «تمثيل حي لانتهاك ميثاق الأمم المتحدة.. إنه رجل يطالب بدمار دولة أخرى، هذه الدولة عضو في الأمم المتحدة». واعتبر بيريس أن أحمدي نجاد «يجعل الأجواء مليئة بالكراهية والشكوك»، مضيفا أنه «قسم اللبنانيين والفلسطينيين». وجاءت انتقادات بعد أن كان الرئيس الإيراني قد صرح الأسبوع الماضي بأن «لا مكان لإسرائيل في مستقبل الشرق الأوسط». ورد بيريس على أحمدي نجاد قائلا: «لا يوجد مستقبل لكلمات وسياسات (أحمدي نجاد) في مستقبل سلمي». وكرر بيريس هذه التصريحات للصحافيين الإسرائيليين في نيويورك أيضا.

وكرر بيريس انتقاداته لأحمدي نجاد في خطابه الرسمي أمام قمة مراجعة «أهداف الألفية الإنمائية» صباح أمس، قائلا: «قبل أيام قال الرئيس الإيراني إنه لا يوجد مكان لإسرائيل في الشرق الأوسط.. أنا أقول الشرق الأوسط مكان لكل شخص وكل دولة وكل دين».

وضمن خطابه عن أهداف الألفية والتنمية، شدد بيريس على استعداد بلاده للدخول في مفاوضات مع سورية «مباشرة»، وتحقيق السلام الشامل في المنطقة. وقال: «نحن مساعدون لدخول مفاوضات مباشرة مع سورية مباشرة». وأكد بيريس قناعته بإمكان التوصل إلى حل سلمي للنزاع في الشرق الأوسط، قائلا في خطابه: «هناك مجال كاف للسلام في الشرق الأوسط».

إلا أن جهود السلام بدت متعثرة مجددا بسبب رفض إسرائيل تمديد مهلة وقف النشاط الاستيطاني. وردا على سؤال حول هذه القضية، أقر بيريس بأن «لدينا مشكلة»، مضيفا: «نحن نبحث عن حل، ولكن لم نجده بعد».

ومن جهة أخرى، دارت تساؤلات حول إلغاء اجتماع مزمع عقده في نيويورك بين بيريس والرئيس التركي عبد الله غل. وبينما قال غل إن اللقاء ألغي بسبب ازدحام جدوله، قال بيريس إنه رفض اللقاء بسبب «شروط مسبقة» وضعها الأتراك. وبينما لم يوضح بيريس للصحافيين طبيعة هذه «الشروط»، قال: «نحن لا ننوي جعل الأوضاع أسوأ (في العلاقات مع تركيا) ولكن في الوقت نفسه لن نرضخ لشروط مسبقة غير مقبولة على الإطلاق».

وربط بيريس بين «التنمية» و«الإرهاب»، قائلا إن على الأمم المتحدة أن تساعد في «تجنيد العلوم لزيادة الغذاء لكل طفل، والوقوف معا ضد الإرهاب». وأضاف أن «من دون سلام، الفقر سيبقى.. ومن دون غذاء السلام لن يدوم».