مجموعة «5 + 1» تعلن سعيها لحل عبر التفاوض في وقت مبكر مع إيران

وزير الخارجية الألماني: نريد حوارا جديدا وتعاونا من الحكومة الإيرانية.. لا معاقبة الشعب

TT

أكدت دول مجموعة «5+1»، التي عقدت اجتماعا في نيويورك أمس على هامش القمة السنوية للجمعية العامة، التزام الدول الست وتصميمها على السعي للتوصل لحل مع إيران عبر المفاوضات، حول برنامجها النووي. وتلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بيانا صدر عن المجموعة بعد اجتماعها في مركز المفوضية الأوروبية في نيويورك، أكدت فيه أن المجموعة بحثت «خطوات إضافية لتحقيق حل عبر التفاوض في وقت مبكر مع إيران». وشارك في اللقاء وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.

ورفضت أشتون الإجابة عن أسئلة الصحافيين بعد أن تلت البيان، بسبب تأخرها عن اجتماع بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، كما قال مسؤول إعلامي في البعثة الأوروبية لـ«الشرق الأوسط». وجاء في البيان أن المجموعة ناقشت أيضا تطبيق القرار 1929 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في يونيو (حزيران) الماضي، والذي فرض عقوبات دولية جديدة على النظام في طهران.

ودعت أشتون إيران، إلى التعاون مع مجلس الأمن الدولي ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت المنظمة الدولية قد أصدرت تقريرا مطلع الشهر الحالي، قالت فيه إن إيران تمنع بعض مفتشيها الذين لهم خبرة في شؤون إيران، من العمل. كما أبدت الوكالة قلقها المستمر إزاء أنشطة محتملة في إيران تهدف إلى تصنيع صاروخ له رأس نووي، وحثت طهران على تكثيف التعاون معها والمساعدة على وصول المفتشين إلى مواقع ومعدات مطلوب تفتيشها والوصول إلى أفراد يريدون الحديث معهم «من دون المزيد من التعطيل».

وقالت أشتون إن «هدفنا يبقى التوصل لحل شامل وطويل الأمد، يعيد ثقة المجتمع الدولي بإيران، حول برنامجها النووي ذي الطبيعة المدنية البحتة». وأشارت إلى أن المجتمع الدولي «يحترم حق إيران المشروع في الحصول على طاقة نووية مدنية»، وأضافت «نبقى مصممين وموحدين في قوانا لتحقيق هذا الهدف». وختمت بالقول «نتطلع لرد إيران إيجابي عبر مشاركة بناءة في الحوار».

كما ذكر البيان أن الدول الست الكبرى تتطلع للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران في إطار تطبيق تبادل وقود نووي بحسب ما تم الاتفاق عليه في جنيف في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وبحسب الاتفاق، يمكن لإيران أن تشحن معظم اليورانيوم المنخفض التخصيب الخاص بها لفرنسا وروسيا لتخصيبه، وإعادته إلى إيران لتزويد المفاعل النووي بالطاقة. إلا أن الاتفاق تم توقيعه لشراء الوقت وتجنب عقوبات إضافية، وتوقف الاتفاق بعد أن سعت إيران لتعديله مع البرازيل وتركيا.

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في ختام الاجتماع، في تصريح صحافي مقتضب، إن هدف الاجتماع كان إيصال رسالة إلى إيران ودعوتها للعودة إلى الحوار وطاولة المفاوضات. وقال «نقول لإيران عودي إلى الحوار والمفاوضات. من المهم جدا أن يعرف الشعب الإيراني أننا لا نعاقب البلد ولا الشعب، بل نريد فقط حوارا جديدا وتعاونا من الحكومة الإيرانية».

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن في تصريحات صحافية قبل يومين استعداد بلاده للعودة إلى طاولة الحوار مع مجموعة «5+1»، لكن استنادا إلى «إعلان طهران» الذي تم التوصل إليه مع البرازيل وتركيا قبل أن يفرض مجلس الأمن الدولي مجموعة عقوبات إضافية في يونيو (حزيران) الماضي. وقال نجاد «إعلان طهران كان شفافا ومنطقيا، وهدفه كان استبدال روح الاتفاق بروح المواجهة. لكن للأسف، مجموعة (5+1) ردت بشكل خاطئ على إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الطيبة». لكنه أضاف أنه مع ذلك، فإن إيران مستعدة للعودة للمفاوضات مع المجموعة، انطلاقا من «إعلان طهران».

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من جهته، إن لقاء مجموعة الدول الست «كان مشجعا جدا لأن الدول تتحدث بصوت واحد». وأضاف في تصريح بعد الاجتماع: «لقد اتفقنا على عقوبات في يونيو... والآن هو الوقت لإيران لكي تبدأ المفاوضات الجدية، وتشارك في حوار بناء حول برنامجها النووي بالكامل». وأشار إلى أن «وحدة» الدول الست، تدل على أن إيران «لا يمكنها أن تبتعد ببساطة عن المحادثات ورفض الحديث إلينا. العالم لن ينسى هذه المسألة. فالموضوع النووي على رأس الأجندة واجتماعنا اليوم يدل على ذلك، لأن برنامج إيران النووي يهدد بسباق تسلح». وأضاف: «على الإيرانيين أن يأخذوا هذه الرسالة من اجتماع اليوم: لا يجب أن يستخفوا برغبتنا بالحوار. إنها مقاربة مزدوجة». والتقى هيغ في وقت لاحق أمس، بوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي.