اليابان تحذر من تشجيع «النزعة القومية المتشددة» في أزمتها مع الصين

بكين تعتبر «من غير الملائم» عقد لقاء بين رئيسي وزراء البلدين في نيويورك

TT

حذرت اليابان التي تشهد أسوأ أزمة دبلوماسية مع الصين منذ سنوات، أمس، من أنه على كل الأطراف الامتناع عن تشجيع «النزعة القومية المتشددة»، وشددت على حاجة المنطقة إلى علاقات جيدة بين أكبر قوتين في آسيا.

وقد نددت الصين باعتقال قبطان سفينة الصيد الصينية قبل أسبوعين من قبل خفر السواحل اليابانيين، واستدعت السفير الياباني 6 مرات وألغت عدة زيارات رسمية ومفاوضات مرتقبة بين الطرفين. وعلى الصعيد الثقافي، ألغت الصين دعوة لنحو ألف من الشبان اليابانيين لزيارة المعرض الدولي في شنغهاي.

وأعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيتو سينغوكو خلال مؤتمر صحافي أمس: «الأمر الأهم هو أن يتنبه المسؤولون الحكوميون إلى عدم تشجيع النزعة القومية المتشددة في اليابان أو الصين أو دول أخرى». وكان سينغوكو يرد على سؤال من صحافي بخصوص ما تعتزم الحكومة اليابانية القيام به لخفض حدة التوتر مع الصين.

وكانت مجموعات صغيرة من المناهضين لليابان تظاهرت في بكين وشنغهاي وهونغ كونغ ومدينة شينيانغ في شمال شرقي الصين في ذكرى اجتياح اليابان لمنشوريا عام 1931. وفي لهجة معتدلة، شدد سينغوكو على أن العلاقة الجيدة بين الصين واليابان، أكبر اقتصادين في آسيا، ضرورية من أجل النمو الإقليمي. وقال الناطق الياباني: «نريد استخدام كل القنوات الممكنة لتجنب تفاقم هذه المسألة وحلها من أجل مصلحة النمو في شرق آسيا ومنطقة آسيا - المحيط الهادي». وفي أجواء التهدئة نفسها، أعلن وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا «يجب ألا نصعد هذه المسألة عاطفيا. يجب أن نحافظ على برودة الأعصاب وألا نسمح لهذه المسألة بأن تؤثر على العلاقات الاقتصادية». وكانت الأزمة الدبلوماسية قد بدأت مع احتجاز اليابان سفينة صيد صينية في السابع من سبتمبر (أيلول) الحالي، قرب مجموعة جزر تسمى سينكاكو باليابانية ودياويو بالصينية، في منطقة في شرق بحر الصين يتنازع البلدان ومعهما تايوان السيطرة عليها.

وهددت الصين يوم الأحد الماضي باتخاذ «إجراءات حازمة للرد على ذلك» ضد اليابان بعدما قررت تمديد توقيف قبطان السفينة الذي اعتقلته في السابع من سبتمبر. ومن المفترض أن يعلن قضاء الأرخبيل ما إذا كان سيوجه التهم إلى القبطان الذي تشتبه السلطات في أنه عرقل مهمة خفر السواحل اليابانيين.

وعلقت بكين، من جهة أخرى، الاتصالات الرفيعة المستوى مع طوكيو. ومن غير المرتقب عقد أي لقاء ثنائي هذا الأسبوع في نيويورك بين رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان ونظيره الصيني وين جياباو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين أن مثل هذه اللقاءات اليابانية - الصينية تعقد عادة في هذه المناسبة.

وأعلنت بكين أمس أن الأجواء «غير ملائمة» لعقد هذا اللقاء في نيويورك. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو للصحافيين: «من الواضح أن الجو غير ملائم لعقد مثل هذا اللقاء». ومن المقرر أن يلتقي كل منهما الرئيس الأميركي باراك أوباما على حدة، فيما كانت واشنطن دعت الصين واليابان إلى حل المسألة عبر الحوار. ووجه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أمس رسالة إلى اليابان، حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، شدد فيها على أن علاقات واشنطن وطوكيو هي محور السياسة الخارجية الأميركية في آسيا. ومن جهته، قال نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ إن «علاقات جيدة بين الصين واليابان هي في مصلحتنا، ومصلحة الجميع في المنطقة».