جماعة رقابية: أعمال تزوير واسعة شابت الانتخابات الأفغانية

مزاعم عن أعمال ترهيب وعمليات تصويت بالنيابة ألقت بظلالها على الانتخابات

TT

أعلنت أكبر جماعة مراقبة للانتخابات الأفغانية أمس أنه تم رصد أعمال تزوير وتجاوزات انتخابية بصورة كبيرة خلال الانتخابات البرلمانية في البلاد. وقال نادر ناديري مدير مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة في أفغانستان «إن الفساد اتخذ أشكالا كثيرة». قد نشرت المؤسسة 7000 مراقب في 34 إقليما لمراقبة الانتخابات البرلمانية التي جرت أول من أمس والتي تعد الثانية منذ الإطاحة بنظام طالبان في أواخر عام 2001. وقال ناديري إن فريق المراقبين سجل وقائع تسديد بطاقات الاقتراع بدلا من الناخبين في 280 مركز اقتراع بالإضافة لرصد وقائع تصويت لمن هم دون السن الانتخابية في 1259 موقعا والتصويت بالوكالة في 390 مركزا، وتكرار أصوات في 1228 مركز اقتراع. وقد افتتح 5355 مركز اقتراع في أفغانستان السبت الماضي، ولكن لأسباب أمنية استمر إغلاق أكثر من 300 مركز اقتراع كان من المقرر فتحها.

ووردت تقارير متضاربة حول عدد الهجمات التي شنتها حركة طالبان. فقد سجلت المؤسسة 276 واقعة، في حين قال المسؤولون الحكوميون إن عدد الهجمات بلغ 305 هجمات، في حين قال حلف شمال الأطلسي إنه كان هناك أكثر من 400 هجوم. وقال المسؤولون إن المسلحين فشلوا في عرقلة العملية الانتخابية. وقد لقي 21 مدنيا وثلاثة عاملين بالانتخابات وثمانية جنود حتفهم. وأدلى أكثر من أربعة ملايين شخص بأصواتهم في الانتخابات التي تنافس فيها 2500 مرشح لشغل 249 مقعدا في مجلس النواب في البرلمان. وقالت لجنة الانتخابات المستقلة إن 40% ممن يحق لهم الانتخاب أدلوا بأصواتهم. ومن الممكن أن تقوض مزاعم حدوث تزوير قانونية الانتخابات التي تكلفت 150 مليون دولار. وينظر للانتخابات على أنها تمثل اختبارا للرئيس حميد كرزاي الذي انتخب في انتخابات شابها التزوير العام الماضي. ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية النهائية بحلول نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ولكن النتائج الأولية قد تعلن مطلع الشهر المقبل. وتزايدت المخاوف أمس إزاء احتمال حصول أعمال ترهيب في الانتخابات التشريعية الأفغانية التي جرت السبت، في وقت أشارت فيه اتهامات إلى تسجيل تجاوزات في أنحاء مختلفة في أفغانستان. وأدلى ملايين الأفغان السبت بأصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد في 2001 وأطاح بنظام طالبان، وسط تهديدات وهجمات من المتمردين. ومع البدء في فرز الأصوات وتوقعات بظهور أول نتائج الأربعاء، تعكف لجنة الشكاوى الانتخابية على جمع تقارير عن حصول مخالفات تمهيدا للمصادقة على النتائج النهائية بحلول 31 أكتوبر. وقال نادر نادري رئيس المؤسسة الأفغانية للانتخابات الحرة والنزيهة والمؤلفة من مجموعة مستقلة من مراقبي الانتخابات الأفغانية إن مؤسسته ستدعو إلى إلغاء أي أصوات مشتبه بها. وتسلمت المؤسسة مجموعة من الشكاوى عن تأخر فتح مراكز اقتراع وعمليات ترهيب وناخبين لا يحق لهم الانتخاب وإساءة استخدام بطاقات تسجيل وعمليات تصويت بالنيابة عن آخرين وسوء نوعية الحبر ونقص في بطاقات الانتخاب، حسب نادري. وقال نادري إن «المضايقات كانت واحدة من أهم القضايا التي تقلقنا».

