نجاد يعلن فشل الرأسمالية ويدعو لألفية جديدة بـ«عقلية إلهية»

تحدث لقاعة نصف فارغة.. واشتكى المترجمين لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

أحمدي نجاد خلال إلقائه كلمته في الأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)
TT

«لم تقاطع البعثات الأجنبية بشكل رسمي»، أول كلمة يلقيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام الجمعية العامة في نيويورك أمس، كما يحدث كل عام، إلا أن القاعة كانت نصف فارغة عندما بدأ في إلقاء كلمته، في اجتماع حول الأهداف الألفية للتنمية. وعلى الرغم من أن الكلمة التي ألقاها الرئيس الإيراني أمس لم تكن تتعلق بالسياسة، بل بالتنمية، فإنه نجح في إثارة ضجة، ولكن لأسباب مختلفة. فبعد دقائق معدودة على بدء إلقاء كلمته، توقف أحمدي نجاد ليشتكي المترجمين، إلى رئيس الجمعية العامة، السويسري جوزيف ديس. كان يعترض لأن المترجمين كانوا يقرأون من ترجمة جاهزة لكلمته، من دون أن يترجموا تعليقاته المرتجلة. ولكن ديس طلب منه أن يتابع إلقاء كلمته، من دون أن يعير أهمية لاعتراضه.

واستعمل أحمدي نجاد في خطابه أمس، كلمات بدت «لطيفة» مقارنة بالخطابات التي يلقيها عادة. وكرر في كلمته التي ألقاها في اليوم الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة باليوم العالمي للسلام، مرارا كلمات مثل «السلام» و«العدالة». ولكنه ألقى اللوم أيضا في كلمته التي بدت فوضوية، على «هياكل الحكم غير الديمقراطية وغير العادلة» واتهمها بأنها السبب في إيصال العالم إلى المحن التي يعاني منها. وقال: «يواجه نظام الرأسمالية غير العادل هزيمة، ونهج الهيمنة بات قريبا من نهايته، والمشاركة في دعم العدالة والعلاقات المتبادلة المزدهرة، بات أمرا ضروريا». ودعا إلى «الاتحاد لجعل الألفية الثالثة فترة تزدهر فيها الحسنات ويسود الجمال وترتفع فيها العدالة». وتحدث أيضا عن ضرورة العودة إلى «العقلية الإلهية» في الألفية الجديدة. واختتم خطابه بدعوات لكي يحل «السلام على من وعدوا بتنفيذ العدالة، وكل الذين يتمتعون بقلوب نظيفة، ومحبي العدالة...».

ويتحضر نجاد لأسبوع مشحون بالمقابلات الصحافية مع وسائل الإعلام الأميركية، بدأها أمس مع تلفزيون الـ«بي بي إس»، ويلحقها اليوم مساء بظهور في برنامج لاري كينغ الشهير، في محاولة لتحسين صورة إيران لدى الغرب. ومن المتوقع أن يلقي كلمة أخرى غدا، في أول يوم تفتح في الجمعية العامة مناقشاتها السنوية العامة، ويرتقب أن تكون أكثر حدة بكثير من الكلمة التي ألقاها أمس. كما أن المقابلات التي أجراها حتى أمس، حملت لهجة قوية. فقد قال لمجموعة من الصحافيين الأميركيين التقاهم في فندقه صباح أمس، إنه إذا بدأت الولايات المتحدة حربا مع إيران، فإن الحرب ستكون من دون حدود. وأضاف: «الولايات المتحدة لم تدخل يوما حربا جدية، ولم تربح أبدا. الولايات المتحدة لا تفهم كيف تبدو الحرب. عندما تبدأ حرب، لا تعرف حدودا». وفي المقابلة التي أجراها معه تلفزيون الـ«بي بي إس»، قال نجاد: إن إيران «لن تتسامح مع لغة التهديد والضغط ضدها، كي لا يفرض (المجتمع الدولي) شروطه على المفاوضات»، مشيرا إلى أن طهران تريد العودة إلى طاولة المناقشات مع بلدان (5 + 1)، ولكن في «ظروف عادلة ومنطقية». ونفى أيضا في المقابلة من جديد أن تكون إيران تسعى لامتلاك قنبلة نووية، وقال: «يعرفون جيدا أن إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، ضغطهم سياسي. عليهم أن يقدموا أدلة وإثباتات لتدعيم اتهاماتهم».

وكان نجاد قد طالب أيضا قبل يوم، في مقابلة مع «إيه بي سي»، بأن تطلق سراح إيرانيين معتقلين في الولايات المتحدة، مقابل إطلاق إيران سراح سارة شرود، الأميركية التي اعتقلت مع آخرين العام الماضي. إلا أن مسؤولين أميركيين قالوا إن المسألتين منفصلتان.

وستحظى قضية إيران بمساحة واسعة من اللقاءات الجانبية التي تعقد على هامش أعمال الجمعية العامة. ومن المتوقع أن يناقش اليوم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن برنامج إيران النووي. وكان نجاد قد التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس. وأكد مسؤولون أميركيون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يصل اليوم إلى نيويورك، لا ينوي أن يلتقي نجاد خلال فترة مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة.

وكانت في انتظار نجاد الذي وصل إلى نيويورك يوم السبت الماضي، مظاهرات شارك فيها مجموعة من الإيرانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. وتجمع عشرات من الإيرانيين أمام فندقه وارويك، يطالبون إدارة الفندق بطرده، حاملين يافطات «دماء على يديه، دماء على مخدته».