أشكنازي: إسرائيل جاهزة لمواجهة عسكرية في حال فشل المفاوضات

السفير الأميركي في تل أبيب: قرار تجميد الاستيطان سينتهي هذا الشهر وينذر بخطر انفجار

جنود إسرائيليون يقبضون على صبي فلسطيني خلال الصراعات مع المستوطنين اليهود في قرية بورين في الضفة الغربية بمدينة نابلس (إ.ب.أ)
TT

في الوقت الذي تبذل فيه جهود مكثفة في كل من واشنطن ورام الله وتل أبيب بغية إزالة العقبات أمام مواصلة المفاوضات المباشرة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، بادر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكنازي، إلى إطلاق تهديدات خفية. فقال إن قوات الجيش الإسرائيلي جاهزة لمواجهة أي سيناريو بما في ذلك المواجهة العسكرية. وهدد باجتياح مدن الضفة الغربية، وليس فقط قطاع غزة. وفي السياق نفسه، أعرب السفير الأميركي في تل أبيب، جيمس كاغنجهام، عن قلقه من خطر انفجار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في الأيام القريبة.

وقال كاغنجهام، خلال حديث مع السفراء الأوروبيين في إسرائيل، إن رجال قانون أميركيين فحصوا قرار الحكومة الإسرائيلية قبل 10 شهور بتجميد البناء الاستيطاني فوجدوا أن مفعوله سينتهي في منتصف ليلة الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وأضاف أنه لا توجد تسوية لهذا الخلاف حتى الآن، وأنه في حال عدم التوصل إلى تسوية فكل الدلائل تشير إلى خطر انفجار المحادثات.

وأكد السفير الأميركي أن بمقدور بلاده أن تطرح اقتراح حل وسط لهذه المعضلة يجسر الهوة بين الطرفين، ولكن مثل هذا الأمر يحتاج أولا إلى طلب منهما. ومثل هذا الطلب لم يطرح بعد. والوقت يمر بسرعة، ولم يعد هناك مجال كبير للجسر. هذا مع العلم بأن رئيسي الوفدين المفاوضين، الإسرائيلي يتسحاق مولخو، ورئيس الوفد الفلسطيني، صائب عريقات، اجتمعا أمس في نيويورك بحضور المبعوث الرئاسي الأميركي، جورج ميتشل، في محاولة أخرى لتسوية القضية.

وكشفت مصادر إسرائيلية، أمس، أن الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، التقى في نيويورك الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على هامش أبحاث الجمعية العامة للأمم المتحدة وطلب منه أن لا يصر على تجميد الاستيطان قائلا إن هذه قضية ثانوية بالنسبة للفلسطينيين، حيث إنه مع الاتفاق على قضية الحدود تنتهي قضية الاستيطان. وطلب منه أن لا يترك المفاوضات بسبب هذه القضية مؤكدا أن نتنياهو جاد للغاية في التقدم في القضايا الكبيرة. إلا أن عباس قال إن الامتحان لجدية نتنياهو يكون في تجميد الاستيطان أو عدم تجميده.

وكان نتنياهو قد أكد مجددا، الليلة قبل الماضية، أنه لن يتراجع عن استئناف البناء الاستيطاني. وخرج وزير الداخلية في حكومته، إيلي يشاي، بتصريحات حادة ضد قرار التجميد في الأصل. وقال: «نحن في حزب شاس (اليهود الشرقيين المتدينين) قرأنا الخريطة بشكل صحيح منذ 10 شهور فاعترضنا على التجميد وقلنا إن الفلسطينيين لن يقتنعوا به وسيطالبونا بالمزيد. ولم يسمعونا. وها هم الفلسطينيون والعرب عموما، الذين رفضوا قرار التجميد في حينه واعتبروه مسرحية، يطالبوننا اليوم بأن نستمر فيه. وهذا يدل على أنهم ليسوا جديين. ولا يريدون سلاما حقيقيا». وأما رئيس الأركان، أشكنازي، فقد لجأ إلى التهديد العسكري. وقال إنه لا يتوقع انفجار انتفاضة ثالثة في حال فشل المفاوضات هذه المرة، مثلما كان حصل في أعقاب فشل المحادثات بين الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، ولكنه يتوقع أن تكون هناك هبة جماهيرية محدودة وتخبو سريعا. ومع ذلك فقد حرص على القول إن قواته جاهزة. ووجه تهديدات مباشرة، إذ قال: «إن هناك جهات تعمل بايحاء من إيران وتحاول عرقلة عملية التفاوض. ولكن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحرية العمل في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفقا للضرورة». وقال إن من أجل الأمن لا يهمه إن كانت تلك مناطق «أ» (الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة إداريا وأمنيا) أو منطقة «ب» (الخاضعة إداريا للسطة الفلسطينية وأمنيا لإسرائيل)، لأنها ببساطة لا تعتمد على القدرات الأمنية لأجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية إنما ستجتاحها قواته وفقا للضرورة.

وكشف أشكنازي أن قواته بادرت في الشهرين الأخيرين وحدهما إلى 848 عملية اقتحام في الضفة الغربية، أي بمعدل 30 اقتحاما في كل يوم، واعتقلت 447 فلسطينيا ومنعت بذلك نحو 20 عملية تفجير دامية ضد أهداف إسرائيلية. وقال إنه يتوقع أن تتصاعد هذه المحاولات في الأيام والأسابيع المقبلة، في ضوء نتائج الخلاف حول تجميد البناء الاستيطاني. ففي حال الاتفاق على الاستمرار في التجميد، هناك خطر اعتداءات من المستوطنين على الفلسطينيين وهؤلاء سيردون بالمثل، وإذا لم يستمر التجميد وعاد المستوطنون يبنون البيوت، فإن الفلسطينيين سينفجرون.

وانتقل إلى تهديد حماس في قطاع غزة قائلا: «لن نسمح بأن يعود الوضع في قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل عملية الرصاص المصبوب (الحرب العدوانية على قطاع غزة في 2008 - 2009)». وقال «إن حركة حماس ستتحمل نتائج أي عملية إطلاق نار باتجاه إسرائيل».

وكان أشكنازي يتكلم أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أمس، فتطرق إلى صفقة الصواريخ الروسية المضادة للسفن مع سورية، وقال إن قواته تتابع هذه الصفقة منذ بداياتها والقيادة السياسية الإسرائيلية فشلت في إلغائها أو إيقافها. واعتبر الأمر مقلقا، لأنه يخل في التوازن العسكري في المنطقة ويفتح الباب أمام خطر وصول هذه الصواريخ إلى أيدي حزب الله اللبناني.