القوات البريطانية تسلم الأميركيين معقل طالبان في جنوب أفغانستان

106 جنود بريطانيين قتلوا في سانغين مسرح المعارك الدامية في هلمند

TT

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية صباح أمس، أن القوات البريطانية سلمت ليلا الأميركيين السيطرة على سانغين، معقل طالبان، ومسرح المعارك الدامية في ولاية هلمند جنوب أفغانستان.

وكان أُعلن عن نقل السلطات هذا في يوليو (تموز) الماضي. وقال وزير الدفاع ليام فوكس في بيان: إن «القوات البريطانية أدت الخدمة في سانغين على مدى السنوات الأربع الماضية، وهي فخورة بالعمل الذي أنجزته في إحدى أصعب المناطق في أفغانستان». وسانغين هي المنطقة التي تكبد فيها البريطانيون أكبر خسائرهم.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن 106 جنود بريطانيين قتلوا في منطقة سانغين, أي ثلث العسكريين الذين سقطوا في هذا البلد. وخسرت القوات البريطانية 337 جنديا في أفغانستان منذ 2001. يذكر أن بعض هؤلاء القتلى من فرقة قوات «40 كوماندو رويال مارينز» لمشاة البحرية الملكية.

وعلى الرغم من أن عدد القتلى الإجمالي يعود لبدء الصراع في عام 2001، فإن بريطانيا نشرت عددا كبيرا من قواتها في إقليم هلمند في عام 2006. ولا يزال عدد القوات عند مستوى نحو 10 آلاف جندي. ومنطقة سانغين التي تنقل عبرها الأموال والأسلحة والمخدرات, حيوية بالنسبة لحركة طالبان. وقام نحو أربعين عنصرا بريطانيا يتمركزون في سانغين بنقل السلطات إلى القوات الأميركية. وسيعاد نشر هؤلاء الجنود للتركيز على الجهد في ولاية هلمند إلى جانب القوات الأفغانية، كما أوضحت وزارة الدفاع.

وإعادة الانتشار هذه جاءت نتيجة مشاورات داخل «إيساف» (القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان)، وهي نحو 140 ألف عنصر، بينهم 9500 بريطاني. وينتشر حاليا 30 ألف عنصر من القوة الدولية في ولاية هلمند. وفي وسط الولاية ينتشر الجنود البريطانيون في منطقة تغطي 32 في المائة من السكان (388 ألف نسمة).

وحاول رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، منذ وصوله إلى السلطة في مايو (أيار) تعزيز دعم الرأي العام للتدخل البريطاني في أفغانستان، مع الحرص على طرح جدول زمني تقريبي للانسحاب. وأعلن رئيس الوزراء أمام البرلمان أن القوات البريطانية ستغادر الأراضي الأفغانية «عبر إنهاء دورها القتالي أو بأعداد كبرى» بحلول خمس سنوات.