دان مريدور في توجه لأبو مازن: نتنياهو جاد جدا.. فجربوه

الوزير المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية في مقابلة مع «الشرق الأوسط»: قضية الاستيطان ثانوية ولا يجوز تفجير المفاوضات بسببها.. وهناك تغيير كبير في قيادة معسكر اليمين

دان مريدور
TT

توجه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وزير شؤون الاستخبارات، دان مريدور، بنداء إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، أن لا ينسحب من المفاوضات المباشرة بسبب قضية البناء الاستيطاني. وقال إن المفاوضات تجري حول ما هو أهم من الاستيطان، حول إقامة دولة فلسطينية توفر للشعب الفلسطيني الاستقرار وتضع حدا لمعاناته.

وأضاف مريدور، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط»، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أحدث تغييرا كبيرا وجوهريا في سياسة معسكر اليمين الذي يقوده. وهو جاد ومخلص في الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال إن فشل المفاوضات الجارية اليوم، سيلحق ضررا ليس فقط بإسرائيل «فهي مفاوضات من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفشلها لا يؤخر قيام الدولة الفلسطينية فحسب، بل سيفشل منظمة التحرير الفلسطينية وسيتسبب في خسارة للتيار القومي الفلسطيني لحساب قوى الإسلام السياسي. فهذه القوى يقودها من دمشق، خالد مشعل، الذي يخدم الأهداف الإيرانية، وهو المستفيد الوحيد من فشل المفاوضات».

رفض مريدور، في هذا السياق، الأفكار التي تتردد لدى أوساط يمينية إسرائيلية بأن من مصلحة إسرائيل أن تسيطر حماس على الضفة الغربية، فهذا يبقي القدس ومنطقة الغور في وادي الأردن بأيدي إسرائيل. وقال إن مصلحة إسرائيل هي في السلام وليس في تأجيل التسوية. كما رفض الفكرة السائدة في العالم العربي والقائلة إن نتنياهو يدير مسيرة هدفها دفع السلطة الفلسطينية إلى مواقف رفضية حتى يتهمها الأميركيون والعالم بإفشال مفاوضات السلام.

ومريدور هو إحدى الشخصيات المؤثرة اليوم على نتنياهو. ولد في مدينة القدس عام 1947 لوالدين من قادة التيار الإصلاحي اليميني في الحركة الصهيونية. والده إلياهو مريدور انتخب عضوا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن حزب حيروت ثم «جاحل»، وهما الأصل والجذر لحزب الليكود الحاكم اليوم. ولذلك يعتبر من «أمراء الليكود»، كونه من عائلة قيادية. ولكن هذا لم يمنعه من ترك الليكود عندما اصطدمت أفكاره معه. خدم في الجيش الإسرائيلي بسلاح المدرعات. درس المحاماة. زوجته محاضرة جامعية وأخوه سلاي تبوأ مركز رئيس الوكالة اليهودية ورئيس الصهيونية العالمية. في سنة 1982، إبان حرب لبنان، شغل منصب سكرتير الحكومة تحت قيادة مناحيم بيغن، الذي يعتبره حتى اليوم مثلا أعلى. في سنة 1984 انتخب عضوا في الكنيست وبقي فيه حتى سنة 1999. لكن في الدورة الأخيرة ترك الليكود، الذي اتسم آنذاك بالتطرف الشديد، وشارك في اقامة حزب «المركز». فقد غضب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، آنذاك، وترك الحكومة قائلا إن نتنياهو شخصية مدمرة لإسرائيل. بعدها، قربه رئيس الحكومة إيهود باراك إليه وأخذه معه إلى مفاوضات كامب ديفيد سنة 2000، حيث أمضى أياما في النقاشات الحادة مع القادة الفلسطينيين، فاعتبروه عنصرا يمينيا يشد باراك إلى الوراء في المفاوضات. منذ أواسط الثمانينات شغل عدة مناصب وزارية، بينها وزير المالية ووزير القضاء. في سنة 2003 اعتزل السياسة، ولكنه عاد في سنة 2008 بناء على طلب نتنياهو بالذات. وتبين أنه بعد اعتزاله السياسة جدد العلاقات معه وحافظ على لقاءات دائمة، استعاد من خلالها ثقته. فدعاه إلى الانضمام إليه في قيادة الليكود، عندما عاد نتنياهو للفوز برئاسة الليكود.

ودان مريدور هو من الشخصيات اليمينية المميزة في طروحات مختلفة. عند نشوب حرب لبنان الثانية حاول التأثير على رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، حتى يوقفها أو ينهيها في أسرع وقت. وقد فسر هذا الموقف في حينه، خلال لقاء مع صحيفة «هآرتس»، فقال إنه يعرف أن القوة مهمة ولكنها ليست من دون حدود وأن هذه الحرب لن تفضي إلى انتصار. ويقال إنه أحد المؤثرين الأساسيين على رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، لقبول مبدأ «دولتين للشعبين»، وأنه من أوائل الداعين للسلام مع سورية من خلال معرفة ما هو الثمن الذي سيدفع لهذا السلام.

ولكن، يجب التأكيد أنه يميني بأفكاره.. لا يوافق على إعادة القدس الشرقية المحتلة للسيادة الفلسطينية.. ويرفض عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى تخوم إسرائيل، حتى في ظل السلام. ويريد إبقاء الجيش الإسرائيلي في تخوم الضفة الغربية، أيضا في ظل السلام، لأنه لا يثق بتسليم الأمن للأجهزة الأمنية الفلسطينية. ولكنه معروف كإحدى الشخصيات اليمينية الأكثر «جنتلمانية». وهو مرن في السياسة، ويحترم القوانين والقضاء ويعتبر من أبرز حماة الديمقراطية في أوساط اليمين الإسرائيلي، يؤيد المساواة الكاملة للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، ولا يجد فيهم خطرا ديموغرافيا أو أمنيا مثلما يعتقد غالبية نواب اليمين. وقد عبر عن هذا الموقف ذات مرة قائلا: «وماذا إذا ارتفع عدد النواب العرب في الكنيست من 12 حاليا إلى 20 أو حتى 30 نائبا».

* استهللنا اللقاء به بسؤال: كيف يمكن التضحية بالجهود الناجحة التي بذلت لاستئناف مفاوضات السلام، بسبب التعنت في الموقف الإسرائيلي باستئناف البناء الاستيطاني؟

- دعني أبدأ من النهاية. ففي آخر المطاف، نحن نتوجه إلى المفاوضات بغرض التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. هناك خلافات في القضايا الأساسية بيننا. لكل طرف آراؤه ومواقفه التي يعتقد بأنها الصحيحة. وهذا حقه. وليس طبيعيا أن يخضع أي طرف الآخر. لا بد من حل وسط. من دون حلول وسط، لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق. لذلك، على الطرفين التنازل عن الموقف الأحادي الجانب، والقبول بالحل الوسط.

* ولكن، ما الضرر في تمديد التجميد بضعة شهور أخرى؟

- نحن لم نبدأ النقاش في الموضوع اليوم فقط. فقبل عشرة أشهر، بادرنا إلى تجميد البناء الاستيطاني لمدة عشرة شهور، ولكن الفلسطينيين رفضوا هذا القرار وقالوا إنه لا ينطوي على تجميد حقيقي والآن يريدون تمديده. فلماذا لم يقبلوه في حينه؟ لماذا لم يستغلوا هذه الفترة لإطلاق المفاوضات؟ لماذا أضاعوا هذا الوقت؟ ما هو المنطق في تصرفهم؟

* عن أي حل وسط تتحدث في موضوع البناء الاستيطاني؟ هل الاقتراح الذي طرحته أنت قبل نحو الشهر ويقضي بوقف البناء في المستوطنات القائمة في أعماق الضفة الغربية واستئناف البناء في الكتل الاستيطانية؟

- نعم، هذا أحد الحلول. وهناك من اقترح حلا آخر بأن يتفق على بناء عدد محدد من الوحدات السكنية. المنطق يقول إن المفاوضات حول القضايا الكبرى تتغلب على القضايا الصغرى.

