يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيويورك اليوم للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة الـ65 ومؤتمر مراجعة «الأهداف الإنمائية للألفية»، حاملا رسالتين واضحتين، أولاهما أن واشنطن تضع التنمية في صلب سياساتها الخارجية مع الدبلوماسية والدفاع، وثانيا أن بلاده ملتزمة بالأمم المتحدة والعمل الدبلوماسي المبني على التعاون الدولي.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن مشاركة أوباما في الجمعية العامة فرصة للتأكيد على سياسة أوباما تجاه المنظمة الدولية. وقالت: «المشاركة في الجمعية هذا العام تأتي بينما غيرنا بشكل درامي مسارنا في الأمم المتحدة، لقد أنهينا العزلة الأميركية غير الضرورية وعملنا على ترميم بعض العلاقات غير الجيدة وتخلصنا من مواقف قديمة، وبذلك بنينا أساسا قويا للتعاون يدعم أمننا».
ويبدأ أوباما نشاطه في نيويورك بإلقاء خطاب الولايات المتحدة أمام قمة مراجعة الأهداف الإنمائية للألفية عصر اليوم، حيث سيشرح تقدم تلك الأهداف في الولايات المتحدة وأبرز الخطط الأميركية للسياسة التنموية حول العالم.
ولكن النشاطات الأبرز للرئيس الأميركي ستكون يوم غد، حيث يبدأ أوباما يومه بإلقاء خطاب الولايات المتحدة للجمعية العامة، ويشرح ما أنجزته الولايات المتحدة في ما يخص التنمية خلال السنة ونصف السنة الأولى من إدارته.
وقال نائب مستشار الأمن القومي للاتصال الاستراتيجي بين رودز إن الخطاب سيتناول «القيادة الأميركية في العالم، مع التركيز الخاص حول القضايا التي تهم الشعب الأميركي، مثل جهودنا لإعادة تنشيط الاقتصاد العالمي ومكافحة تنظيم القاعدة ودعم قضية حظر انتشار الأسلحة النووية والسعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط». وأضاف رودز أن أوباما «سيوضح هدف القيادة الأميركية في العالم، بينما نواصل دعم السلم والأمن والازدهار، سندعم أيضا الديمقراطية وحقوق الإنسان».
ويؤكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن ملتزمة العمل الجماعي مع دول حليفة في قضايا أساسية تهم مصلحتها الوطنية مثل الملف النووي الإيراني والوضع في السودان والأمن في أفغانستان.
وبينما تحضر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اجتماعا للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول إيران، من المرتقب أن يبحث أوباما قضايا إيران مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الذي يلتقيه غدا. ويعتبر اللقاء مع وين من بين أبرز اللقاءات الثنائية التي يجريها أوباما في نيويورك. ومن المرتقب أن يبحث أوباما مع وين ورئيس الوزراء الياباني كان قضية كوريا الشمالية، القضية التي من المرتقب أن تبحث في حفل غداء يقيمه أوباما لقادة دول «آسيان» الآسيوية. ويشارك أوباما يوم الجمعة في الاجتماع الموسع حول السودان. وقال رودز إن «هذا اجتماع مهم يعقده الأمين العام لضمان أن المجتمع الدولي ينسق جهوده كليا لضمان تقدمنا باتجاه استفتاء ناجح العام المقبل، بينما نواصل عمل كل ما يمكننا من أجل شعب دارفور».