كلينتون تلتقي المعلم الاثنين لبحث «إمكانات» الدور السوري في السلام

مسؤول أميركي: الاجتماع يأتي بناء على نتائج زيارة ميتشل إلى دمشق

TT

في مؤشر جديد على الاقتراب من إمكانية إطلاق المسار السوري - الإسرائيلي في عملية السلام، تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاثنين المقبل. وفي أول اجتماع رسمي بين كلينتون والمعلم، ستبحث كلينتون المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية مع المعلم مع بحث فرص السلام الأوسع والمسارين السوري واللبناني. وأكد مسؤول أميركي، أمس، أن هذه الزيارة تأتي كـ«تقدم طبيعي» بعد زيارة المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، مضيفا أن هناك «إمكانية» لدفع المسار السوري - الإسرائيلي.

وقال المسؤول الأميركي في لقاء مع عدد من الصحافيين العرب في واشنطن: «نحن نبحث عن سلام شامل في المنطقة، وذلك لا يشمل فقط إسرائيل والفلسطينيين، بل إسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان». ولذا، تبحث كلينتون مع المعلم هذه القضية على هامش مشاركتهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف المسؤول أن كلينتون «ستبحث الدور الأساسي الذي يمكن لسورية أن تلعبه من أجل السلام الشامل والاستقرار الإقليمي». وأوضح أن هذه السياسة «تبنى على زيارة السيناتور ميشتل الأخيرة إلى سورية، وبحث الأساس لمفاوضات مبنية على النية الحسنة والدعم للآلية الكاملة للسلام في الشرق الأوسط».

وفيما إذا كان اجتماع كلينتون يمهد لانطلاق رسمي للمسار السوري - الإسرائيلي، قال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «المسار السوري متواصل، لا نراه منفصلا عن غيره، كل (مسار) يعمل بدعم الآخر». وأضاف: «سورية يمكن أن تلعب دورا أساسيا في الاستقرار الإقليمي وجهود السلام». واعتبر أن النقاشات مع سورية حول السلام «دائما إيجابية»، ولكنه أردف قائلا إن «الأفعال يجب أن تطابق هذه الكلمات». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب التأخير في إطلاق مفاوضات سورية – إسرائيلية، في حين قد أعلنت دمشق مرات عدة عن رغبتها في العودة إلى طاولة المفاوضات، قال المسؤول: «لا يمكن لي أن أتحدث عن النقاشات الخاصة الجارية.. ولكن الوزيرة لن تلتق المعلم لو لم تعتقد أن هناك إمكانية». وفي الوقت نفسه، سلط الضوء على مصادر «القلق المتواصلة مع سورية التي نعبر عنها عندما نلتقيهم، وهي دعم منظمات نصنفها على أنها إرهابية: حماس وحزب الله، بالإضافة إلى عدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقضايا حقوق الإنسان».

ويأتي لقاء كلينتون مع المعلم تماشيا مع سياسية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المبنية على التواصل. وكانت كلينتون قد اجتمعت بالوزير السوري في القاهرة سابقا، ولكن في لقاء مقتضب وغير مجدول مسبقا. وأكد المسؤول الأميركي أن «هذا اللقاء الرسمي هو الأول بينهما». وأوضح المسؤول: «نحن نعتقد أنه من المجدي التواصل مع سورية من أجل السلام، يمكن لسورية لعب دور أساسي، ومن مصلحة سورية تحقيق السلام».

ويمتنع المسؤولون الأميركيون عن الخوض في تفاصيل زيارة ميتشل الأخيرة إلى دمشق، ولكن هناك مؤشرات حول تقدم في المسار السوري. وهذا ما لمح به المسؤول الذي لفت إلى الفرق بين موقفي سورية وإيران في ما يخص عملية السلام. وقال: «على سبيل المثال، لا نسمع من سورية ما نسمعه من إيران من تصريحات سلبية». وأضاف: «لدينا محادثات إيجابية مع سورية»، موضحا: «نحن نتواصل مع سورية لطرح مصادر قلقنا، لأننا نعتقد أن لدينا فرصة أفضل من خلال التفاوض بدلا من عدم التفاوض».

وتحاول الإدارة الأميركية تسليط الضوء على الفوارق بين الموقفين السوري والإيراني في ما يخص عملية السلام. وقال المسؤول الأميركي: «من الواضح أن إيران تشعر بالتهديد من إمكانية تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعادة ما يزور الإيرانيون سورية أو بيروت بعد زيارات ميتشل». وأضاف: «إيران لم تبد حتى الآن أي اهتمام بالسلام في الشرق الأوسط».

ومن المرتقب أن تلتقي كلينتون الرئيس اللبناني ميشال سليمان في نيويورك يوم غد، للتأكيد على الدعم الأميركي للبنان. ويؤكد مسؤولون أميركيون أن سياسات الحوار مع سورية لا تأتي على حساب العلاقات مع لبنان. وتحرص كلينتون على لقاء الرئيس اللبناني قبل لقائها مع المعلم، للتشديد على الدعم الأميركي للبنان. وأوضح المسؤول الأميركي أن كلينتون ستبلغ سليمان خلال اللقاء «التزامنا مع لبنان ودعم سيادته واستقلال المحكمة الخاصة بلبنان». وأضاف أن واشنطن «ملتزمة العمل بالشراكة مع لبنان لبناء مؤسسات الدولة اللبنانية». وتطمئن الإدارة الأميركية بيروت بأنها ملتزمة بدعم المحكمة الدولية، التي تشدد واشنطن على أنها منفصلة عن القضايا الأخرى المتعلقة بالعلاقات الأميركية - السورية. وقال المسؤول الأميركي: «دعمنا للمحكمة واضح، المحكمة مستقلة ونحن دائما نقول ذلك في مداولاتنا». وتابع: «نحن نرفض تسييس المحكمة».