مصادر الإسلاميين: مقتل خليفتي «الممول» و«ناقل المؤن» لتنظيم القاعدة في غارة أميركية

تحدثت عن «اختراق واسع يضعف التنظيم».. ولاحظت انخفاض عدد العرب على الحدود الأفغانية

TT

كشفت مصادر الإسلاميين أمس عن أن «الخليفتين المنتظرين لكل من ممول تنظيم القاعدة وناقل المؤن له، لقيا مصرعهما في غارة أميركية على الحدود الباكستانية الأفغانية». وأضافت أن الغارة قتلت عبد الرحمن، وهو ابن ممول «القاعدة» المصري الأصل الراحل مصطفى أبو اليزيد، وقتلت أيضا نجل الناقل الشهير لمؤن «القاعدة» هناك، الأفغاني الراحل أمير الفتح. وأوضحت المصادر «تم التأكد من مقتل الشابين في غارة أميركية الأسبوع الماضي.. لقد لحقا بأبويهما اللذين قتلتهما القوات الأميركية أيضا في السابق»، مشيرة إلى أن ابن مصطفى أبو اليزيد وابن أمير الفتح كان ينظر إليهما قبل مقتلهما الأسبوع الماضي باعتبار أنهما يمكن أن يسدا الفراغ الذي تركه والد كل منهما». يأتي هذا في وقت أفادت فيه مصادر ذات علاقة بأوضاع «المجاهدين العرب» المنضوين تحت لواء تنظيم القاعدة في مركزه الرئيسي بمنطقة القبائل على الحدود الباكستانية الأفغانية، بأن عدد هؤلاء المجاهدين آخذ في التناقص خلال الأشهر الأخيرة، بسبب شعور عام بأن المنطقة التي يوجدون فيها أصبحت مخترقة، وهو ما وصفه منظر الجماعة الإسلامية في مصر الدكتور ناجح إبراهيم بأنه «اختراق واسع من شأنه أن يضعف (القاعدة) هناك». وكان عبد الرحمن الذي جاء مصرعه الأسبوع الماضي ضمن سلسلة من العمليات المشابهة، معروفا في تنظيم القاعدة باسم «يعقوب» ويعتبر أحد خلفاء والده، مصطفى أبو اليزيد، الممول الرئيسي للتنظيم طيلة أكثر من عشر سنوات، وذلك حسب مصادر الإسلاميين.

وقالت المصادر إن عبد الرحمن البالغ من العمر 22 سنة كان يحظى بأهمية خاصة في الأوساط العربية والأجنبية خاصة على الحدود الأفغانية الباكستانية، مشيرة إلى أن أبناء القيادات العربية والأفغانية والباكستانية، سواء في تنظيم القاعدة أو في أوساط المجاهدين، يحظون بأهمية ويعاملون باعتبارهم خلفاء لآبائهم في المهام التي كانوا يقومون بها.

وترجع أصول عبد الرحمن ووالده لمحافظة الشرقية بمصر، وكان عبد الرحمن متزوجا من ابنة القيادي في تنظيم القاعدة محمد خليل الحكايمة الذي كان يلقب باسم «أبو جهاد المصري» قبل مقتله هو الآخر في غارة مماثلة قبل سنوات.

وبدا من إفادات المصادر أن عبد الرحمن ونجل أمير الفتح، الذي لم يعرف اسمه، كانا في مكان واحد حين استهدفتهما الغارة الأميركية، مشيرة إلى أن الأخير كان مرتبطا بخطوبة بابنة أبو اليزيد «التي قتلت مع والدها في عملية مشابهة منتصف هذا العام».

ووالد عبد الرحمن (مصطفى أبو اليزيد) يعد الرجل الثالث في تنظيم القاعدة والقائد العام للتنظيم في أفغانستان منذ 2007، وعرف بلقب «الشيخ سعيد المصري»، ولقي مصرعه في غارة أميركية بطائرة من دون طيار في يونيو (حزيران) الماضي، وهي الغارة نفسها التي قتل فيها كذلك عدد من أفراد أسرته من بينهم زوجته وحفيدته. وتحدثت المصادر عن أن الأميركيين كانوا يسعون على ما يبدو للقضاء على «عبد الرحمن» خوفا من أن يزيد من قوة «القاعدة» بعد خلافة والده في أمور تمويل التنظيم وفي لعب دور قناة الاتصال بين زعيم «القاعدة» وحركة طالبان.

ويعد أمير الفتح (والد القتيل الآخر) من القادة الكبار أيام الجهاد الأفغاني ضد الوجود السوفياتي. وأشارت المصادر إلى أن ابن أمير الفتح كان يحظى بأهمية خاصة باعتباره ابنا لقيادي في «القاعدة» ومن القادة الكبار أيام الجهاد الأفغاني ضد الوجود السوفياتي.. «ابنه ينظر إليه كرجل يقتفي آثار والده الشهيد في توفير المؤن للمجاهدين العرب والأجانب في أفغانستان». وقالت المصادر إن أسرة عبد الرحمن تربطها علاقة نسب بأسرة الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية بمصر، الشيخ عمر عبد الرحمن، المسجون مدى الحياة في أميركا منذ عام 1995 لاتهامه بالتخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي سنة 1993، مشيرة إلى أن إحدى شقيقات عبد الرحمن مصطفى أبو اليزيد متزوجة من ابن الشيخ عمر عبد الرحمن، محمد، الذي أفرج عنه مؤخرا بمصر بعد أن كان محتجزا لدى الأميركيين في أفغانستان منذ عام 2003. وأبدى محمد أمس عدم رغبته في التحدث في موضوع مقتل شقيق زوجته.