الأمير نايف: أحبطنا 220 عملية إرهابية من أصل 230 استهدفت البلاد

افتتح ندوة «منهج الاعتدال السعودي».. وأكد أن الشريعة الإسلامية لا تتعارض مع التقدم والتطور

الأمير نايف لدى افتتاحه فعاليات الندوة العلمية الأولى لـ«كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي» (واس)
TT

أكد الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، أن عدد العمليات الإرهابية التي استهدفت بلاده خلال الفترة الماضية تجاوزت الـ230 محاولة، أحبطت قوات الأمن السعودية منها 220 عملية، «ولم يحدث إلا نحو 10 حالات معلومة».

وأعلن الأمير نايف لدى رعايته، مساء أول من أمس، انطلاق فعاليات الندوة العلمية الأولى لـ«كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي»، التي كانت تحت عنوان «منهج الاعتدال السعودي.. الأسس والمنطلقات» والتي بدأت أعمالها في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبد العزيز - عن تبنيه لكرسي بحثي تحت عنوان «كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية» بجامعة الملك عبد العزيز، يهدف إلى التعريف بأهمية القيم الأخلاقية والحث على التمسك بها ونشرها بين أفراد المجتمع.

ودحض الأمير نايف مزاعم البعض حول تعارض الشريعة الإسلامية مع التقدم والتطور، معتبرا ذلك «خطأ كبيرا لا يتفق مع الواقع، ونحن كدولة نعمل في كل الجوانب وفق ضوابط دينية وأخلاقية»، وأكد أن العمل يجري حاليا لإعادة الصورة الصحيحة للإسلام في العالم، من خلال المواطن نفسه، بأن يكون قدوة حسنة يمثل دينه ووطنه أفضل تمثيل.

وعد الأمير نايف المجتمع السعودي «مجتمعا أسس على الاعتدال من حيث الأسس والمرتكزات منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، التي شيدت على الكتاب والسنة»، وشدد على أن الاعتدال في الفكر «مطلب حضاري للشعوب والأمم لنشر السلام في ربوع العالم».

وحول الأمن الفكري، شدد النائب الثاني على دور الجامعات في تأصيل الأمن الفكري، وقال: «نعتمد بعد الله على الجامعات في تأصيل المنهج الصحيح، والجامعات قامت بجهد موفق في هذا الأمر، ومنه إنشاء الكراسي البحثية والعلمية».

وعن غياب الأندية الشبابية، قال الأمير نايف: «لقد ناقشنا هذا الأمر مع أمراء المناطق، وقد أشبع هذا الموضوع بحثا، ورفعنا ذلك للمقام السامي، وهو محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين لإيجاد أماكن يجد فيها الشباب قضاء أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ويتمسكون به بعقيدتهم».

وكان الأمير نايف ألقى كلمة في مستهل الندوة قال فيها: «من دواعي سروري أن أكون بينكم في هذا الجمع العلمي المبارك الذي يناقش منهج الاعتدال السعودي من حيث الأسس التي قام عليها والمرتكزات التي سار فيها»، وأضاف: «أقدر كل التقدير تبني الأمير خالد الفيصل لهذا الكرسي ودعمه لنشاطاته العلمية والثقافية والتوعوية، وأتمنى للمشاركين في فعاليات هذه الندوة العلمية حول منهج الاعتدال السعودي كل التوفيق والسداد والخروج بتوصيات علمية تعزز منهج الاعتدال في فكر المجتمع السعودي، كما أثمن لجامعة الملك عبد العزيز دورها الرائد في نشر ثقافة الاعتدال في مجتمعنا السعودي، وهو أمر ليس بمستغرب على جامعة المؤسس التي تميزت في جوانب علمية وعملية كثيرة استطاعت من خلالها أن تسهم بفعالية في مسيرة التعليم العالي في المملكة، وأتمنى أن تحقق هذه الندوة العلمية أهدافها التي وضعت لها».

