المستوطنون ينتظرون رفع الحصار عن العمال الفلسطينيين لاستئناف البناء

بسبب فترة الأعياد اليهودية في إسرائيل

TT

باشر المستوطنون اليهود في الضفة الغربية، عمليات البناء بشكل رمزي، في اليومين الأخيرين، وليس بشكل فعلي، مع أن هذا البناء ترافق مع تنظيم مهرجانات جماهيرية ضخمة شارك فيها نحو خمسين ألف شخص من المستوطنين ومناصريهم في اليمين، وقد طيروا البالونات البيضاء والزرقاء، بلون العلم الإسرائيلي، فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما جعل أحد الظرفاء يعلق: «الهواء في البالونات كان أكبر حجما من الباطون الذي صبوه في المشاريع الاستيطانية».

والسبب في ذلك ليس «تواضع الحكومة الإسرائيلية في إظهار سياستها الاستيطانية»، بل إنها أسباب موضوعية كثيرة؛ فالمعروف أن إسرائيل تعيش فترة الأعياد اليهودية، وهذا الأسبوع عيد العرش، وهو أسبوع عطلات متواصلة لدى قطاعات واسعة من الناس، بعضهم مشغول في طقوس العيد، خاصة المتدينين الذين يشكلون غالبية بين المستوطنين، وبعضهم يمضي عطلته في الخارج.

واعتادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل على الضفة الغربية في الأعياد اليهودية. وبما أن غالبية عمال البناء في المستوطنات هم فلسطينيون من سكان الضفة الغربية، فإنهم ببساطة لا يستطيعون مغادرة مدنهم وقراهم بسبب هذا الحصار. وإن لم يبن الفلسطينيون في هذه المستوطنات، فإن البناء يظل محدودا ومقصورا على قلة من العمال الأجانب الذين لا يضاهون العمال الفلسطينيين في إتقان العمل أو في التفاهم مع أصحاب العمل اليهود.

وهناك سبب آخر يتعلق بمشاريع البناء المصادق عليها؛ فهناك نحو 2000 وحدة سكنية تم إقرار بناؤها منذ عدة سنوات، ولكن عددا كبيرا منها انتهت مدة التصاريح المعطاة لها، وستحتاج إلى إجراءات مجددة للحصول على التراخيص، لكن هناك أيضا قضية تتعلق بزعزعة الثقة لدى الجمهور من قرارات الحكومة.

وقال أحد أصحاب هذه المشاريع أمس لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لا أريد أن أغامر أكثر. فقد نبدأ اليوم البناء، وغدا تأتي تعليمات من واشنطن تمنع البناء لكي لا نفجر المفاوضات. فماذا أفعل عندها. هل يعوضني هؤلاء الكلاب عن خسائري؟!».

وعلى الرغم من ذلك، فإن التقارير الإسرائيلية تؤكد أنه مع انتهاء ما اصطلح على تسميته «تجميد البناء الاستيطاني» الجزئي في الضفة الغربية، يوم الأحد، تجددت أعمال البناء في عشرات البيوت. وبدأ العمل ببناء الوحدات السكنية، أمس، في مستوطنات «أرييل» (غرب نابلس) و«رفافاه» (بين قلقيلية وطولكرم) و«ياكير» و«كوخاف هشاحار» (قرب مدينة الطيبة). وبدأت الجرافات في تسوية الأراضي التي استولى عليها المستوطنون وحصلوا على تراخيص البناء المطلوبة كافة قبل أن تنتهي «مدة تجميد البناء الاستيطاني».

وبحسب صحيفة «هآرتس» فإن هناك 2000 وحدة سكنية جاهزة للبدء في بنائها، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الأشهر القريبة ستشهد البدء في بناء ما يقارب 500 إلى 600 وحدة سكنية. كما أنه من المقرر أن يتم وضع حجر الأساس، اليوم (الثلاثاء)، لبناء حي استيطاني جديد في مستوطنة «بيت حجاي». كما سيتم البدء في بناء 34 وحدة سكنية على مدخل مستوطنة «كريات أربع»، القائمة على أراضي الخليل، ومشروعين استيطانيين في مستوطنة «كيدوميم» يتضمنان بناء 90 وحدة سكنية.