كوشنير: لا نريد أن نكون ممولين فقط في القضية الفلسطينية

اجتماع دول مجلس التعاون مع فياض وكلينتون لبحث دعم السلطة ماليا

TT

كرر وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير التعبير عن انزعاج فرنسا لعدم دعوة الولايات المتحدة لها للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول عدم دعوة فرنسا للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة، قال كوشنير: «نعم، لن نكن سعداء». وأضاف: «يجب أن لا نكون فقط ممولين وإعطاء الأموال فقط فيما يخص هذه القضية»، موضحا أن عدم مشاركة فرنسا في المفاوضات المباشرة «كان مؤسفا ولكن الأمر المهم هو النجاح، آمل أن تكون خطوة إلى الأمام».

ونفى كوشنير أن يكون قرار عدم إشراك فرنسا في المفاوضات المباشرة بناء على طلب إسرائيلي باستبعاد أطراف أوروبية والرباعية الدولية. وقال: «الإسرائيليون لا يبتعدون عن الرباعية، بل على العكس، (ممثل الرباعية توني بلير كان مدعوا وحضر العشاء قبل المفاوضات)».

وليس كوشنير وحده الذي عبر عن عدم الرضا عن ضغوط أميركية لدول حول العالم بتقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية من دون إعطائها دورا في المحادثات. فتواصل واشنطن مطالبة دول عربية عدة بتقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية. وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قد حضرت اجتماعا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في نيويورك أول من أمس حيث قدم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عرضا للاستراتيجية الفلسطينية لبناء مؤسسات الدولة ومتطلباتها. واستضاف وزير خارجية النرويج الاجتماع في نيويورك يوناس غاهر ستوري. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إذا كانت كلينتون قد طلبت من دول مجلس التعاون تقديم المزيد من الدعم المالي للفلسطينيين، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية بي جي كراولي: «لقد كانت لدينا محادثات متواصلة، مثل ما يفعل توني بلير الذي يقوم بعمل مهم في هذا المجال». وأضاف: «كان (الاجتماع) فقط لتحديث معلومات الجميع حول التقدم الذي تحرزه السلطة الفلسطينية، هم يتقدمون بشكل عام اقتصاديا ولكن فيما يخص بناء المؤسسات يتحملون المزيد من المسؤولية». ولكنه أردف قائلا: «بالطبع، ما زالوا يحتاجون إلى المزيد من الدعم الخارجي ومن الجوهري مواصلة دعم عمل الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض لبناء المؤسسات وتنمية الاقتصاد والأمن كمسار مواز للمفاوضات».

وكانت قضايا السلام في الشرق الأوسط حاضرة بقوة في اليوم الثاني من اجتماعات نيويورك على هامش الجمعية العامة، إذ عقدت الرباعية الدولية اجتماعا لبحث الأوضاع في فلسطين عصر أمس، كما عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا حضرته كلينتون في السياق نفسه.

وكانت قضية الاستيطان الإسرائيلي وقرب انتهاء موعد تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي الأسبوع المقبل تشغل الكثير من القادة في نيويورك، بينما واصلت الولايات المتحدة ودول أوروبية حث إسرائيل على تمديد هذا التجميد. وأكد كوشنير رفض فرنسا للاستيطان وطالب إسرائيل بتمديد تجميد النشاط الاستيطاني. قال كوشنير: «هناك وثيقة وقعها الأعضاء الـ27 للاتحاد الأوروبي وكلنا متفقون، نحن ضد المستوطنات، ونحن ندعو أصدقاءنا الإسرائيليين لوقف الاستيطان، نحن بحاجة إلى ذلك، فالفلسطينيون واضحون سيوقفون المفاوضات إذا لم يحدث ذلك». وأضاف: «أنا متأكد سنجد طريقا وسطا وسنتوصل إلى تنازل، ولكن نحن نضع الضغوط على الطرفين».