حركة تهريب السيارات تتضرر بعد سماح إسرائيل بإدخالها حديثة إلى غزة

المهربون في الجانب المصري يراقبون أسعارها وينتظرون الطلب الفلسطيني

TT

توقفت حركة تهريب السيارات عبر الأنفاق بين مصر وغزة، بعد أن سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخال السيارات للمرة الأولى، منذ أن سيطرت حركة حماس على القطاع في يونيو (حزيران) 2007. ودخلت يوم الاثنين الماضي 5 سيارات جديدة و15 سيارة مستعملة مستوردة من كوريا الجنوبية وألمانيا عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر مصرية مقربة من مهربي السيارات المصريين: إن «عمليات التهريب توقفت.. الجميع هنا وداخل غزة يترقبون حركة السوق والأسعار، إذ إن السيارات القادمة من إسرائيل أرخص». وأضافت المصادر أنه يمكن الآن للمشتري من القطاع امتلاك سيارة حديثة إصدار 2009 بمبلغ 20 ألف دولار، في حين كانت تصل مثيلتها المهربة من مصر عبر الأنفاق إلى 30 ألف دولار. وتابعت القول إن أسعار هذه السيارات كانت تنخفض في بعض الأحيان خاصة المسروق منها، حيث لا يشترط المشتري الفلسطيني أي أوراق ثبوتية.

وتقدر مصادر فلسطينية عدد السيارات التي هربت عبر الأنفاق هذا العام بنحو 200 سيارة وبيعت بمثلي سعرها المعتاد.

وكان المهربون من الجانبين المصري والفلسطيني يعتمدون في الماضي على تهريب السيارات، وهي مقسمة إلى أربعة أجزاء ليعاد تجميعها داخل القطاع، إلا أن هذه الطريقة توقفت منذ فترة بسبب عدم توافر عناصر الأمان في هذه النوعية من السيارات.

وقال أحد العاملين في مجال التهريب عبر الأنفاق، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن أصحاب أنفاق السيارات سيتكبدون خسائر كبيرة نتيجة تراجع الطلب على السيارات المهربة وقطع الغيار.. وهم يراهنون الآن على انخفاض أعداد ونوعيات السيارات التي ستسمح إسرائيل بعبورها إلى القطاع. لكنه أضاف أن تكلفة أنفاق تهريب السيارات مرتفعة للغاية، بسبب المواصفات الخاصة التي يقام بها النفق. ويتم تجهيز النفق بأرضية منبسطة بما يتيح للسيارة السير دون أن تتعرض للغرس في التربة الرملية، كما أن جوانب النفق تكون محكمة للغاية بشدادات من الحديد تشبه الألواح المستخدمة في صناعة حاويات البضائع التي تكون على السفن.

وأشار إلى أن أنفاق تهريب السيارات محدودة للغاية ولا تزيد على أصابع اليد الواحدة، بسبب المخاطر الشديدة التي تحيط بمثل هذه النوعية من الأنفاق، وانخفضت أعدادها بشكل ملحوظ بعد أن تمكنت السلطات المصرية من ضبط نحو 12 نفقا منها على الأقل خلال الفترة الماضية. وواصل العامل القول: «عادة لا يتم تهريب السيارات إلى قطاع غزة عبر الأنفاق إلا بناء على طلب الجانب الفلسطيني، فهو الذي يحدد نوعية السيارات المطلوبة والموديل، ويتولى المهرب المصري تجهيزها وإدخالها».

ولا تشغل السيارة عند دخولها النفق، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انهيار النفق جراء الذبذبات الصادرة عن حركة السيارة إضافة إلى إمكانية اكتشافها، لذا فإنه يجري جرها وسحبها.

وفي شهر يوليو (تموز) الماضي، نجح مهربون مصريون في تهريب نحو 48 سيارة حديثة، فقد ابتكر المهربون حيلة طريفة في عملية تهريب السيارات، إذ قاموا بتنظيم موكب ضخم من هذه السيارات وهي مزينة بما يشبه مواكب زفاف، واستقل عشرات المهربين وزوجاتهم وأطفالهم، وهم يطلقون الزغاريد والأغاني، السيارات التي طافت بهم مدينة رفح وهي تحمل زينات الأفراح.

وسمح لهم رجال الأمن بالمرور دون تفتيش أو فحص أوراق السيارات خوفا من تذمر قائديها، باعتبار أنهم في مناسبة ينبغي على الشرطة أن تساعد في إتمامها، بلا إبطاء. إلا أن بعض رجال الأمن المتمركزين على الحدود شعروا بوجود حركة غير طبيعية بمنطقة الدهينية فداهموا المنطقة، وتبادل معهم المهربون إطلاق الرصاص قبل أن يفروا هاربين. وتمكنت الشرطة من ضبط سيارتين فقط من أصل 48. واعتبرت مصادر أمنية مصرية في شمال سيناء أن سماح إسرائيل بدخول السيارات إلى غزة سيؤدي إلى تراجع كبير في عمليات تهريبها.