واشنطن: الغرب مهدد بتنامي نشاط الجماعات الإرهابية

فرنسا المتأهبة لعمل إرهابي تتفاجأ بعملية خطف أخرى لـ 3 من مواطنيها في نيجيريا

شرطي فرنسي أمام مدخل المسجد المركزي في العاصمة باريس (أ.ب)
TT

قالت وزيرة الأمن القومي الأميركية جانيت نابوليتانو، أمس، إن «تنامي نشاط» الجماعات الإرهابية يشير إلى ازدياد التهديدات ضد الدول الغربية بما فيها الدول الأوروبية.

وقالت نابوليتانو ردا على سؤال حول تنامي المخاطر الإرهابية في أوروبا، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، «إننا نشهد جميعا تنامي نشاطات مجموعة أكثر تنوعا من الجماعات ومجموعة أوسع من التهديدات».

وأضافت أن التهديد، الذي وصفته بأنه «إسلامي بشكل أساسي»، «موجه ضد الغرب بصورة عامة»، مشيرة إلى أنها ستبحث الأمر مع نظرائها الأوروبيين الأسبوع المقبل. وعلى صعيد الوضع داخل الولايات المتحدة، حذرت نابوليتانو من أن «الخطر الإرهابي لديه وجه جديد، هو وجه إرهابيين محليين، أي مواطنين أميركيين جنحوا إلى التطرف هنا ويتلقون تدريبا، سواء على الأراضي الأميركية أو في الخارج».

كما حذر مايكل لايتر، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب خلال الجلسة ذاتها، من أن المؤامرات التي دبرها مواطنون أميركيون أو مقيمون بالولايات المتحدة خلال العام الماضي «تخطت عدد ووتيرة محاولات الاعتداء في أي عام منذ اعتداءات سبتمبر (أيلول) 2001».

وأضاف أن «تنوع المواطنين والمقيمين الأميركيين المنتسبين إلى «القاعدة» أو المتحالفين معها أو الذين يستوحون ممارساتهم منها، والذين تآمروا على الولايات المتحدة العام الماضي، يوحي بأن الخطر الذي يحدق بالدول الغربية أصبح أكثر تشعبا». وأشار إلى «التحدي القاضي برصد مجموعة من المؤامرات تزداد تنوعا والتصدي لها». إلى ذلك، ترى الحكومة الفرنسية أن هناك «تهديدا كبيرا بوقوع اعتداء»، داعية إلى البقاء في حالة «يقظة شديدة»، كما أكد المدير العام للشرطة الوطنية فردريك بيشنار أمس.

الى ذلك أعلنت باريس أمس أنها تثبتت من صحة إعلان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن خطف 7 أشخاص بينهم 5 فرنسيين الخميس الماضي في النيجر. وجاء هذا فيما خطف 3 فرنسيين آخرين لكن هذه المرة في مياه نيجيريا الإقليمية، ووسط هواجس أمنية تتملك الفرنسيين من احتمال وقوع عمل إرهابي في بلادهم.

وتطرق المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إلى قضية الرهائن الذين خطفوا في النيجر، فقال: «لم نتلق أدلة على أنهم أحياء، لكن لدينا أسباب جيدة تدعو إلى الاعتقاد بأن الرهائن على قيد الحياة». وتابع «يمكننا تأكيد صحة تبني» تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عملية الخطف. وسئل ما إذا كانت فرنسا تلقت رسالة ثانية من تنظيم القاعدة يحدد فيها مطالبه، فرد بالنفي وقال «لم تردنا حتى الساعة تصريحات أخرى من (القاعدة) في بلاد المغرب الإسلامي».

وخطف الفرنسيون الخمسة إضافة إلى توغولي وملغاشي، وهم موظفون في مجموعتي «أريفا» و«ساتوم» الفرنسيتين، في 16 سبتمبر (أيلول) الحالي في موقع أرليت لاستخراج اليورانيوم شمال النيجر. وبثت قناة الجزيرة مساء أول من أمس تسجيلا صوتيا قالت إنه لمتحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يتبنى فيه عملية الخطف ويعلن أن التنظيم سيوجه مطالبه إلى فرنسا لاحقا.

كما بث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بيانا آخر، قال فيه إنه ألحق «هزيمة نكراء» بالجيش الموريتاني بقتله «19 عسكريا» في المعارك التي جرت بين 17 و19 من الشهر الحالي، وفق ما أفادت وكالة «نواكشوط إن فورميشنز» الموريتانية على الإنترنت.

وفي مالي، قدم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، خلال لقاء جمعه مع أعيان من العرب الماليين في باماكو الليلة قبل الماضية، اعتذاره عن الماليين الذين قتلوا في قصف للطيران الموريتاني خلال الأيام الماضية في عمليات كانت موجهة ضد عناصر «القاعدة». وكان القصف تسبب في قتل امرأتين من العرب شمال تومبوكتو بمالي.

وأضاف الرئيس ولد عبد العزيز، الذي يوجد الآن في باماكو بدعوة من نظيره المالي توماني توري بمناسبة عيد استقلال بلاده، أن هذا النوع من الأخطاء يقع في مثل هذه الحالات، مضيفا أنه لا يجوز التفاوض مع أي تنظيم يتبنى الفكر الإرهابي، بيد أنه يتفهم الموقف الرسمي لدولة مالي، والظروف التي يعيشها السكان المحليون.

من جهة أخرى قالت وزارة العدل الأميركية إنها تراقب 11 حالة يشتبه في أنها تنطوي على تمييز ضد المسلمين في استخدام الأراضي. وشهد عدد الحالات ارتفاعا كبيرا بموجب قانون اتحادي وضع لحماية الأقليات الدينية في نزاعات تقسيم المناطق. وأفاد قسم الحقوق المدنية التابع لوزارة العدل، في تقرير حول التمييز ضد المساجد والمعابد اليهودية والكنائس وغيرها من المواقع الدينية، بأنه رصد 18 حالة من التمييز المحتمل ضد المسلمين على مدى السنوات العشر الماضية. وتم فتح ثمانية من هذه المواقع في مايو (أيار)، أي في الوقت الذي جذبت فيه خطط لإقامة مسجد ومركز إسلامي بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي في منطقة مانهاتن السفلى، الذي شهد هجمات سبتمبر (أيلول) عام 2001 - انتباه وسائل الإعلام وتسببت في حالة من الغضب السياسي على مستوى الولايات المتحدة. ورد زعماء دينيون على الجدل وعلى تهديد بحرق مصاحف في فلوريدا بالضغط على الرئيس الأميركي باراك أوباما لإعلان تأكيده الحريات الدينية بشكل أكبر. ولم يتطرق التقرير إلى المركز الإسلامي المقرر إقامته في نيويورك والذي يعرف باسم «بيت قرطبة» بالقرب من «غراوند زيرو». ولم تعلق متحدثة باسم وزارة العدل الأميركية على مراقبة حالات التمييز، لكنها نفت فتح تحقيقات في هذه الحالات.