أوغلو يدعو للنظر إلى محكمة الحريري من منظار العدالة وليس السياسة.. ويحث على معالجة جذور الإرهاب

لبنان يتحدث عن «إرهاب الدولة الإسرائيلية» في جلسة لمجلس الأمن

TT

دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى النظر إلى المحكمة الخاصة بلبنان التي تحاكم قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، من «وجهة نظر تتعلق بالعدالة وليس بالسياسة». وقال أوغلو في مؤتمر صحافي مقتضب جدا، عقده أمس بعد ترؤسه جلسة لمجلس الأمن الدولي دعت إليها تركيا للبحث في مكافحة الإرهاب، إن اغتيال الحريري، الذي وصفه بأنه كان «صديقا مقربا لتركيا»، كان عملا إرهابيا. وأضاف «يجب بذل كل الجهود لإيجاد المجرم.. ويجب النظر إلى المحكمة الخاصة بلبنان من وجهة نظر عدلية وليس سياسية».

وحول إيران، كشف عن أنه أجرى لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في نيويورك، ولقاءين آخرين مع وزير الخارجية منوشهر متقي. وقال إن الهدف من اللقاءين كان «استكمال العمليات الدبلوماسية» فيما يخص برنامج إيران النووي، وأضاف «نحن موقفنا واضح، إننا ضد أي تصعيد عسكري على هذا الصعيد. نجاد قال إن إيران مستعدة للقاء (5+1) في أكتوبر (تشرين الأول)، وهذه مؤشرات إيجابية يجب أن يتم التقاطها». وأشار إلى أن تركيا تؤيد العقوبات الدولية ضد إيران، ولكنها ترفض العقوبات الثنائية.

وانعقد مجلس الأمن الدولي أمس بطلب من تركيا التي تترأس المجلس هذا الشهر، للبحث في تحديات الإرهاب التي تواجه العالم. ومثل تركيا وزير الخارجية الذي ترأس الجلسة، وقرأ البيان الختامي الذي وافق عليه جميع الأعضاء المشاركين. وشدد على أن الإرهاب «لن تتم هزيمته عبر القوة العسكرية والعمليات الاستخباراتية وحدها، بل يُركز على الحاجة للبحث في الأسباب التي تؤدي إلى نشر الإرهاب، من بينها ضرورة تقوية الجهود لإيجاد حلول سلمية للصراعات الطويلة...». ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى «الكف عن تقديم أي أشكال من الدعم لكيانات أو أشخاص متورطين أو مرتبطين بالإرهاب». كما شدد على ضرورة زيادة التعاون الدولي حول الإرهاب. وألقت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، كلمة الولايات المتحدة، وشددت فيها على ضرورة أن تعمل البلدان معا لمكافحة الإرهاب، وقالت «هذا النظام قوي بقوة التزامنا، ونحن ملتزمون بالعمل من خلال الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. لدينا حظوظ في النجاح إذا عملنا معا. هذه المنظمات الإرهابية لديها رؤية دولية، وعلينا أن تكون لدينا رؤية دولية أيضا». وأشارت كلينتون إلى أن مكافحة الإرهاب تتم أيضا عبر وقف الإرهابيين عن التجنيد، وقالت إن «هذا يعني معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية».

وعبر وزير الخارجية البريطانية، ويليام هيغ، عن قلقه من أن تلعب كارثة الفياضانات في باكستان، دورا إيجابيا لمساعدة الإرهابيين على التجنيد. وقال «التهديد من الحدود الأفغانية - الباكستانية يشكل أكبر قلق لدينا، والفياضانات تشكل مصدر قلق، وعلينا المساعدة بقدر المستطاع كي لا يستغل الإرهابيون الكارثة للتجنيد». وأضاف «تهديد الإرهاب الدولي يتطور، ولذلك علينا أن نطور أساليب مكافحته. جهود الأمم المتحدة تحسنت، ولكن يجب أن نطور العمل بين بلدان الأمم المتحدة لمساعدة البلدان على تطوير استراتيجيات لمكافحة الإرهاب».

أما ممثل لبنان الدائم في الأمم المتحدة السفير نواف سلام، فقد دعا المجتمع الدولي في كلمته إلى عدم إلصاق الإرهاب بالإسلام، وقال «يرفض لبنان الخلط بين الإرهاب وأي دين، خصوصا الدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي هو دين السلام والحوار. الإرهاب لم يستثن المسلمين ولا الإسلام، فالكثير من المسلمين يقضون في التفجيرات في العراق وأفغانستان واليمن والصومال». وأضاف «هناك محاولة لتشويه صورة هذا الدين السماوي، والتخويف منه عبر الإرهاب الفكري والثقافي، وهذا ما أدى إلى ظهور ما يسمى بالإسلاموفوبيا». وأشار إلى أن «مكافحة الإرهاب لا تتم بالوسائل العسكرية... بل أيضا عبر إزالة جذوره من خلال التوقف عن ازدواجية التعبير في الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال الأجنبي». وربط بين القضية الفلسطينية والإرهاب في العالم، وقال «تنظيم القاعدة يحاول استغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتجنيد الإرهابيين، وهذا يكفي للتشديد على ضرورة العمل على التوصل لسلام عاجل وشامل في الشرق الأوسط». وعدد خبرة لبنان مع الإرهاب، بدءا من اغتيال الحريري إلى الاعتداءات الإسرائيلية، وقال «عانى لبنان بدوره من اعتداءات إرهابية، خسرنا فيها رفيق الحريري وصحافيين ونوابا... ونعاني من إرهاب الدولة الإسرائيلية على مر عقود، ونذكر من ذلك قصف المطار والجسور ومقر الأمم المتحدة في قانا الذي كان يحتضن الأطفال والعجزة الذين ظنوا أن الراية الزرقاء قد تكون كافية لحمايتهم...» وقد استعدت كلمة سلام وانتقاده لإسرائيل، الولايات المتحدة التي طلبت الكلمة من جديد، لتسجل اعتراضها على «التطرق لمواضيع خارج موضوع البحث».