«ماغ» تتوقف عن تنظيف بلدة يحمر جنوب لبنان من القنابل العنقودية بسبب «مضايقات»

رئيس البلدية لـ «الشرق الأوسط»: لا علاقة للأهالي بقرار المغادرة ونناشدها العودة لاستكمال عملها

TT

حزمت 4 فرق تابعة للمجموعة الاستشارية للألغام (ماغ) أمتعتها وغادرت مع آلياتها بلدة يحمر في منطقة النبطية، جنوب لبنان، أول من أمس. وتركت بذلك حقول البلدة وحدائقها ملأى بالقنابل العنقودية، معرضة حياة الأهالي للخطر، خصوصا المزارعين الذين لا يستطيعون التحرك في أراضيهم بسبب كثرة القنابل المدفونة فيها، منذ حرب «يوليو (تموز) 2006».

وفي حين أشارت المعلومات المتداولة إلى أن مغادرة فريق «ماغ» جاءت بقرار من الجيش اللبناني، إثر سلسلة إشكالات مع جهات محلية وحزبية في البلدة، وآخرها منع حزب الله الفريق من متابعة عمله بعد عثوره على ذخائر ومماشط أسلحة قديمة في أحد الحقول بحجة أن الحقل ليس واقعا ضمن منطقة التنظيف، نفى رئيس بلدية يحمر قاسم عليق، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، صحة هذه المعلومات، مؤكدا أن ما «أشيع عن (تضييق) تقوم به البلدية على نشاط فريق (ماغ) ليس صحيحا».

وأوضح أن «لا إشكالات على الإطلاق بين أهالي البلدة وبلديتها مع فريق (ماغ)، وأن الجيش هو من طلب منه المغادرة إلى مكان له أولوية أكثر». وربط مغادرة الفريق بحادثة وقعت قبل عيد الفطر لدى «قيام أحد المتعهدين بتشييد حائط دعم في البلدة وانفجار قنبلتين عنقوديتين أثناء عمل آلياته. وعلى الرغم من مطالبة الجيش المتعهد بوقف العمل، ريثما يحضر فريق (ماغ) فإنه تابع عمله على مسؤوليته الشخصية لالتزامه مع مجلس الإنماء والإعمار بمهلة زمنية لإنهاء العمل». وأشار عليق إلى أن «الأمر أثار حفيظة الجيش اللبناني أول من أمس، وتم الاتصال من قبل المسؤولين العسكريين في المنطقة بفريق (ماغ) والمطالبة بمغادرة البلدة لمعالجة الموضوع».

وكان فريق «ماغ» وصل إلى البلدة عام 2006، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، فور وقف إطلاق النار، ويعمل منذ ذلك الحين في تنظيف البلدة، المشهورة بحقولها الزراعية، من مخلفات الاعتداءات الإسرائيلية. ويأتي قرار مغادرته بعد 4 سنوات من العمل المتواصل، ويحتاج الفريق، وفق رئيس البلدية، إلى سنتين على الأقل لإنهاء عمله بشكل كامل.

وأشار عليق إلى أن «الجيش اتخذ قراره من دون التنسيق مع البلدية أو إعلامها»، لافتا إلى «اتصالات تجريها البلدية مع الجيش ومع منسق عمل (ماغ) في الجنوب محمود حمود»، الذي رفض في اتصال مع «الشرق الأوسط» شرح تفاصيل ما حدث، معتبرا أن المكتب الوطني لنزع الألغام هو الجهة المخولة بالإفصاح عن الموضوع.

وشدد رئيس البلدية على «أهمية عودة الفريق للعمل في تنظيف الحقول والأراضي بين المنازل». وقال: «القنابل العنقودية منتشرة بين المنازل ومنذ شهرين أصيب رجل عجوز أثناء عمله في حديقة منزله نتيجة انفجار قنبلة عنقودية، ولا يزال قيد المعالجة وتحسن وضعه».

وفي بيان أصدره أمس، ناشد عليق فريق «ماغ»، الذي أوقف عمله دون إعلام البلدية بذلك، أن يعود لممارسة عمله في البلدة، مشيرا إلى أن «الخلاف لم يكن مع البلدية ولا مع أهالي البلدة، إنما بين الفريق وأحد المتعهدين الذي يقوم ببناء جدران دعم في البلدة».

والجدير بالذكر، أن المجموعة الاستشارية للألغام (ماغ) تتابع نشاطاتها في لبنان منذ عام 2000، وتركز في عملها على إزالة الكميات الضخمة من الذخائر غير المتفجرة التي يتم العثور عليها في البلدات والقرى الجنوبية. وتكثفت وتيرة عملها منذ يوليو 2006. ووفق موقعها الإلكتروني، فقد تم تنظيف أكثر من 6.6 مليون متر مربع من الأراضي، وتدمير أكثر من 16700 جسم من المخلفات، إضافة إلى تنظيف 223 منطقة خطرة، ومساعدة 450 ألف شخص معرضين لخطر الموت أو الإصابة بسبب المخلفات الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، جدد مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أمس مطالبة لبنان «بالحصول على كامل الخرائط الموجودة بحوزة العدو الصهيوني التي تدل على الأماكن التي ألقيت فيها هذه القنابل تمهيدا لإزالتها»، مذكرا بأن «إسرائيل لا تزال ترفض تسليم هذه الخرائط بشكل كامل، كما أنها لا تزال ترفض الانضمام للاتفاقية الدولية لحظر استخدام القنابل العنقودية ما يدل على سياستها العدوانية الإجرامية تجاه الأبرياء والعزل من اللبنانيين في حين أن لبنان قد سارع إلى الانضمام لهذه الاتفاقية».