علوش لـ«الشرق الأوسط»: مرحلة تهدئة خواطر الطرف الآخر من المحكمة غير ممكنة

السيد يتوعد الحريري وعائلته بالرد.. ويصف خصومته معه بـ«الشخصية والسياسية»

TT

انطلاقا من جملة الثوابت التي أعاد تأكيدها أمام كتلته النيابية، في اجتماعها الاستثنائي، أول من أمس، فور عودته من الخارج، عمل رئيس الحكومة، سعد الحريري، على خط تهدئة الجبهة الداخلية، غداة المواقف المتشنجة التي شهدتها الساحة المحلية في الأيام الأخيرة، على أكثر من مستوى.

وبعد أن استهل نشاطه في بيروت بلقاء كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أول من أمس، استكمل الحريري حراكه بالأمس من خلال سلسلة لقاءات، أكدت تحالفه المتين مع فريق «14 آذار»، والتنسيق الكامل مع البطريركية المارونية.

وفي موازاة ترتيب الحريري بيته الداخلي، أعاد اللواء جميل السيد تصويب سهامه على الرئيس الحريري. واعتبر، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، «بأنه ليست هنالك خصومة بينه وبين أي من نواب تيار المستقبل، سوى الخصومة السياسية، في حين أن خصومته شخصية وسياسية مع رئيس الحكومة، سعد الحريري، بسبب ممارسات عدة استهدفته في السنوات الخمس الماضية، وعلى رأسها قضية شهود الزور والاعتقال السياسي وإهانة كرامات ضباط خدموا في السابق بإمرته في المديرية العامة للأمن العام».

واعتبر السيد أن «الإساءات والتجريح والافتراءات الشخصية التي طالته طوال الأسبوع الماضي، والتي قد تصدر مستقبلا من قبل نواب تيار المستقبل، وصحيفته وتلفزيونه ومواقعه الإلكترونية، إنما صدرت عن الحريري وبإيعاز مباشر منه شخصيا». وطالب الحريري بـ«الإيعاز لأولئك النواب بتقديم اعتذار علني أو تقديم معلوماتهم التي افتروا بها عليه إلى القضاء الذي يدعون الإيمان به، ليبنى على الشيء مقتضاه القانوني».

وحذر السيد من أنه في حال عدم وقف النائبين جمال الجراح وعقاب صقر «الحملة الدنيئة» ضده، وفي حال عدم الاعتذار له علنا أو عدم تقديم دعاوى قضائية ضده من قبل النائبين الجراح وصقر، فإنه سيجد نفسه آسفا ومضطرا إلى توجيه ردوده حاليا ومستقبلا نحو الحريري وعائلته شخصيا باعتباره مسؤولا عنهم، ولكن رده لن يكون إلا بالوقائع المؤكدة «لا بالافتراءات الشخصية الدنيئة».

وفي انتظار مضمون الكلمة التي سيوجهها الرئيس الحريري إلى الرأي العام اللبناني في الساعات القليلة المقبلة، والتي سيضمنها موقفه من مجمل التطورات الأخيرة، معيدا تأكيد الثوابت التي شدد عليها في اجتماع كتلته أول من أمس، أكد عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش التزام الحريري بـ«خط التهدئة من دون الخروج عن الثوابت في موضوعي المحكمة الدولية واحترام المؤسسات والشرعية»، مشيرا إلى أن تحركه يتم «بين هذين الخطين».

وأوضح علوش، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الحريري على قناعة بأن الطرف الآخر يهمه إيصال الأمور إلى مرحلة صدام لاستدراج مواقف مرتفعة»، لافتا إلى أن «التهدئة بالنسبة له تعني سحب الخطاب المتشنج وعدم الدخول في سجالات».

ولاحظ علوش أن «مرحلة تهدئة خواطر الطرف الآخر من المحكمة تبدو غير ممكنة»، معتبرا أنهم «يعتبرون أنفسهم مستهدفين وهم يعرفون أكثر من غيرهم سبب خوفهم هذا». وفي حين نقل علوش عن الحريري أشارته إلى أن «مفاعيل الـ(سين سين) لا تزال سارية انطلاقا من الاتصالات التي قام بها»، لفت إلى أن «الحريري يعتبر أن ما يقوم به السيد جزء من أوركسترا محلية وإقليمية هدفها التوصل إلى إلغاء المحكمة، والكل يعرف ومن ضمنهم من يهاجمها، أن إمكانية إلغائها غير ممكنة». وقال: «السيد يتولى الوجه البشع ولكن من يدفعه هم في الكواليس ومن بينهم حزب الله».

وكان الحريري قبل مشاركته في جلسة مجلس الوزراء، أمس، أطلع من قبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على الأوضاع الأمنية في سرايا الحكومة.

ويشكل هذا اللقاء الثنائي اللقاء الأول بعد الحملة العنيفة التي شنها اللواء السيد على ريفي و«فرع المعلومات». كما التقى الحريري وفدا من الأمانة العامة لقوى «14 آذار» ضم النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد، في حضور مدير مكتب الحريري نادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود.