البيت الأبيض يقلل من الصراعات الداخلية بين مساعدي أوباما

الجنرالات اختلفوا مع الرئيس الأميركي.. وغيبس يؤكد أن الكتاب سيظهر أوباما كزعيم حاسم برؤية تحليلية

الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث للصحافيين وإلى جانبه الجنرال ديفيد بترايوس ووزير الدفاع روبرت غيتس أمس («نيويورك تايمز»)
TT

بعد صدمة نشر تفاصيل اجتماعات سرية داخل البيت الأبيض عن حرب أفغانستان، وتصريحات للرئيس باراك أوباما يفهم منها أنه غير متحمس للانتصار في الحرب، بدأ، أمس، البيت الأبيض حملة إعلامية مضادة. ويريد البيت الأبيض مواجهة نتائج كتاب جديد يتحدث عن صراع مرير بين مساعدي الرئيس أوباما حول استراتيجية الحرب في أفغانستان، مع تشكيك بعضهم في نجاحها.

أصدر كتاب «حروب أوباما» بوب وودورد، الصحافي البارز في صحيفة «واشنطن بوست». وصور فريق الأمن الوطني كفريق منقسم بشدة بشأن السياسة نحو أفغانستان.

ولم يفند البيت الأبيض ما كتب الصحافي وودورد، لكنه قلل من الصراع الداخلي الذي قدمه الصحافي بتفصيل.

وأكد روبرت غيبس، المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض: «عند قراءة الكتاب بالكامل، سيظهر أن أوباما زعيم حاسم، اتسم برؤية تحليلية في مراجعة سياسات بلاده نحو أفغانستان». وأضاف: «الرئيس قاد عملية مدروسة ومتعمدة. وأدار نقاشا مكثفا حول أهمية عدم التورط في شيء غير محدد بزمن في أفغانستان. وحول مدى خدمة ذلك لمصالحنا الوطنية».

ولاحظ مراقبون في واشنطن أن الكتاب جاء قبل خمسة أسابيع من انتخابات الكونغرس. لكنهم يستبعدون أن يكون له تأثير كبير، لأن أفغانستان لم تنل اهتماما كبيرا في الحملة الانتخابية، ولأن الناخبين يركزون على المواضيع الاقتصادية.

لكن، لا يمكن إخفاء أهمية ما كشف الصحافي وودورد، الذي اشتهر بلقاءاته الساخنة مع الرؤساء الأميركيين، عن صورة ليست جميلة في بعض الأحيان للعمل داخل «مجلس الحرب» (مجلس الأمن الوطني). منها تراشق بعبارات شخصية، أو بعبارات لاذعة.

حسب الكتاب، يظهر أوباما مختلفا مع كبار القادة العسكريين، خاصة الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وخاصة خلال مراجعة الاستراتيجية في السنة الماضية، عندما أرادا زيادة عدد القوات في أفغانستان، ولم يكن الرئيس أوباما مستعدا لذلك.

وحسب الكتاب، قرر أوباما، بعد أن ضغط على مستشاريه العسكريين لوضع خطة للخروج، إرسال 30 ألف جندي إضافي. وأنه أرفق ذلك بتعهد بالبدء في سحب القوات في يوليو (تموز) المقبل.

ونقل الكتاب على لسان أوباما قوله: «لا يمكنني فقد الحزب الديمقراطي كله». وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن معارضي أوباما فسروا هذا بأنه «تراجع عن هدفنا الرئيسي» في أفغانستان. وأنه «وضع لمصلحة أوباما الشخصية للفوز في الانتخابات القادمة على مصالح جنودنا في ساحة الحرب».

وقال الكتاب إن ريتشارد هولبروك، مبعوث أوباما لأفغانستان، قال إن استراتيجية أوباما «لا يمكن أن تنجح». وإن اللفتنانت جنرال دوغلاس لوت، مستشار أوباما العسكري، قال إن خطة أوباما «لن تضيف الكثير».

ووصف الكتاب أوباما بأنه «رئيس محترف»، ويكلف مستشاريه «بواجبات». لكنه غضب مما اعتبره محاولات من جانب قادة عسكريين لإجباره على الموافقة على توصياتهم.

ونقل الكتاب عن معلومات استخبارية أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي يعاني من «ديبريسيف مانياك»(اكتئاب جنوني). وأنه يعالج بأدوية.

ومن بين المقتطفات التي نشرتها «نيويورك تايمز»:

- جو بايدن نائب الرئيس، يصف هولبروك بأنه «أكبر مغرور قابلته في حياتي».

- تهكم مسؤولون من مستشار أوباما للأمن الوطني، الجنرال المتقاعد جيمس جونز.

- وصف هو بعض مستشاري أوباما بأنهم «جراثيم تطفو على سطح الماء».

- اعتقد الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن نائبه الجنرال جيمس كارترايت يتصرف دون علمه.

- وصف الجنرال كارتر رئيسه بأنه «ليس مقاتل حرب».