واشنطن تحث الصين واليابان على الحوار.. وتنفي لعب دور الوسيط

احتجاز بكين 4 يابانيين بشبهة تصوير غير قانوني يعقد الأزمة بين البلدين

TT

حضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الصين واليابان على الحوار لحل الأزمة الناجمة عن خلاف بحري بين البلدين وذلك بعد لقائها أمس نظيرها الياباني سيجي ماهيرا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين إن وزيرة الخارجية الأميركية «شجعت الحوار» خلال هذا اللقاء وأعربت عن الأمل في «التوصل إلى حل هذه المشكلة سريعا». وأوضح أيضا أن واشنطن لا تقوم بوساطة بين الدولتين لوضع حد للأزمة.

وتمر بكين وطوكيو بأخطر أزمة دبلوماسية منذ 2006 نجمت عن تفتيش سفينة صينية اصطدمت بسفينتين يابانيتين قرب مجموعة جزر تسمى سينكاكو باليابانية ودياويو بالصينية، في السابع من الشهر الحالي، في منطقة شرق بحر الصين يتنازع البلدان ومعهما تايوان السيطرة عليها. وأسفرت العملية عن احتجاز اليابان لقبطان سفينة الصيد الصينية.

وفيما بدا تعقيدا للأزمة الناجمة بين البلدين بسبب احتجاز اليابان للقبطان الصيني، قالت بكين من جانبها، أمس، إنها تحقق مع أربعة يابانيين يشتبه في أنهم دخلوا منطقة عسكرية وقاموا بتصوير أهداف عسكرية بالفيديو بشكل غير قانوني. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن «السلطات الأمنية للدولة في شيجياشوانغ عاصمة هيبي اتخذت إجراءات ضد أربعة أشخاص طبقا للقانون بعد تلقي تقرير عن أنشطتهم غير المشروعة». وتبدو هذه التحقيقات كنوع من الضغط الصيني على اليابان لإطلاق سراح قبطان السفينة المحتجز في اليابان.

وكانت بكين علقت الاتصالات رفيعة المستوى مع اليابان بسبب احتجاز قبطان السفينة كما أجلت محادثات حول زيادة عدد الرحلات الجوية بين الصين واليابان.

في غضون ذلك، نفى مسؤول تجاري صيني أمس تقريرا لصحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأن الصين حظرت تصدير المعادن النادرة إلى اليابان بعد اعتقال قبطان السفينة قرب الجزر المتنازع عليها. وذكر التقرير الذي نسبته الصحيفة إلى خبراء في الصناعة لم تسمهم أن الحظر التجاري المبدئي لكل صادرات المعادن النادرة سيستمر حتى نهاية الشهر الجاري. وقال تشن رونغ كاي المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية «الصين لم تقم بأي إجراءات لحظر صادرات المعادن النادرة إلى اليابان. لا أساس لهذا». وتابع: «لا أدري كيف جاءت نيويورك تايمز بهذا، لكنه ليس صحيحا. ليس ثمة إجراءات من هذا القبيل».

وهدد رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو هذا الأسبوع باتخاذ خطوات للرد على اليابان ما لم تطلق سراح قبطان السفينة الصينية الذي تتهمه طوكيو بالاصطدام عمدا بسفينتين تابعتين لخفر السواحل الياباني. كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن تجار كبار للمعادن النادرة في الصين واليابان قولهم إنهم لم يسمعوا بأي حظر.

والمعادن النادرة مجموعة من 17 عنصرا من بينها اليتريوم واللانثانيوم اللذين يستخدمان بكميات ضئيلة في صناعة البطاريات وأجهزة الكومبيوتر والأسلحة وتطبيقات أخرى. وتوجد هذه المعادن مجتمعة بوجه عام. والصين هي المصدر الأول للمعادن النادرة حيث أتى منها 97% من الإمدادات العالمية في 2009. وتعني التخفيضات الحادة في حصص التصدير في النصف الثاني من العام الحالي أن إجمالي حصص التصدير في 2010 يقل بنحو 40% عن مستويات 2009.

وقال بروس جانج خبير المعادن النادرة لدى «اشن ميتال للاستشارات»: «جرى تقليص حصص صادرات المعادن النادرة بشكل حاد وقد استنفدت أساسا. لا يمكنك تصدير أي منها إلى أوروبا أو الولايات المتحدة. الناس تظن أن الأمر متعلق باليابان لكنه ليس كذلك». وتابع: «هذا ليس له علاقة بحادثة قارب الصيد. حصص التصدير صدرت قبل ذلك بفترة طويلة».