داخلية حماس: اعتقلنا عملاء شاركوا في اغتيال قادة مقاومين

في مؤتمر صحافي في غزة عرضت فيه أجهزة قالت إنها استولت عليها منهم

مسؤول امني في حماس يعرض كاميرا فيديو على شكل علبة اوراق ناعمة (مناشف) يستخدمها عملاء اسرائيل في غزة، امس (أ.ب)
TT

قالت وزارة الداخلية المقالة في قطاع غزة إن عملاء لإسرائيل اعتقلوا في الآونة الأخيرة في قطاع غزة، كان لهم دور بارز في قتل وملاحقة عدد من قادة فصائل المقاومة، منذ الانتفاضة الأولى وحتى الحرب الأخيرة على القطاع. وعرضت في مؤتمر صحافي بعض الأجهزة التي كان يستخدمها العملاء في عمليات التجسس، ومنها كاميرا فيديو على شكل علبة ورق، تبعث بإشارات مباشرة وحية.

وكشف إيهاب الغصين المتحدث باسم الداخلية المقالة، في مؤتمر عقد في ظل شائعات كثيرة في غزة حول هويات العملاء وطبيعة اعترافاتهم، عن عددٍ من الجرائم ارتكبها هؤلاء العملاءن لكن دون أن تعطي تفاصيل دقيقة حول أسماء وعدد وأهمية ومواقع العملاء وأي الفصائل يتبعون.

وقال الغصين في مؤتمر صحافي أمس شاركه المسؤول الأمني أبو عبد الله لافي، إن «حالة العمالة قليلة العدد ومحدودة الوجود في ساحتنا الفلسطينية إلا أنها تمثل خطرا حقيقيا تجاه الشعب في وحدته ومقاومته». وتحدث الغصين عن دور العملاء «الواضح» في الحرب على الشعب الفلسطيني، «على الصعيدين المعلوماتي والميداني». متهما عناصر من فتح بالمشاركة في جمع معلومات عن المقاومة.

وتطرق الغصين إلى أهم ما جاء في اعترافات العملاء الذين اعتقلتهم داخلية حماس أو سلموا أنفسهم طواعية، خلال الحملة التي شنتها الداخلية الشهرين الماضيين على العملاء. وقال الغصين إن العملاء قاموا «بجمع معلومات أمنية ساعدت ودعمت معلومات المخابرات الإسرائيلية في ما سمي بنك الأهداف الذي اعتمد عليه جيش الاحتلال في تحديد الأهداف المراد قصفها في غزة».

وقدم الغصين أمثلة حول عمليات نفذتها إسرائيل بناء على معلومات من عملاء اعترفوا بذلك، من بينها، اغتيال القائد العام لسرايا القدس الشهيد ماجد الحرازين في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2007. وتصفية مجموعة من كتائب «شهداء الأقصى» فجر 7 يونيو (حزيران) 2010، خلال تدريبهم على شاطئ البحر، وإفشال عملية «غزوة الخيول» في 8 يونيو 2009، بعد أن أدلى عميل بمعلومات مفصلة عن مكان تحرك المنفذين مما أدى إلى استهدافهم، واغتيال إبراهيم أبو علبة قائد كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، في 15 أبريل (نيسان) 2008.

وتحدث الغصين عن منازل ومواقع أمنية وسيارات ومؤسسات قصفتها إسرائيل بناء على معلومات هؤلاء العملاء. وأقر الغصين أنه من بين العملاء الذين اعتقلوا من يعملون في فصائل المقاومة من دون أن يسميها. مثمنا تعاون فصائل المقاوم مع داخلية غزة.

ورغم أن الغصين امتنع عن كشف أسماء عملاء، لكنه تطرق إلى اسم واحد فقط، لم تستطع الأجهزة الأمنية اعتقاله بعد أن غادر إلى رام الله، ونشير إليه بالأحرف الأولى، «ج. س» الذي قال إن دلائل كثيرة تدينه وإنه سيحاكم.

ومن بين المعلومات المهمة التي كشف عنها الغصين، مشاركة بعض العملاء مع الجيش الإسرائيلي في التنفيذ، منها عملية اختطاف القائد القسامي، مهاوش القاضي، من مدينة رفح في سبتمبر 2007، واغتيال القائد القسامي عماد أبو حجير في جحر الديك، واغتيال القائد القسامي رياض أبو زيد. عرضت الداخلية المقالة بعض الأجهزة التقنية كانت بحوزة العملاء واستولت عليها، ومن مهامها رصد وتصوير وتحديد أهداف لاستهدافها. وفاخر الغصين بأن الأجهزة الأمنية أثبتت قدرتها ونجاحها الكبير في توجيه ضربات أمنية موجعة لهذه الفئة الخارجة عن أخلاق وضمير الشعب. ونفى الغصين في ذات الوقت ما روج من إشاعات في الشارع الفلسطيني حول أسماء واعترافات لأشخاص قيل إنهم عملاء، وقال: «إن الإشاعات في الشارع الفلسطيني روجها طرفان أساسيان؛ الأول مخابرات العدو وذلك لإرباك الساحة الوطنية، والثاني مواقع لحركة فتح تريد خلط الحابل بالنابل في محاولة لتشويه الإنجاز الذي حققته الأجهزة الأمنية الوطنية التي تعمل من أجل الوطن ولا تقوم مثلهم بالتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال». وأضاف الغصين: «إن كل ما نشر من إشاعات غير صحيح بالمطلق. وتحديدا ما تم التركيز عليه في القطاع الصحي».