قوى 14 آذار: «استباحة» حزب الله لمطار بيروت «نيل من هيبة الدولة بأسلوب العصابات»

حرب لـ«الشرق الأوسط»: طلبت توضيحا من وزير الداخلية عما حصل واتخاذ موقف حاسم

TT

لم تهدأ بعد العاصفة السياسية التي أثارها دخول عناصر مسلحة من حزب الله حرم مطار رفيق الحريري الدولي من دون إذن مسبق من إدارة المطار أو المؤسسات الأمنية والسياسية الرسمية المختصة، ودخول المسلحين بشكل علني واستعراضي إلى صالون الشرف، بذريعة توفير الحماية الأمنية للمدير العام السابق للأمن العام اللواء المتقاعد جميل السيد لدى عودته من الخارج، والحؤول دون تنفيذ مذكرة استدعائه للمثول أمام القضاء للتحقيق، بجرم تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري ومرجعيات قضائية وأمنية.

في هذا الوقت، قال وزير العمل بطرس حرب لـ«الشرق الأوسط» إن «التقرير الذي وصل إلى وزير الداخلية زياد بارود عن حادثة المطار لم يقنعني، وأبلغت هذا الأمر للوزير، لأن المعلومات التي يتضمنها من أن المسلحين مرافقي نواب، تتناقض مع ما شاهدناه عبر الإعلام»، وأوضح «إذا كان هؤلاء المسلحون مرافقين لنواب، فليس من حقهم الظهور المسلح، وهذا يتناقض مع القوانين، إلا إذا كان القانون يطبق بشكل مختلف، كما أن رخصة السلاح لا تسمح لحامله بأن يظهره». أضاف حرب «لقد طلبت توضيحا من وزير الداخلية ووعدني بالإفادة، والمطلوب اتخاذ موقف حاسم بذلك»، ولفت النظر إلى أن «ما حصل يشكل سابقة ليست لمصلحة لبنان أبدا ولا يجوز تكرارها»، مشددا على «احترام المؤسسات والقوانين، وتعاون الجميع على احترام هذه القوانين، واتفاق الطائف وتفاهم الدوحة والبيان الوزاري».

وأوضح عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري لـ«الشرق الأوسط»، أن «أفضل من عبر عما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي، هو موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أعرب عن استيائه في جلسة مجلس الوزراء، وكذلك موقف رئيس الحكومة سعد الحريري»، وشدد على «ضرورة المساءلة في ما حصل ولكن ليس بطريقة مرتجلة»، مؤكدا أن «ما حصل في المطار ونقله الإعلام اللبناني والأجنبي أعطى صورة سيئة عن لبنان في الخارج»، وأوضح أن ما «قاله وزير الداخلية زياد بارود في مجلس الوزراء، بأن المسلحين هم مرافقون للنواب، إنما كان ينقل تقريرا لجهاز أمن المطار وليس موقفه الشخصي».

ولفت الوزير جان أوغاسبيان إلى أن «كل العالم شاهد ما حصل وسمع الكلام الذي صدر من المطار، وما زال معالي وزير الداخلية زياد بارود يعتبر أن الأمور طبيعية»، مضيفا «لكن على كل حال لكل واحد رأيه وكل فريق عبر عن رأيه في موضوع استباحة المطار وكل ما نتج عن ذلك، وقلنا إنه لا يجوز أن نغض النظر عما حصل». أشار أوغاسبيان إلى أن «الرئيس ميشال سليمان اعتبر أن حادثة المطار أعطت انطباعا للبنانيين أنهم باتوا في مرحلة محفوفة بالمخاطر».

ورأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار خلال اجتماعها الدوري، أن «السكوت عن استباحة مطار بيروت الدولي جريمة كبرى، لأنه يستهدف النيل من هيبة الدولة بأسلوب العصابات المسلحة»، واعتبرت أن «حزب الله اجتاح حرم المطار مستخدما عدته الجاهزة من جحافل أمنية ومجموعات مسلحة ومشهد سياسي جمع إلى جانب حزب الله ممثلين عن التيار العوني وممثلين عن قوى محسوبة على سورية بصورة مباشرة». وأكدت أن «هذا السلوك يضع الدولة بكل مؤسساتها الشرعية أمام امتحان أن تكون أو لا تكون، وهذه مسألة لا تحتمل موقف الحياد»، مشيرة إلى أن «المواجهة القائمة في لبنان ليست مذهبية أو طائفية بل هي مواجهة مصيرية بين الدولة واللا دولة».

ورأى عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أن الطريقة التي تم الدخول بها إلى مطار بيروت الدولي خلال استقبال جميل السيد السبت الماضي مع هذا العدد الكبير من المسلحين والسيارات من دون لوحات هي انتهاك للقانون ولكل مؤسسات الدولة، لافتا إلى أن هذا الأمر طبع في الذهن أن هناك من يستطيع الدخول إلى المطار مدججا بالسلاح ساعة يشاء». وقال «لم يكن من الممكن سكوت تيار المستقبل عن هذا الخرق للأنظمة والقوانين الذي يعبر عن نمط انقلابي ويتعارض مع منطق الدولة».

أما عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزيف المعلوف، فرأى أن «موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من حادثة المطار كان طبيعيا لأن ما حصل كان خطرا جدا»، لافتا إلى أن «المشهد أظهر تسرعا خلق حالات قلق لدى المواطنين الذين يسألون عن الدولة في هكذا مواقف تدل على أن هناك من يختزل الدولة اللبنانية في أدائه»، وإذ لفت إلى أن «المشهد في المطار لا يدعو إلى الثقة وإعطاء الصدقية إلى حزب الله كمقاومة في وجه إسرائيل»، أشار إلى أن «العراضة العسكرية التي قام بها هذا الحزب وضعت علامات استفهام حول أمن المطار إضافة إلى أن فتح صالون الشرف لجميل السيد خرق للبروتوكولات المعهودة».

بدورها رأت اللجنة التنفيذية لحركة «التجدد الديمقراطي» في بيان لها، أن «البلاد تدخل في أزمة خطيرة غير مسبوقة بحدتها منذ اتفاق الدوحة، بعد الانتهاك الفاضح لحرم مطار بيروت من قبل عناصر مسلحة ونواب ومسؤولين تابعين لحزب يشارك في حكومة الوحدة الوطنية، وبعد التمادي في تحدي سلطة القضاء ومنع الامتثال لإجراءاته والتحريض علنا على مخالفتها وتوفير الحماية المسلحة للمخالفين». وأكدت أنه «لا تكفي التبريرات وادعاءات الحرص على الدولة لتغطية حقيقة حصول هذه الانتهاكات».

واعتبر حزب «الكتلة الوطنية اللبنانية» أن «اجتياح حزب الله لمطار بيروت ومواكبته بالقوة المسلحة للواء جميل السيد أتى ليؤكد للبنانيين وللعالم أجمع أن الهدف الرئيسي لسلاح الحزب هو السيطرة على لبنان وفرض جميع قراراته على الشعب اللبناني». ورأى أن «الأسوأ من هذا كله، دلالاته الخطيرة والتي تشير إلى أن كل مسؤول لبناني أو أجنبي لا يستطيع المغادرة أو الهبوط في مطار بيروت إلا إذا كان حزب الله راضيا بذلك، فمن باستطاعته الدخول عنوة وبالسلاح من دون أي مقاومة أو اعتراض من القوى الشرعية إلى حرم المطار لإخراج جميل السيد يستطيع أن يمنع رئيسا للجمهورية أو رئيسا للحكومة من استعمال المطار وحتى أنه يستطيع أن يمنع أن يطأ أرض لبنان أي رئيس دولة أو مسؤول أجنبي لا يوافق عليه». وسأل «مَن مِن المسؤولين الأجانب عدا الرئيس محمود أحمدي نجاد بالطبع سيفكر بالهبوط في مطار بيروت بعد اليوم من دون الأخذ بالحسبان رأي حزب الله وربما إذنه أيضا؟».