مقتل 9 جنود للناتو في تحطم مروحية بأفغانستان

كرزاي يدعو مجددا المتمردين إلى إلقاء السلاح

جندي أفغاني ينظر إلى بقايا سيارة محترقة بفعل تفجير انتحاري في جلال آباد أمس (رويترز)
TT

أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن تحطم مروحية تابعة لقوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف)، حيث أسفر الحادث عن مقتل 9 جنود من القوات الدولية أمس.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا القوات الدولية في أفغانستان منذ مطلع العام الجاري إلى 529 جنديا، ما يجعل 2010 العام الأكثر دموية منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001. وكانت حصيلة ضحايا العام الماضي قد بلغت 521 جنديا دوليا.

وأوضح بيان لـ«إيساف» أن الحادث أسفر أيضا عن جرح جندي أجنبي وآخر تابع للجيش الأفغاني ومدني أميركي، ولم يشر البيان إلى جنسيات القتلى.

وسقطت المروحية في منطقة داي تشوبان التابعة لإقليم زابل جنوب أفغانستان. وقال محمد جان راسوليار، المتحدث باسم حاكم الإقليم، إن «الجنود إما من الولايات المتحدة أو رومانيا، لأن هاتين القوتين هما الموجودتان في الإقليم».

وأكد مسؤول آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أن القتلى الـ9 أميركيون. وقتل نحو 350 جنديا أميركيا في أفغانستان هذا العام، مقابل 317 جنديا لقوا حتفهم في 2009. وأعلن قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم طالبان، مسؤولية الحركة عن الهجوم، وقال إن مقاتليها أسقطوا المروحية.

وأضاف أحمدي، في تصريح هاتفي من مكان غير معلوم: «لقد كانت الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض للغاية ونجح مقاتلونا في إصابتها بقذيفة آر بي جي»، وأضاف أن الحادث أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود.

وقال الناطق باسم الإدارة المحلية في ولاية زابل جان راسوليار لوكالة الصحافة الفرنسية إن المروحية تحطمت في إقليم دايشوبان في ولاية زابل الواقعة في معقل طالبان في جنوب أفغانستان. وقال «لا نعرف أسباب تحطم المروحية أو عدد الضحايا».

إلا أن «إيساف» كانت قد أكدت أنه لم يرد ما يشير إلى حدوث عمل عدائي، واكتفى بيانها بذكر أن تحقيقا يجري لمعرفة سبب الحادث.

ويعد تحطم المروحية أحد أكثر الحوادث دموية في عام 2010 بالنسبة للقوات الأجنبية في أفغانستان والبالغ قوامها 150 ألف جندي.

وأعلنت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس أنها وبمساعدة القوات الأفغانية قتلت 15 متشددا من طالبان في عمليات منفصلة.

وأفاد الناتو في بيان منفصل بأن 11 متمردا مشتبها بهم على الأقل قتلوا في عملية عسكرية بإقليم قندهار جنوب أفغانستان بدأت أول من أمس وانتهت في وقت متأخر أمس وشملت أيضا تدمير عدد من القنابل على جوانب طرق.

وأضاف أن 3 متشددين مشتبه بهم آخرين قتلوا في إقليم نانجارهار شرق البلاد، فيما قتل أحد قادة طالبان بإقليم قندز شمال أفغانستان. ومع سقوط 529 قتيلا منذ 1 يناير كانون الثاني أصبحت سنة 2010، وفي خلال بالكاد 9 أشهر، الأكثر دموية للقوات الدولية منذ سقوط نظام طالبان إثر تدخل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى موقع مستقل على الإنترنت لإحصاء الضحايا. وكانت سنة 2009 تعتبر حتى الآن السنة الأكثر دموية للقوات الدولية (521 قتيلا) والتي تواجه منذ 3 أعوام تكثفا لعمليات التمرد التي تقوم بها حركة طالبان.

والغالبية الكبرى من ضحايا القوات الدولية الذين بلغ عددهم 2097 خلال 9 أعوام من النزاع هم من الأميركيين الذين يشكلون أكثر من ثلثي القوة الدولية البالغ عددها 150 ألف عنصر في أفغانستان. وكانت الحصيلة عام 2004 بلغت 60 قتيلا ثم ارتفعت إلى 131 في 2005 ثم 191 في 2006 و232 في 2007 و295 في 2008 قبل أن تسجل ارتفاعا كبيرا إلى 521 في 2009. ومنذ سنة تقريبا أصبح الرأي العام في الدول الـ40 المشاركة في الائتلاف الدولي في أفغانستان وفي مقدمها الولايات المتحدة يعارض بغالبيته إرسال جنود إلى هذا البلد.

وأدى ذلك إلى قيام بعض الدول بسحب قواتها أو الإعلان عن سحب جنود ما دفع بالرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الإعلان في مطلع 2010 أن أوائل العسكريين الأميركيين سيبدأون الانسحاب من الأراضي الأفغانية في صيف 2011.

إلى ذلك كرر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس دعوته لطالبان لإلقاء السلاح وذلك في مناسبة اليوم العالمي للسلام. وقال الرئيس كرزاي في بيان «أدعو هؤلاء الذين حملوا السلاح ضد أفغانستان إلى الاستفادة من يوم السلام لصنع السلام ووقف قتل إخواننا». ويحاول الرئيس الأفغاني منذ أشهر عدة الدفاع عن اعتماد خطة مصالحة مع المتمردين تعرض إجراءات مالية ووظائف على المقاتلين المستعدين لإلقاء السلاح. واليوم العالمي للسلام أعلن عام 1981. وفي عام 2002 أصبح 21 سبتمبر (أيلول) ذكرى «إحياء وتعزيز مفاهيم سلام الأمم والشعوب».