اعتقال القاهرة مسؤولا أمنيا في حماس يفتح الملفات العالقة

قيادة الحركة تقول إنها تتابع القضية مع مصر

TT

بينما تلتزم حركة حماس رسميا الصمت بشأن اعتقال القاهرة محمد دبابش، أحد أبرز مسؤولي الأمن في الحركة، واصلت المواقع المحسوبة على حماس شن هجوم على مصر بطريقة غير مباشرة.

وفجر اعتقال دبابش نهاية الأسبوع الماضي خلافات بين مصر وحماس التي هددت في بداية اعتقاله بتدهور أكبر في العلاقة، محذرة من أنها ستلجأ إلى خطوات لم تفسرها من أجل إطلاق دبابش. وحتى الأمس لم تتمكن حماس من إقناع مصر بإطلاق سراح دبابش الملقب بـ«الضبع»، وهو قائد جهاز الأمن العام التابع لحركة حماس في القطاع. وكتبت صحف إسرائيلية ومصرية وعربية ومواقع تابعة لفتح» وحماس عن اعتقال دبابش، وقد تضاربت المعلومات حول السبب الحقيقي لاعتقاله.

وقال موقع «ديبكا» الإسرائيلي الذي يعرف نفسه على أنه موقع استخباري، إن دبابش اعتقل في محاولة للوصول إلى معلومات حول «من في حماس أطلق صواريخ الجراد على العقبة وإيلات يوم الثالث من أغسطس (آب) الماضي؟».

ونقل «ديبكا» عن مصادر استخباراتية شرق أوسطية أنه لا يوجد شك في أن دبابش يعلم أيضا تفاصيل حول خلايا حماس التي تعمل حاليا في الضفة الغربية والتي قتلت أربعة إسرائيليين يوم 30 أغسطس الماضي. وأضافت المصادر أنه «لا يستبعد أن تكون أجهزة المخابرات المصرية قد عملت في اعتقال محمد دبابش طبقا لمعلومات حصلت عليها من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية».

وفي مصر، قالت مصادر مصرية إن دبابش يخضع إلى التحقيق في قضايا تتعلق بأمن مصر القومي، من بينها مقتل الجندي المصري أحمد شعبان في مواجهات اندلعت برفح في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث كان دبابش يقود قوات الأمن التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة‏ في قطاع غزة‏ التي تعتبر حراسة الحدود مع الجانب المصري من الحدود مع غزة إحدى مهامها‏.‏ وطالب عدد من رفاق الجندي شعبان الذي قتل على يد قناص في رفح خلال بيان لهم السلطات الأمنية المصرية بضرورة إعادة فتح ملف مقتل زميلهم واستكمال التحقيق في القضية بهدف الوصول إلى أسماء القتلة الحقيقيين للجندي المصري.

وجاءت هذه المطالبات عبر بيان وقع باسم «رفاق أحمد شعبان»، بعد أن تأكدت الأنباء عن تمكن جهاز الأمن المصري من اعتقال دبابش.

وقال رفاق شعبان إن دبابش قد تم تكليفه في حينه برئاسة لجنة التحقيق التي شكلها وزير داخلية حماس، فتحي حماد، وإن دبابش قد أوصى حينها في التقرير النهائي للجنة التحقيق بأن يتم التكتم على أسماء اثنين من مقاتلي حماس اللذين تأكد للجنة التحقيق أنهما شاركا في عملية قنص الجندي المصري.

أما في رام الله، فقالت مصادر أمنية فلسطينية إن اعتقاله جاء بعد الكشف عن عملية كبيرة لتهريب أجهزة لا سلكية تقدر بملايين الدولارات عبر الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر.

وفي السياق تضاربت المعلومات حول دخول دبابش مصر بوثائق مزورة أم صحيحة، وهل كان عائدا من السعودية أو دمشق، وقالت عائلته إنه غادر لأداء العمرة. وردت حماس بصورة غير مباشرة، أمس، عن طريق «المركز الفلسطيني للإعلام» التابع للحركة، الذي نقل بدوره عن مصادر مصرية لم يسمها قولها إن دبابش لم يعتقل على خلفية لها علاقة بالأمن القومي المصري، وإنما على خلفية الحصول على معلومات عسكرية لها علاقة بالجندي الإسرائيلي المحتجز لدى حماس جلعاد شاليط، وأيضا بسلاح الحركة. وأضاف الموقع التابع لحماس، نقلا عن المصادر، أن «ما يؤكد هذه المعلومات أن التحقيقات التي أجراها ويجريها الأمن المصري مع المعتقلين الفلسطينيين، وخصوصا من أبناء حماس، لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالأمن القومي المصري، وإنما بالتكتيكات العسكرية ومخططات العمل العسكري المقاوم وأماكن وجود القادة العسكريين، هذه هي المعلومات المطلوبة من أي معتقل فلسطيني، خصوصا من أبناء حماس، وهي معلومات أكدتها ضربات الاحتلال لمواقع في غزة تم انتزاع معلومات بشأنها من المعتقلين». ووصفت المصادر اعتقال دبابش بـ«الصيد الثمين» لمصر الذي يضاف إلى القيادي في كتائب القسام، أيمن نوفل، المعتقل في السجون المصرية منذ ثلاثة أعوام، قائلة إن اعتقاله جرى «بالتنسيق بين أجهزة استخبارات مصرية وفلسطينية وأميركية وإسرائيلية». وعندما سئل أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي لحماس، عن قضية دبابش، رفض التعقيب واكتفى بالقول: «إن قيادة الحركة تتابع الموضوع».