* أنت تتحدث عن المنطق الإسرائيلي. ولكن، لماذا لا تفهم المنطق العربي القائل بأنه إذا لم يكن بمقدور أو برغبة حكومتكم تجميد البناء الاستيطاني، فكيف ستتعاطى في المفاوضات مع إقامة الدولة الفلسطينية والحدود والقدس واللاجئين؟

- أنت تعرف أن هذه الحكومة أحدثت تغييرا كبيرا عندما قبلت بمبدأ الدولتين للشعبين. لم يكن ذلك سهلا علينا، بل احتاج إلى نقاشات حادة وكبيرة. فهذا يعني أننا تنازلنا عن مواقف تاريخية تتعلق بالأرض.

* سبقكم إلى ذلك إيهود أولمرت.

- أولمرت وقبله باراك. نحن نتفاوض منذ 17 سنة وأكثر. ولكن، لم يحصل أن طرح الفلسطينيون تجميد البناء الاستيطاني كشرط للمفاوضات. ومع ذلك، نحن الحكومة الوحيدة التي وافقت على ذلك. فلماذا لم يحترموا توجهنا هذا؟ لماذا لم يقبل الفلسطينيون اقتراح الحل الوسط الذي طرحته؟

* وهل تقبل اقتراحاتك الحكومة الإسرائيلية أو رئيسها نتنياهو؟

- لا. الحكومة لم تتخذ قرارا بشأنه. إنه اقتراح شخصي. عرضته على أربعة أو خمسة أشخاص، بدافع قلقي من تفجير المفاوضات. فهذه المفاوضات، كما أشرت، أهم من أن تسقط بسبب موضوع الاستيطان. إننا نتحدث عن تفاوض حول إقامة دولة فلسطينية. فشل المفاوضات سيؤخر إقامة هذه الدولة. وقد يؤذي الجميع، ليس إسرائيل فقط. بل منظمة التحرير الفلسطينية أيضا. اسمع خالد مشعل كيف يخطب من دمشق، لخدمة أربابه في طهران. إنه أول المستفيدين من فشل المفاوضات. التيار الديني المتزمت يبني قوته على حساب التيار القومي في العالم العربي، بسبب هذه المواقف المترددة وبسبب التمسك بالقشور. والتيار الديني يريد دولة إسلامية لا مكان فيها لإسرائيل ولا للتيار القومي العربي. لذلك، علينا أن نعرف كيف نتخذ القرارات المناسبة لمصالح شعوبنا ولا نتركها لقمة سائغة بأيدي التيار الديني المتشدد أيا كان.

* الأمر نفسه ينطبق على إسرائيل أيضا.

- أجل، ولكن انظر إلى اليمين الإسرائيلي كيف تطور، عندما توفرت المفاوضات المباشرة النابعة من نوايا طيبة. مناحم بيغن قدم للرئيس المصري أنور السادات سيناء بكاملها، كما قدم له خطة للحكم الذاتي للفلسطينيين في سنة 1977، عندما لم يكن هناك استيطان كبير. تصور لو قبل الفلسطينيون العرض آنذاك، أين كنا وصلنا. ورابين قدم أوسلو. وأولمرت قدم عرضا سخيا حول الحدود والقدس واللاجئين. وها هو نتنياهو يقدم.

* ما الذي قدمه نتنياهو؟

- نتنياهو وافق على مبدأ الدولتين للشعبين، بعكس المفاهيم في معسكره. نتنياهو بادر إلى تجميد البناء الاستيطاني عشرة شهور. أزال حواجز عسكرية كثيرة، يشهد الفلسطينيون أنفسهم على أنها أسهمت في تحسين حياتهم واقتصادهم. لقد خطا عددا من الخطوات المهمة إلى الأمام. امتحان صمد فيه بحق. الآن جاء دور الفلسطينيين. ونحن لا نطلب منهم شيئا خارقا. فقط نطلب الاستمرار في المفاوضات، لأن المفاوضات هي الأساس. من دونها لن يتحقق شيء.