وأضاف «في بعض الولايات رأينا أن مستوى أعمال الترهيب أثر على قرار الناخبين في تلك المناطق، ويجب النظر في تلك المسألة بدقة». وتعد أفغانستان من أكثر الدول فسادا في العالم، وكان من المتوقع حدوث عمليات تزوير في هذه الانتخابات بعد عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات الرئاسية العام الماضي والتي أدت إلى إلغاء أكثر من مليون صوت بسبب تزويرها.

وذكر مسؤولون حكوميون أنه من المتوقع تلقي آلاف الشكاوى قبل مهلة الـ72 ساعة بعد إغلاق التصويت نظرا لأن 2500 مرشح يتنافسون على 249 مقعدا في مجلس النواب. وذكرت اللجنة المستقلة للانتخابات التي تشرف على الانتخابات وعملية الفرز أن الأرقام الأولية تظهر أن أربعة ملايين شخص أدلوا بأصواتهم، أي أن نسبة المشاركة وصلت إلى 40%.

ورأى بعض المراقبين أن هذا الرقم غير دقيق نظرا لأنه لا يعرف بالضبط عدد سكان أفغانستان لعدم وجود إحصاء. وقالت مارتن فان بيليرت المحللة في مؤسسة «شبكة المحللين في أفغانستان»: «إن نسبة 40% هي نسبة الأشخاص الذي صوتوا في مراكز الاقتراع التي كانت مفتوحة، وبالتالي فإنها ليست 40% من الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب». وصرحت لوكالة الصحافة الفرنسية «من الجيد استخدام مثل هذا الرقم، ولكن ذلك رقم مضلل لأنه يبدو أكبر مما هو في الحقيقة». وقالت إن الأرقام الأولية تظهر أن أكثر من 1200 مركز اقتراع لم تفتح أبوابها للتصويت لأسباب من أهمها الأمن.

وصرح جيد أوبر رئيس مجموعة «الديمقراطية الدولية» للمراقبين التي مقرها الولايات المتحدة أن «اللجنة الانتخابية لا يزال أمامها الكثير من العمل، ولم تظهر بعد النزاهة المطلقة لهذه العملية».

وبدوره أشاد الرئيس كرزاي بـ«شجاعة السكان» المتمثلة بتوجههم إلى مراكز الاقتراع رغم تهديدات طالبان، وقال إنه يجب تقييم مزاعم التزوير بسرعة للسماح بنشر النتائج النهائية. وفي الانتخابات الرئاسية العام الماضي قدرت المشاركة بنسبة 38.8% طبقا للجنة الانتخابية. إلا أن لجنة الشكاوى قالت إنها ألغت أكثر من 1.2 مليون صوت بسبب التزوير وكان معظم هذه الأصوات لصالح كرزاي.

وصرح حلف الأطلسي أن 22 شخصا قتلوا في أعمال عنف متعلقة بالانتخابات.

وذكرت اللجنة الانتخابية أنه عثر على جثث ثلاثة من موظفي الانتخابات الأحد في ولاية بلخ الشمالية حيث تصاعد العنف خلال العام الماضي.

وقصف المسلحون بالصواريخ الكثير من المدن. وأكد حاكم ولاية قندهار، التي تعد معقلا لطالبان، أنه نجا من هجوم تفجيري استهدف قافلته، فيما ذكر مسؤولون أنه تم إحباط الكثير من الهجمات.

وشهدت الانتخابات السبت 294 حادثا، مقابل 479 في انتخابات 2009.

وينتشر نحو 150 ألفا من قوات حلف الأطلسي والقوات الأميركية في أفغانستان لقتال المتمردين.

وأمس أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قواتها سلمت ليلا الأميركيين السيطرة على سانغين معقل طالبان ومسرح المعارك الدامية في ولاية هلمند جنوب أفغانستان.

وأشاد قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس السبت بمشاركة الأفغان في الانتخابات التشريعية التي بلغت نسبة الاقتراع فيها 40 في المائة رغم تهديدات طالبان.

وقال بترايوس في بيان أصدرته قوة إيساف الدولية التابعة للحلف الأطلسي إن «الشعب الأفغاني وجه رسالة قوية» بالنسبة إلى مستقبل البلاد، مؤكدا أن «صوت مستقبل أفغانستان ليس ملك المتطرفين والشبكات الإرهابية بل هو ملك الشعب».