مخارق الأوفر حظوظا لقيادة أعرق اتحاد عمالي في المغرب

رحيل المحجوب بن الصديق فتح باب الصراعات الداخلية

TT

يواجه «الاتحاد المغربي للشغل» أعرق اتحاد عمالي في المغرب مشكلة تعد الأولى من نوعها منذ تأسيسه عام 1955، وذلك بعد غياب قائده التاريخي المحجوب بن الصديق الذي غيبه الموت الأسبوع الماضي، والذي ظل يقود النقابة منذ تأسيسها وحتى رحيله، حيث يفترض أن يختار من يخلف بن الصديق، وفي الوقت نفسه يحافظ على وحدته.

وفي انتظار انعقاد المجلس الوطني الذي سيحدد موعدا للمؤتمر العام للاتحاد، يواصل الميلودي مخارق، نائب الأمين العام، تسيير شؤون الاتحاد العمالي الأكبر في المغرب. وقالت مصادر نقابية إن أي شيء لم يتغير، لأن مخارق كان يمارس هذه المهام مند وقت طويل بسبب معاناة المحجوب بن الصديق مع المرض.

ورغم أن الجميع في الاتحاد العمالي يتحاشون الحديث عن خلافة بن الصديق، فإن التوتر حول هذه المسألة والصراعات الداخلية بين مختلف الشخصيات والتيارات المكونة له ليس وليد اليوم. وفي كواليس الاتحاد العمالي يجري تداول عدة أسماء كمرشحين محتملين لخلافة بن الصديق، على رأسهم الميلودي مخارق، الذي يمارس مند مدة مهام الأمين العام بحكم الأمر الواقع. ويتمتع مخارق بعدة ميزات، منها عدم انتمائه السياسي، الذي يشكل ورقة أساسية في المنافسة على موقع الأمين العام لاتحاد عمالي جعل من شعار «فصل الخبز عن السياسة» مبدأ غير قابل للتنازل. بالإضافة إلى أنه يقود نقابة التكوين المهني التي تعتبر من أقوى النقابات المنتمية للاتحاد.

المنافس الثاني الأوفر حظا إلى جانب مخارق، هو عبد الحميد أمين، الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والأمين العام الحالي لنقابة «الاتحاد النقابي للموظفين». غير أن انتماء عبد الحميد أمين السياسي إلى حركة النهج الديمقراطي، التي تعد امتدادا لمنظمة «إلى الأمام» الماركسية اللينينية، يشكل أكبر عائق لإقناع باقي التيارات المكونة للاتحاد، والتي تتباين مرجعياتها السياسية بين الاشتراكية الاجتماعية لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) والليبرالية المحافظة لحزب الاتحاد الدستوري.

الشخصية الثالثة التي ترشحها التكهنات في الأوساط النقابية هي شخصية فاروق شهير، الأمين العام لنقابة البنوك، التي تعتبر بدورها من أهم النقابات المنتمية للاتحاد المغربي للشغل. أما الاسم الرابع الذي يمكن أن يشكل المفاجأة فهو فؤاد بن الصديق، ابن شقيق المحجوب بن الصديق، والذي كان بالنسبة للأمين العام الراحل بمثابة ابنه وذراعه اليمنى وصندوق أسراره. وكان المحجوب حريصا على إعداد فؤاد لخلافته، وتبدو بصمات المحجوب واضحة على مسار فؤاد الدراسي والمهني مند أن وضعه تحت كنفه.