قادة العالم يعبرون عن قلقهم من احتمال إعلان انفصال جنوب السودان من جانب واحد

توقعات دولية أن يكون الاستفتاء فوضويا

TT

عبر قادة العالم عن قلق متزايد إزاء احتمال أن يؤدي التأخير في التحضير للاستفتاء بشأن تقرير مصير جنوب السودان، إلى إعلان الجنوبيين الانفصال من جانب واحد، مع ما قد يترتب عن ذلك من انعكاسات في واحدة من المناطق الأكثر اضطرابا في العالم.

وأثيرت هذه القضية بشكل واسع على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة آخرون اجتماعا خاصا حول السودان يوم غد الجمعة. ويتوقع الخبراء أن يصوت الجنوبيون لصالح الاستقلال، إلا أن التحضيرات لإجراء هذا الاستفتاء لا تزال في بداياتها، مما يثير مخاوف من عدم إمكانية إجرائه في موعده. ويتخوف المجتمع الدولي من أن يؤدي إرجاء الاستفتاء إلى دفع الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحاكمة في الجنوب، بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005، إلى إعلان استقلال الجنوب من طرف واحد، مما قد يؤدي إلى تجدد النزاع بين الطرفين. وقال سفير في الأمم المتحدة لـ«رويترز»: «خرجت من آخر اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع (في السودان) وأنا أشعر بالقلق الشديد مما سيحصل».

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة في مجالسهم الخاصة إنهم يتوقعون أن يكون الاستفتاء فوضويا، وأن «يتم تأخيره»، لكن هناك مؤشرات على أن الخرطوم سلمت باحتمال خسارة الجنوب وأن أيا من الطرفين لا يريد حربا جديدة. ومن المقرر أن يختار السودانيون الجنوبيون في استفتاء، ينظم في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، ما بين الاستقلال والبقاء ضمن السودان الموحد. ويجري هذا الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل الذي أبرم بين الشمال والجنوب في عام 2005 وأنهى حربا أهلية دامت 22 عاما في السودان وخلفت قرابة مليوني قتيل. وبالتزامن مع الاستفتاء في الجنوب سيجرى استفتاء آخر في منطقة أبيي النفطية الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب ليختار قاطنوها إلى أي الإقليمين يريدون الانضمام.

والتقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة وبحثت معه مسألة الاستفتاء في الجنوب المقرر في التاسع من يناير المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن كلينتون «أكدت التزام الولايات المتحدة التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل» التي وقعت عام 2005، والتي أنهت حروبا بين الشمال والجنوب. وأوضح أن كلينتون «وضعت الخطوات التي نتوقع من السودان، وخاصة الحكومة في الخرطوم، أن يفعلها استعدادا لاستفتاء يناير. وأيضا، أكدت الحاجة إلى رؤية جهود مكثفة لضمان استفتاء سلمي وفي ميعاده في جنوب السودان وفي منطقة أبيي على الحدود بين الجانبين».

وقال المسؤول الأميركي إن طه «أشار إلى المقاطعات التجارية الأميركية نحو السودان». وكان طه مباشرا جدا عندما قال إن هناك أشياء يريد السودان أن يتخلص منها في علاقته المستقبلية مع الولايات المتحدة. كما التقت كلينتون نظيرها الليبي موسى كوسي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.