* ألا يوجد لديكم ما يمكن أن يعزز الأمل بإنقاذ المفاوضات؟ فقد بذل العرب جهودا كبيرة حتى توجهوا إلى المفاوضات؟ ورغم الموقف الإسرائيلي المتجاهل، ما زال العالم العربي متمسكا بالمبادرة العربية للسلام.

- الأمل يجب أن يكون من الطرفين وليس من طرف واحد. أنت تعرف أية مشاكل وصراعات تفجرت وتتفجر في معسكرنا اليميني من جراء خطوات نتنياهو. أما مبادرة السلام العربية فنحن نحترمها ونقدرها جدا. أنا أعتبرها بمثابة تغيير إيجابي كبير ومهم في المواقف العربية. وعتبي عليها أنها في مؤتمر بيروت تغيرت، حيث أضافوا القرار 194 الذي ينص على حق العودة.

* التغيير ترافق مع بند يقول إن حل قضية اللاجئين يكون منوطا بالاتفاق بين الطرفين. فما الغضاضة في هذا؟

- كل شيء يكون بالاتفاق. هذا واضح. ولكنه لا يعني أنهم يتفهمون مطلبنا حول قضية اللاجئين.

* وموقفك لا يدل على فهم لقضية اللاجئين، بل معاناة اللاجئين.

- أنا أتعاطف مع آلام اللاجئين الفلسطينيين، فهم بشر ويعانون. ويجب أن تحل قضيتهم. ولكن، علينا أن لا ننسى أن إسرائيل ليست المسؤولة الوحيدة بل ليست المسؤولة الأولى عن مأساتهم.

* كيف؟

- لقد صدر في سنة 1947 قرار عن الأمم المتحدة، يعرف بقرار التقسيم، فلو وافق عليه العرب، لما كانت هناك قضية لاجئين، بل لكان العرب واليهود يعيشون اليوم في دولتين متجاورتين. وقد اختار العرب الحرب يومها، فهزموا. وبدلا من التوجه نحو السلام، شنوا حربا تستهدف إبادة إسرائيل. هكذا نشأت قضية اللاجئين. إنني ما زلت أذكر المقال الذي كتبه توم فريدمان سنة 2000 تعقيبا على مؤتمر كامب ديفيد. لقد اختار لمقالته أن يكتب نص رسالة وهمية يكتبها الرئيس الأميركي، بيل كلينتون، وفيها يقول له بما معناه، أنه يستطيع أن يطلب أي شيء يريد من باراك، ولكن عليه أن لا يقترب من موضوع العودة للاجئين، فهذا فوق قدرة إسرائيل على التحمل.

* هو مبدأ فرض الأمر الواقع، إذن. فكل ما فرضته إسرائيل على الأرض ينبغي على الفلسطينيين قبوله، حسب هذا المنطق.

- كلا. منطقي يقول إن كل طرف يطرح ما عنده في المفاوضات. والمفاوضات هدفها التوصل إلى حلول وسط. وهناك فرصة، هي أن في إسرائيل حكومة قوية ومعنية وفي الولايات المتحدة إرادة قوية ومعنية وفي السلطة الفلسطينية قيادة جادة ومعنية. فأنا أعرف أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس) منذ سنين طويلة. زارني في بيتي والتقيته عشرات المرات وأمضيت معه ساعات طويلة في كامب ديفيد وغيرها. وأنا لا أستطيع القول إنه ليس جادا أو ليس معنيا. وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس حكومته، سلام فياض. وما أقوله هو أن علينا أن لا نضيع الفرصة. إنني قلق جدا من مسيرة التفاوض حتى اليوم. فقد جربنا مع عرفات. اتفاقات أوسلو انفجرت. وكامب ديفيد فشلت، وبعد أن قدم باراك تنازلات كبيرة رد الفلسطينيون بانتفاضة مسلحة. وبعدما انسحب شارون من قطاع غزة وأخلى المستوطنات وهدمها، ردوا بزخ ألوف الصواريخ على بلداتنا الجنوبية. وأولمرت كاد يتوصل إلى اتفاق مع السلطة، وفي آخر لحظة تراجعوا. واليوم يقيمون الدنيا على موضوع الاستيطان. هذا كله يقلقني ويثير لديّ تساؤلات حول جدية الموقف الفلسطيني.