وأضاف الأمير نايف: «إن الاعتدال هو منهجنا الذي قامت عليه مرتكزاتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهو منهج إسلامي مصدره كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم. المملكة تتعامل مع قضاياها في الداخل والخارج بمنهج معتدل بعيد عن الغلو.. فالإرهاب الذي أضر ببلادنا وفقدنا بسببه بعضا من أبنائنا كان تعاملنا معه بمنهج معتدل تمثل في مناصحة معتنقي الفكر المتطرف ومحاولة ردهم إلى صوابهم ونهج وطنهم المعتدل، وهو الأمر الذي أسهم - ولله الحمد - في التخفيف من أضرار الإرهاب والخسائر في الأرواح والممتلكات».

واستطرد النائب الثاني: «إن الاعتدال في الفكر والسلوك مطلب ديني نص عليه المولى - عز وجل - في محكم آيات القرآن فقال: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، وهو مطلب حضاري لتعايش الشعوب وتحالف الأمم لمصلحة البشرية ونشر السلام في ربوع العالم».

ووجه حديثه إلى هيئة التدريس والطلاب بقوله: «أنتم إخواني أعضاء هيئة التدريس عليكم مسؤولية ملقاة على عاتقكم لتعليم أبنائنا القيم الفاضلة التي تدعو إلى التسامح والتحلي بروح الاعتدال، وأنتم أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات لا بد أنكم قد تلقيتم تربية صالحة في محيط أسركم، تلك التربية التي تقوم على مبادئ الشريعة السمحة. فعليكم أبنائي اكتساب الخلق الفاضل والخلق القويم الذي يشتمل على الاعتدال والتوسط في بناء فكركم وتشييد عقولكم، وترجمة ذلك إلى واقع ملموس في تعاملكم مع كل شؤونكم اليومية».

وخاطب الشباب بقوله: «إنكم أيها الشباب عماد المستقبل وركائز الوطن، فاجعلوا الاعتدال خلقكم والوسطية فعلكم حتى تكونوا غدا عناصر فاعلة في بناء وطنكم ومسيرة نهضة مباركة».

وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، المشرف على الكرسي، ثمن رعاية النائب الثاني لهذه الندوة، وقال: «باسمي ونيابة عن زملائي القائمين على (كرسي الاعتدال) أتقدم بالشكر والعرفان للأمير نايف لرعايته الندوة، وتشريف الجامعة بهذا اللقاء، وتكريم الجمع من المثقفين والأكاديميين بهذا الحوار».

من جانبه، قدم الدكتور أسامة بن صادق طيب، مدير الجامعة، شكره للأمير نايف بن عبد العزيز على اختياره جامعة المؤسس لإنشاء هذا الكرسي، مشيرا إلى أن القيم الأخلاقية تمثل أهمية قصوى في عصر العولمة الذي قارب بين الثقافات والمجتمعات المختلفة.

وأشار إلى أن جامعة الملك عبد العزيز تحفل بالكثير من الكراسي البحثية التي تعد وسيلة مهمة من وسائل تعزيز البحث وتوليد المعرفة والإسهام في التنمية، مؤكدا أن كرسي الأمير نايف سيسهم في خدمة المنطقة وإثراء العملية البحثية في الجامعة، وهو أمر غير مستغرب على الأمير نايف الذي يهتم بدعم كل ما يسهم في رفعة شأن الوطن لتتحقق رؤية وتطلعات خادم الحرمين الشريفين بأن تتبوأ الجامعات السعودية مكانة علمية مرموقة عالميا.

وتتناول الندوة، التي تختتم أعمالها اليوم، بحث 6 محاور رئيسية، وهي: الثوابت الدينية ودورها في تأصيل منهج الاعتدال السعودي، والخصوصية الثقافية في بناء منهج الاعتدال السعودي، والمفاهيم الاجتماعية وأثرها في تشكيل أبعاد منهج الاعتدال السعودي، والجذور التاريخية لتأصيل المنهج السعودي، وصياغة الأنظمة والمواقف السياسية وفق منهج الاعتدال السعودي، والسياسات الاقتصادية ومرتكزات منهج الاعتدال السعودي. كما تكتسب الندوة أهمية كبيرة لدورها في إظهار منهج الاعتدال والتسامح السعودي.