فرنسا تحذر من تحول أوروبا إلى «لعبة توازن بين أميركا والصين»

باريس تنتقد استمرار الدول الأوروبية في خفض ميزانياتها العسكرية

TT

شددت فرنسا لهجتها أمس محذرة شركاءها في الاتحاد الأوروبي من أن الاستمرار على الوتيرة الحالية في خفض الميزانيات العسكرية سيحول أوروبا إلى «محمية» وربما الخضوع إلى «هيمنة مشتركة صينية أميركية».

وقال وزير الدفاع الفرنسي إيرفيه موران، عقب اجتماع مع نظرائه الـ26 في الاتحاد الأوروبي في غاند (شمال بلجيكا) خصص للقدرات العسكرية، إن «معظم الدول الأوروبية عدلت عن طموح بسيط يتمثل في أن يكون للأوروبيين أداة عسكرية تمكنهم من أن تكون لهم كلمتهم في شؤون العالم». وفي معرض إطلاعه الصحافيين عما قاله لنظرائه أثناء عشاء مساء أول من أمس وجلسة عمل صباح أمس، قال الوزير الفرنسي: «بالوتيرة الحالية، أخذت أوروبا تتحول تدريجيا إلى محمية، وفي غضون خمسين سنة سنتحول إلى لعبة توازن القوى الجديدة، أو سنخضع إلى هيمنة مشتركة صينية أميركية». وأعرب موران عن قلقه من أنه في حين «تقوم كل دول العالم بإعادة التسلح» تستعد الدول الأوروبية، التي كانت ميزانياتها العسكرية «أصلا ضعيفة» قبل الأزمة الاقتصادية، إلى «القيام بخفض جديد في ميزانياتها».

وبعد الإشارة إلى أن القضية قضية إرادة، دعا الوزير الفرنسي دول الاتحاد الأوروبي إلى القيام بلا تأخير بتحليل أهدافها في المجال العسكري. وقال موران: «لا بد من تحليل قدرات نريد أن نحتفظ بها سيادية، وتلك التي نريد التشارك فيها، وتلك التي قد تستخدم مع الآخرين».

وقال موران إن غالبية الدول الأوروبية تخلت عن فكرة ضمان امتلاك قدرات عسكرية فعالة للسعي نحو تأثير أكبر في العالم، ولكن يجب على أوروبا أن تساعد في الحفاظ على الاستقرار ومنع انتشار التشدد الإسلامي في أفريقيا. وقال موران أيضا إنه يتعين على الدول الأوروبية زيادة التعاون في مجال الدفاع لدعم القدرات بشكل عام، ولفت إلى أن فرنسا تتوسع في التعاون مع بريطانيا وألمانيا. وتساءل قائلا: «مسألة القدرة الأوروبية هي قبل كل شيء مسألة سياسية. هل يريد الأوروبيون أن يصبحوا فاعلين على الساحة الدولية أم أنهم يريدون أن يكونوا ممثلين في نص كتبه الآخرون».

واعتبر الوفد الفرنسي أن بلجيكا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر مستعدة لتأييد باريس في هذه النقطة. وقال موران إن الوزير البلجيكي بيتر دي كريم «أعلن أنه سيبلغ المؤسسات الأوروبية عددا من مقترحات الدول» الأعضاء بما فيها اقتراحات فرنسا، معربا عن ارتياحه «لشجاعة» زميله. وأبدت بولندا تأييدا للإسراع في ذلك بعد سنة من دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ، تلك المعاهدة التي تسمح للدول بتعزيز تعاونها العسكري على أساس دائم إذا كانت راغبة في ذلك.

وصرح وزير الدفاع البولندي بوغدان كليتش للصحافيين: «إننا لا نتقدم بالسرعة الكافية في تطبيق معاهدة لشبونة في مجال الدفاع». وأقر دي كريم بأن بعض الدول أبدت شيئا من «الاستياء بشأن الطريقة التي يتم بها التعاون العسكري الأوروبي».