هولبروك: بطء التقدم في أفغانستان لا يغير خطط الانسحاب

قال إن الاستقرار يتحقق بوتيرة أبطأ من المتوقع

جندي أميركي يفتش مواطن أفغاني في جنوب أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

قال ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان إن الاستقرار يتحقق في أفغانستان بوتيرة أبطأ من المتوقع، لكن هذا لن يثني على الأرجح الرئيس الأميركي باراك أوباما عن البدء في سحب قواته المقاتلة من هناك العام المقبل. وأضاف هولبروك: «الأمر الوحيد الذي يمكنني تصوره هو أن الرئيس سيفعل ما قال إنه سيفعله»، ويبدأ سحب القوات «بطريقة حذرة ومسؤولة». وقال هولبروك لقمة «رويترز» في واشنطن من نيويورك: «كان الرئيس يتحدث عن القوات القتالية وسياسة لسحب القوات وفقا للظروف. لم يحدد موعدا نهائيا لسحب القوات.. وأوضح أنه ستكون هناك مساعدات اقتصادية وتنموية مستمرة ودعم مستمر لتدريب وتزويد قوات الجيش والشرطة الأفغانية بالمعدات والأموال».

وهولبروك خبير في حل الأزمات بدأ حياته المهنية في فيتنام وساعد في وقت لاحق في التوصل إلى اتفاقات سلام البوسنة، وهو موجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن زار المناطق المنكوبة بالفيضانات في باكستان، وبعد أيام من الانتخابات البرلمانية في أفغانستان. ومع محاولة متشددين من حركة طالبان إعاقة التصويت فإن الانتخابات التي جرت يوم السبت في أفغانستان، والإعلان النهائي للفائزين فيها اختبار لاستقرار حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بعد انتخابات الرئاسة التي جرت العام الماضي وشابها تزوير.

وتحظى الانتخابات الأفغانية أيضا بمتابعة عن كثب قبل مراجعة أوباما لاستراتيجيته في ديسمبر (كانون الأول)، التي من المرجح أن تحدد وتيرة وشكل سحب القوات الأميركية من أفغانستان. وأدلى نحو 3.6 مليون أفغاني بأصواتهم رغم العنف الذي قتل 17 شخصا على الأقل. وقدمت حتى أمس قرابة ثلاثة آلاف شكوى رسمية من تزوير وترويع وأمور أخرى. وقال مراقبون أجانب إن العنف لم يكن بنفس قوة ما حدث العام الماضي، لكن من المبكر للغاية وصف الانتخابات بأنها ناجحة.

ومثل مسؤولين أميركيين آخرين، قال هولبروك إن إجراء انتخابات في أفغانستان في وقت الحرب يعد نجاحا في حد ذاته. واعترف هولبروك بأن بعض العناصر المدنية في الاستراتيجية الأميركية لإحلال الاستقرار في أفغانستان لا تسير بوتيرة سريعة كما كان متوقعا، ومن بينها جهود للمصالحة مع مقاتلين معتدلين في حركة طالبان وإعادة دمجهم في المجتمع الأفغاني. وأشار هولبروك إلى أن مانحين دوليين ساهموا بنحو 300 مليون دولار في صندوق يشجع العملية، وأن الولايات المتحدة تدعم برنامج كرزاي. وقال: «لا يسير التقدم بوتيرة سريعة كما ينبغي. من القوانين الراسخة في أفغانستان على ما يبدو لي أن تسير الأمور بوتيرة أبطأ مما يقول الناس.. والسؤال ليس هو: هل أنت ملتزم بالجدول؟ بقدر ما هو: هل تحرز تقدما؟».