السلطات المصرية تطلق معتقلين معارضين للتوريث في القاهرة والإسكندرية

الأمن تركهم في الطرق الصحراوية.. ومطالب بالتحقيق في استخدام الشرطة العنف

TT

أطلقت السلطات المصرية الليلة قبل الماضية سراح عشرات النشطاء المعارضين الذين اعتقلتهم خلال مشاركتهم في مظاهرتين متزامنتين أول من أمس بالقاهرة والإسكندرية، تحت شعار «لن نورث بعد اليوم».

وأكد عدد من النشطاء المفرج عنهم أن السلطات الأمنية احتجزتهم لبعض الوقت في أماكن مجهولة قبل أن تطلق سراحهم في الطرق الصحراوية المؤدية إلى كل من السويس والإسماعيلية والعين السخنة.

يأتي ذلك الإفراج وسط مطالبات من المعارضين والحقوقيين بالتقدم ببلاغات للنائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، للتحقيق مع الضباط المسؤولين عن تأمين مظاهرة أول من أمس بسبب ما قالوا إنه استخدام للعنف من جانب رجال الشرطة، واعتقال العشرات من دون مبرر قانوني.

وقال يوسف شعبان، أحد المفرج عنهم وعضو حركة معهد الدراسات الاشتراكية بالإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «تم اعتقالنا لساعات معدودة، تم خلالها استجواب بعضنا وفتح تحقيق معنا، دار حول النشاط السياسي بصفة عامة لكل منا والمظاهرات والفعاليات التي من المتوقع القيام بها في الفترة المقبلة»، مضيفا «التقط رجال الشرطة صورا لنا وتم عمل ملف لكل منا تم ترقيمه برقم معين، كما قام رجال الأمن باستكتابنا جميعا، حيث أصدروا لنا أوامر بكتابة عبارة كاملة مكونة من سطرين، وتم تذييلها بتوقيع كل منا».

وقال «رغم أن الجملة التي كتبناها (ذهبت أنا فلان الفلاني إلى الحقل والمدرسة والمسجد.. إلخ) لم تكن ذات معنى، ولم تحو اعترافات أو ما شابه، فإنه كان إجراء غريبا».

وكان آلاف من نشطاء المعارضة المصرية قد تظاهروا مساء أول من أمس بالتزامن أمام قصر عابدين الرئاسي بالقاهرة، وفي حي محرم بك بوسط الإسكندرية، تحت شعار «لن نورث بعد اليوم»، إلا أن قوات الأمن حاصرت المظاهرتين، وألقت القبض على عدد كبير من النشطاء، وتعاملت مع المتظاهرين بعنف بالغ.

شارك في المظاهرة بالقاهرة عدة قوى سياسية معارضة منها الحركة الشعبية الديمقراطية (حشد)، الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، حركة شباب 6 أبريل، أحزاب الغد والكرامة والعمل والشيوعي المصري، وجماعة الإخوان المسلمين، ولجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصريين.

وأعادت مظاهرات أول من أمس إلى الأذهان الحراك السياسي الذي أثارته مظاهرات الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) عامي 2005 و2006 إبان التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية.

وشهدت المظاهرة احتجاز جميلة إسماعيل، الناشطة بحزب الغد وزوجة مؤسسه الدكتور أيمن نور - الذي حاصرت قوات الأمن منزله لمنعه من المشاركة في المظاهرة - عند مدخل القصر الرئاسي، وهو ما وصفته جميلة بأنه «منع لحرية التعبير».

وقالت جميلة إسماعيل في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أثناء احتجازها: «فوجئت لدى توجهي للمشاركة في المظاهرة بعدد من أفراد الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية يحيطون بي ويمنعونني من التقدم أو التقهقر للخلف، وهم الآن يحتجزونني مع اثنين من المواطنين المصريين ومواطنة أجنبية عند مدخل قصر عابدين».

وأضافت «ذعر النظام البالغ من تظاهر بضع مئات يحملون لافتات أو يرددون هتافات يعكس مدى ارتباك النظام وخوفه من تأثير نشطاء المعارضة»، وقالت «نحن نعبر عن رأينا فيما نعتقد فيه بشكل سلمي، وعلى الرغم من ذلك فقد قابلنا الأمن بالمئات من أفراده ليمنعنا من حرية التعبير». وجاءت تلك المظاهرات تحت شعار «لن نورث بعد اليوم»، وهي الجملة التي قالها الزعيم المصري أحمد عرابي للخديوي توفيق (حاكم مصر في ذلك الوقت) في المظاهرة التي نظمها في التاسع من سبتمبر (أيلول) عام 1881، بسبب ما وصفه المعارضون بأنه «صعود ملف التوريث في مصر إلى السطح مرة أخرى».