ملك المغرب يناشد العالم محاربة الجوع ويحذر من تأثيره على التطرف

أجرى محادثات مع ساركوزي وميركل وثاباتيرو وبان كي مون تناولت نزاع الصحراء

محادثات بين ملك المغرب ورئيس الحكومة الإسبانية حضرها وزيرا خارجية البلدين (ماب)
TT

ناشد العاهل المغربي، الملك محمد السادس، العالم محاربة ظاهرة الجوع، وقال إن هناك مليار شخص يعانون الجوع وسوء التغذية بسبب أمراض وأوبئة «أضحى علاجها متوفرا وبتكلفة بسيطة» على حد قوله. وحذر العاهل المغربي في خطاب ألقاه فجر أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعها المخصص للأهداف الإنمائية للألفية، من أن ظاهرة الجوع هي التي تتسبب في تزكية التطرف والحقد في العالم. وقال إنه يجب رفض واقع مر يتمثل في معاناة مليار شخص من الجوع لأنه «مناف للمقاصد السمحة للأديان السماوية والأنظمة الديمقراطية والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية المثلى للإخاء والتضامن والإنصاف».

وقال العاهل المغربي في مشاركة هي الثالثة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول موضوع الأهداف الإنمائية للألفية، «إن الالتزام السياسي الثابت من قبل جميع الدول، واعتماد شراكة عالمية واسعة ومضبوطة مدعومة بجدولة زمنية دقيقة لتفعيلها، يعدان خير ضمان لتحقيق أهداف الألفية» واقترح التفكير في عمل استباقي لما بعد عام 2015. ودعا العاهل المغربي إلى أن يكون اجتماع الألفية «وقفة موضوعية لتقييم ما تحقق من تقدم وتحديد العوائق التي يتعين تجاوزها والتوجه لوضع الاستراتيجيات اللازمة للمضي قدما في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في أفق عام 2015».

وطالب العاهل المغربي الدول المتقدمة بالوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتمويل التنمية، في حين دعا الدول النامية إلى وضع الأهداف الإنمائية للألفية في صلب سياساتها الوطنية. واستعرض العاهل المغربي ما أنجزه المغرب لتحقيق أهداف الألفية من خلال مبادرة تهدف إلى التنمية ومحاربة الفقر والجوع، تعرف في المغرب باسم «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية» وقال إن مشاريع تلك المبادرة تهدف إلى التصدي للعجز الاجتماعي بخلق أنشطة مدرة للدخل وخلق وظائف جديدة. وقال العاهل المغربي إن بلاده نتيجة لتنفيذ تلك المشاريع تمكنت من محاربة الفقر والتهميش الاجتماعي وتحسين ظروف العيش في المدن والقرى، مشيرا إلى أنه جرى تعميم خدمات الكهرباء والمياه العذبة في جميع مناطق البلاد. وأشار العاهل المغربي إلى أن بلاده أنشأت نظاما للتأمين الإجباري الأساسي عن المرض ونظام المساعدة الطبية لفائدة الأشخاص المعوزين. وأكد كذلك أن المغرب «حقق تقدما ملحوظا بشأن المساواة والإنصاف بين الجنسين في مجالات الأسرة والصحة والتعليم وسوق العمل وتعزيز التمثيل السياسي للمرأة»، كما تطرق إلى مسألة تعميم التعليم، مشيرا في هذا الصدد إلى أن 93 في المائة من الأطفال المغاربة ما بين سن 6 و11 سنة، يوجدون الآن في المدارس.

وفي موضوع آخر تطرق الملك محمد السادس إلى مسألة إنتاج الطاقات الجديدة والنظيفة، وأشار في هذا الصدد إلى مشروعي الطاقة الشمسية وإنتاج الطاقة من الرياح، وقال إن المغرب، سيتمكن عام 2020 من تغطية 42 في المائة من احتياجاته الطاقية من مصادر متجددة ونظيفة.

على صعيد آخر، أجرى العاهل المغربي على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لقاءات مع عدد من القادة الأوروبيين، وفي سياق ذلك بحث نزاع الصحراء مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وكذا العلاقات المتأرجحة بين الرباط ومدريد مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو.

وفي التفاصيل التقى الملك محمد السادس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبحث معه مسألة تقييم التقدم الذي تم إحرازه في مجال تنفيذ أهداف الألفية للتنمية التي تم اعتمادها عام 2000، وتحديد الوسائل التي ينبغي تعبئتها لتحقيق تنمية مستدامة على المستوى العالمي في أفق 2015. وقالت وكالة الأنباء المغربية إن الرئيس ساركوزي جدد دعم فرنسا لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لتسوية نزاع الصحراء. ونسبت إليه قوله إن تسوية هذه القضية ستشكل عاملا حاسما في بروز مغرب عربي موحد ومندمج وفاعل أساسي في استتباب الأمن والاستقرار الإقليميين. وبحث العاهل المغربي مع ساركوزي علاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي في إطار «الوضع المتقدم» وقضية الشرق الأوسط على ضوء المفاوضات المباشرة الإسرائيلية - الفلسطينية والوضع بالمغرب العربي وعدد من المناطق الأفريقية. كما أجرى الملك محمد السادس مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وعقب اللقاء نوه العاهل المغربي بمساهمة ألمانيا في مشاريع التنمية بالمغرب، خاصة في بعض القطاعات الحيوية مثل الماء والبيئة ومكافحة آثار التقلبات المناخية والتنمية الاقتصادية المستدامة وقطاع الطاقات المتجددة.