حركة سودانية متمردة: توقيع «اتفاقيات هزلية» سيؤجج الصراع بدارفور

قبل يومين من استئناف مفاوضات الدوحة

TT

قبل يومين من استئناف مفاوضات السلام في قطر بين الحكومة السودانية وفصائل المعارضة في إقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003، هاجمت حركة العدل والمساواة المنسحبة من التفاوض مع السلطة المركزية، في بيان أصدره رئيسها الموجود في طرابلس الغرب استراتيجية الخرطوم الجديدة للسلام في الإقليم.

ودعا البيان الموقع من رئيس الحركة الدكتور خليل إبراهيم، إلى «دراسة الأسباب التي حالت دون الوصول إلى سلام عادل وشامل في منبر الدوحة رغم الزمن المتطاول»، قائلا إن «السعي إلى توقيع اتفاقيات شكلية هزلية، مع أطراف لا يمتون إلى الصراع المسلح في الإقليم بصلة، في غياب الأطراف الحقيقية، لن يحقق سلاما على الأرض، وإنما يؤجج الصراع المسلّح، ويطيل أمد الحرب ومعاناة الأهل في معسكرات النزوح واللجوء».

وشدد الدكتور إبراهيم على التزام حركته «بحل سلمي عادل شامل متفاوض عليه لقضية السودان في دارفور»، مؤكدا استعداد الحركة للعودة إلى طاولة المفاوضات «إذا ما أزيلت المعوقات والأسباب التي اضطرتها إلى تجميد مشاركتها في منبر الدوحة وإذا ما اطمأنت إلى أن منظمة الأمم المتحدة تضمن لقياداتها العسكرية والسياسية حرية وسلامة الحركة بين منبر المفاوضات وقواعدها المدنية والعسكرية في دارفور».

ووجه خليل بيانه إلى عدة جهات من بينها الوسيط القطري، والوسيط الدولي المشترك، والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ومجلس الأمن. وبث الموقع الإلكتروني لحركة العدل والمساواة البيان، أمس، رغم أنه موقَّع من رئيسها منذ يوم الجمعة الماضي.

وهاجم البيان استراتيجية الخرطوم الجديدة للسلام في دارفور، لأنها تسعى إلى تصفية معسكرات النازحين باعتبارها أدلة شاهدة على بقاء النزاع، قائلا إن النتيجة المنطقية لاستراتيجية الحكومة الجديدة هي «تصفية هذه المعسكرات باستخدام القوة، وكل أساليب الترويع، كما بدأت نذرها في معسكري كلما والحميدية خلال الأسابيع القليلة الماضية».

وقال أيضا إن استراتيجية الخرطوم الجديدة للسلام «تضع العربة قبل الحصان»، و«تركّز على قضايا مرحلة بناء السلام، مثل العودة الطوعية للنازحين واللاجئين، وإقامة مشاريع التنمية وإعادة الإعمار، ونزع السلاح وغيرها من المشاريع، التي تفضي محاولة تنفيذها في ظروف الحرب، إلى المزيد من الاحتراب».

كما حذر بيان الدكتور خليل من «الوضع الإنساني المأساوي في إقليم دارفور»، بسبب سياسات الحكومة السودانية، قائلا: «إذا سُمح لنظام الخرطوم، الذي يأخذ أمر تركيز المجتمع الدولي على مسألة الاستفتاء في جنوب السودان باعتباره إغفالا لقضية السودان في دارفور وضوءا أخضر لتفعل ما تشاء في دارفور مقابل تعاونها في أمر الاستفتاء، فإن العالم موعود بشهود فصل جديد من فصول الإبادة الجماعية المروّعة وكارثة إنسانية واسعة النطاق في دارفور».

يأتي هذا في وقت أعلن فيه وفد الحكومة السودانية المشارك في مفاوضات سلام دارفور أنه سيتوجه يوم غد (الأربعاء) إلى العاصمة القطرية، الدوحة، لاستئناف مفاوضات السلام مع حركة التحرير والعدالة بزعامة التيجاني السيسي، حيث نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس، قول المتحدث باسم الوفد الحكومي المفاوض عمر آدم رحمة، إن الوفد أكمل كافة ملفاته التفاوضية في تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وعودة النازحين والتعويضات.