* هل من معرفتك الدقيقة للتطورات، وأنت تشارك في اللجنة الوزارية السباعية ومقرب جدا من نتنياهو، تستطيع القول إن هناك أملا في إنقاذ المفاوضات، أم أنك متشائم؟

- آمل أن يتم إنقاذها...

* دعنا من الأمل. أنا أسأل عن الأجواء في مكتب نتنياهو وأنت فهمت السؤال جيدا.

- واضح. أنا لا أعرف الجواب في الواقع. ما أعرفه أن جهودا عظيمة تجري في واشنطن ونيويورك والقدس ورام الله لتجاوز الإشكاليات والحفاظ على ديمومة المفاوضات. وأنا أتمنى أن تكلل بالنجاح.

جربوه..

* هناك فكرتان يجري تداولهما، إحداهما في الشارع العربي وأخرى في الشارع اليهودي، أود سماع رأيك فيهما. الأولى: قناعة لدى كثيرين في العالم العربي بأن نتنياهو ليس صادقا في عملية السلام، إنما كل همه هو أن يفرض على الفلسطينيين شروطا وتصريحات استفزازية تجعلهم ينسحبون من المفاوضات، ليتهمهم بالتالي بأنهم يتحملون مسؤولية إفشال المفاوضات.

- أعرف هذا الادعاء وهناك من يردده في إسرائيل، ولكنني أؤكد لك من خلال المعرفة وليس التقدير، أن الرجل صادق وجاد. وأنا أدعو العرب أن يجربوه. اتركوا موضوع الاستيطان وجربوه في القضايا الكبرى. إنه يريد التوصل إلى اتفاق مع عباس. وأنا أدعو عباس إلى خوض التجربة، فلن يذهب هذا الجهد هباء.

* الفكرة الثانية رددها المستشرق الإسرائيلي جاي بيخور، ويرددها آخرون في الأيام الأخيرة في إسرائيل، وفيها يقول إن على إسرائيل أن تترك عباس والسلطة الفلسطينية، باعتبار أن حماس أفضل. ويقول إن فشل المفاوضات سيؤدي إلى انتصار حماس في الضفة الغربية وهذا حسن. فمع حكم كهذا لحماس تحتفظ إسرائيل بالقدس وبغور الأردن وإذا رفعت حماس رأسها، توجه إسرائيل ضربة لها كما حصل في قطاع غزة. فما رأيك؟

- إن الشريك الوحيد لإسرائيل في عملية السلام هي السلطة الفلسطينية. الرئيس الفلسطيني عباس. رئيس حكومته فياض. وليس حماس. حماس هي تنظيم معاد لإسرائيل يريد بناء دولة إسلامية في الشرق الأوسط والعالم، لا مكان فيها لدولة إسرائيل وربما لغيرها. الارتكان على حماس لا يفيد ولا يجدي. حماس هي الأداة لحروب تعرف كيف تبدأ ولا تعرف كيف تنتهي. وحماس تقيم دولة طالبان للإكراه الديني ودولة فقر وعناء، كما نلاحظ في غزة حاليا، وهذا لا يعين إسرائيل بشيء. لذلك فإن اقتراح بيخور أو غيره، إنما يضيف مشاكل للمشاكل القائمة. نحن نريد قيادة فلسطينية تتعاون معنا على وضع نهاية للصراع. لا قيادة تؤجل الصراع أو تخلده. نريد تعاونا اقتصاديا وعلميا وجيرة حسنة.