نيودلهي: «المجاهدين» تنفذ هجوما إرهابيا أمام المسجد الجامع

أستراليا وأميركا تطلبان من رعاياهما الحذر في حالة السفر للهند

قوات الأمن الهندية تفتش الزوار الأجانب عند مدخل المسجد الجامع في نيودلهي بعد هجوم إرهابي وقع أول من أمس على حافلة تقل سائحين في أحد الشوارع القريبة من أسواره (إ.ب.أ)
TT

نفذت جماعة المجاهدين الهندية أمس هجوما على حافلة تقل سائحين بالقرب من المسجد الجامع، وهو مسجد تاريخي في العاصمة نيودلهي، مما أدى إلى إصابة اثنين، أحدهما في حالة حرجة.

وكان الضحيتان يركبان الحافلة السياحية بالقرب من المسجد الجامع، عندما فتح مجهولان يستقلان دراجة نارية نيران أسلحتهما على الحافلة وقبل أن يلوذا بالفرار. وأعلنت جماعة المجاهدين الهندية، وهي جماعة إسلامية متشددة، تعتبر واجهة لجماعة عسكر طيبة، مسؤوليتها عن الحادث. والهدف من هذه العملية هو تهديد دورة ألعاب الكومنولث التي ستستضيفها الهند، وسيتنافس فيها أكثر من 10000 رياضي ينتمون لعدد من الدول الأجنبية، خلال الفترة من 3 إلى 14 أكتوبر (تشرين الأول). وكانت هذه الجماعة الإرهابية قد نفذت أيضا سلسلة من الهجمات الإرهابية في عدد من المدن الهندية خلال الفترة بين عامي 2007 و2009. وقد هددت الجماعة، في الرسالة التي أعلنت فيها مسؤولية عن الهجوم، بشن مزيد من الهجمات قبل بدء دورة ألعاب الكومنولث القادمة وطالبت الدول الأجنبية بعدم المشاركة فيها. وفي رسالتها، التي أرسلت بالبريد الإلكتروني، حذرت الجماعة من استضافة دورة ألعاب الكومنولث، قائلة إنها تعد مفاجأة «رائعة» وهددت بتنفيذ هجمات بالقنابل وبحمام جديد من الدماء. ولأول مرة في بيان يصدر عنها، تطرقت جماعة المجاهدين إلى القضية الكشميرية باستفاضة ووجهت رسالة أيضا إلى دار العلوم (ديوباند)، وهي أكبر مؤسسة تعليمية إسلامية في جنوب آسيا، وإلى القنوات التلفزيونية والصحف في الهند وفي الخارج. إلى ذلك أصدرت أستراليا والولايات المتحدة أمس تحذيرا إلى رعاياهما بتوخي الحذر في حالة السفر إلى الهند بعد يوم من إصابة سائحين من تايوان في هجوم على حافلة سياحية قرب المسجد الرئيسي في العاصمة نيودلهي وانفجار سيارة في نفس الموقع.

وقال راجان بهجت المتحدث باسم شرطة نيودلهي: «عثرنا على أجزاء من منظم الضغط لقدر بالبخار داخل السيارة ونستجوب أناسا للوصول إلى معلومات».

وصرح مسؤولون بوزارة الداخلية الهندية أنه قد تكون هناك صلة بين الحادثين، وطلبت الحكومة من الشرطة تكثيف التحقيقات وتشديد إجراءات الأمن في العاصمة الهندية قبل استضافة المدينة دورة ألعاب الكومنولث الشهر المقبل. وتلقت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وبعض وسائل الإعلام المحلية بعد الهجوم رسالة بالبريد الإلكتروني منسوبة إلى جماعة المجاهدين الهندية وهي جماعة ذات صلة بمتشددين في باكستان. وهدد البيان بشن هجمات على دورة ألعاب الكومنولث.

وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية الهندية: «لم نتأكد بعد مما إذا كانت خلية كامنة لجماعة المجاهدين الهندية هي التي نفذته، لكننا لن نغامر ولم يبق على الدورة سوى أسابيع معدودة». وهددت بعض الجماعات المتشددة بعرقلة دورة ألعاب الكومنولث التي تبدأ في الثالث من أكتوبر وتعتبر حدثا هاما في الهند مع بروزها على الساحتين الدبلوماسية والاقتصادية على مستوى العالم.

ودعت الولايات المتحدة وأستراليا مواطنيهما إلى الحذر بعد أن وصل فريق الكريكيت الأسترالي إلى المدينة للعب سلسلة من المباريات مع الهند.

وجاء في المذكرة الإرشادية على الأستراليين في نيودلهي أن يعوا أن دورة ألعاب الكومنولث ستجري في مناخ أمني يتنامى فيه خطر الإرهاب. وحاولت السلطات الهندية التهوين من حادث إطلاق النار أمس، وقالت إنه قد يكون من تدبير مجرمين محليين.

وقال مسؤول وزارة الداخلية إنه حادث خطير، لكننا لا نريد أن نشيع الذعر بين الناس قبل الألعاب. وتجري دورة الألعاب الأولمبية التي تنظمها 54 دولة عضوا في الكومنولث كل أربع سنوات. ويشوب دورة الألعاب التي تنظم في الهند مزاعم فساد. وتقدر تكلفة الدورة الآن بنحو 6 مليارات دولار بزيادة تتجاوز التقديرات الأولية بنحو 17.5 مرة.