ليبيا تلوح بالتصعيد مع العراق وطلب نقل القمة العربية المقبلة من بغداد

ردا على إعلان الخارجية العراقية نجاحها في إفشال طلبها بالتحقيق في الغزو

TT

على الرغم من أن الدبلوماسية العراقية أعلنت رسميا نجاحها في إفشال المشروع الليبي بشأن مطالبة الأمم المتحدة بإجراء تحقيق رسمي حول ملابسات غزو العراق عام 2003، فإن مصادر ليبية قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن ليبيا تنوى تصعيد الموقف مع العراق في الأسابيع القليلة المقبلة عبر دعوة الدول العربية إلى نقل القمة العربية المقرر عقدها في بغداد العام المقبل إلى مكان آخر.

وقال دبلوماسي ليبي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن تصور انعقاد هذه القمة في ظل الأوضاع الأمنية والعسكرية الراهنة في بغداد»، مشيرا إلى أن إصرار الحكومة العراقية على حق بغداد في استضافة القمة على أراضيها «يعني ببساطة أنه لا أحد من القادة والزعماء العرب سيشارك في هذه القمة». وأضاف الدبلوماسي الليبي، الذي طلب عدم تعريفه، «يتعين على الحكومة في بغداد أن تتراجع عن هذا الإصرار وتقبل في المقابل بانعقاد القمة في مصر، باعتبارها دولة المقر الرئيسي لجامعة الدول العربية».

وتوقعت مصادر دبلوماسية عربية حدوث مواجهة دبلوماسية حادة بين العراق وليبيا خلال اجتماعات القمة العربية الاستثنائية التي ستعقد بمدينة سرت الليبية في التاسع من الشهر المقبل. وأعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أن اللجنة العامة للأمم المتحدة قررت رفض الطلب الليبي بشأن إجراء تحقيق حول ملابسات غزو العراق وإسقاط نظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 بالإجماع، مشيرة إلى أنه لم يؤيد أي عضو من أعضاء اللجنة العامة طلب ليبيا. واعتبرت الخارجية العراقية أن هذا الإجماع في تأييد العراق وتفهم موقفه يعتبر إقرارا بأهمية التحولات الديمقراطية التي تجري في العراق ودعما للعملية السياسية، ويؤكد أيضا سلامة النهج الذي تسير فيه وزارة الخارجية، وبتوجيه من الحكومة، في تنفيذ سياسة العراق الخارجية والدفاع عن المصالح الوطنية للشعب العراقي.

وكانت ليبيا قد تقدمت رسميا عن طريق ممثليتها الدائمة في نيويورك بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطلب فيها إدراج بند على جدول أعمال الجمعية العامة في دورتها الـ65 الحالية للتحقيق في غزو العراق، وتعرب عن استنكارها لإعدام الرئيس العراقي السابق.

ويفترض أن تناقش القمة المقبلة بندين، هما: تطوير منظومة العمل العربي المشترك، ومقترحات عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بشأن سياسة الجوار العربية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ليبيا تتخوف من إخفاق هذه القمة المرتقبة في تمرير المشروع الطموح لتحويل الجامعة العربية إلى اتحاد عربي على غرار الاتحادين الأوروبي والأفريقي.

ولاحظ تقرير تم رفعه أمس إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، واطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المناقشات التي أجراها الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة يوم الخميس الماضي، أظهرت أن هناك محاولات متعمدة من قبل بعض الدول العربية لتفريغ مشروع تطوير منظومة العمل العربي المشترك من مضامينه ومحتوياته.

وتوقع التقرير ألا تكون القمة العربية الاستثنائية المرتقبة في سرت الليبية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل سهلة على الإطلاق بالنسبة لليبيا وطموحها لقيادة عملية التغيير الجذرية في الجامعة العربية. واقترح التقرير إجراء اتصالات مكثفة مع الدول المعارضة للمشروع أو غير المتحمسة له، خاصة سورية وسلطنة عمان والمغرب والأردن والجزائر، مشيرا إلى ضرورة حث الدول العربية كافة على تأكيد حرصها على المشاركة بأعلى المستويات في القمة المقبلة لضمان تمرير المشروع.