المغرب: حملة أمنية تمشيطية في تطوان بحثا عن متطرفين

استهدفت حي الانتحاريين «مرزوقة».. واعتقال 8 أشخاص

TT

شنت السلطات الأمنية المغربية حملات تمشيطية في مجموعة من الأحياء بمدينة تطوان (شمال المغرب)، خصوصا في حي مرزوقة، الذي تقول السلطات إنه أصبح على غرار حي سيدي مؤمن في الدار البيضاء، مرتعا لمتطرفين، خصوصا أولئك الذين تم تجنيدهم للقيام بعمليات انتحارية في العراق.

وأعلنت السلطات الأمنية أنها اعتقلت ثمانية أشخاص يعتقد أنهم من المتطرفين، وأشارت إلى أنه يجري البحث عن عناصر مشتبه فيها، ورجحت أن يكون بعضهم غادروا المغرب في اتجاه إسبانيا عبر مدينة سبتة، التي تحتلها إسبانيا في شمال المغرب.

وكانت السلطات الأمنية المغربية ألقت القبض من قبل في تطوان على خمس خلايا إرهابية منذ عام 2006. وكانت أول خلية يلقى القبض على أعضائها عرفت باسم «خلية تطوان»، وكانت متخصصة في استقطاب انتحاريين مغاربة للتوجه نحو العراق، ومثلت تلك الخلية، التي ضمت 12 عنصرا، أمام المحكمة في يونيو (حزيران) 2006.

يذكر أن القوات الأميركية في العراق تعقبت الأشخاص الذين تم تجنيدهم من قبل شبكات إرهابية دولية لها ارتباط بتنظيم القاعدة، واستعانت بتحليل الحمض النووي في الهجمات التي وقعت في مناطق عدة في العراق، وتبين أن اثنين من الانتحاريين جاءا من مدينة تطوان المغربية، ضمنهم عبد المنعم العمراني (22 سنة)، الذي ترك زوجته وطفله في المغرب وتوجه إلى مدينة بعقوبة حيث نفذ هناك عملية انتحارية. وقالت المصادر إن العمراني قاد سيارة حمراء من طراز «فولكس فاغن» محملة بالمتفجرات مساء السادس من مارس (آذار) 2006، واتجه صوب خيمة كانت تضم مجلسا للعزاء في قرية بضواحي مدينة بعقوبة العراقية، وهناك ضغط على زر المتفجرات فوقع انفجار هائل، حسب ما نقله شهود عيان كانوا موجودين على مقربة من مكان الحادث، الذي أودى بحياة ستة أشخاص، وجرح نحو 27 شخصا. وأكدت السلطات الأمنية المغربية أن «خلية تطوان» لها صلة بتنظيم القاعدة على مستوى الدعم اللوجيستي والآيديولوجي، وكذا «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية، التي بدلت اسمها إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و«الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» المتهمة الرئيسية في تفجيرات 16 مايو (أيار) 2003 في الدار البيضاء.

وبعد تفكيك «خلية تطوان» ألقي القبض على «خلية أبو ياسين» التي كانت تضم 12 عضوا، من بينهم ضابطا شرطة ودركي، حيث وجهت إليها آنذاك تهمة «تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية وجمع أموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية والاتجار في المخدرات والسرقة وتهريب السيارات والمشاركة والتزوير في وثائق رسمية».

وقالت مصادر أمنية إن هذه الخلية تضم ثلاثة إخوة يحملون الجنسية الإسبانية، كانوا يقومون بتهريب المخدرات من المغرب إلى إسبانيا، وتزوير وثائق خاصة بسيارات كانوا يبيعونها بالمغرب، تم حجز ثلاث منها مسجلة في مدينة سبتة.

وعمل زعيم هذه الخلية، الملقب بـ«أبو ياسين»، والذي سبق أن أدين بالسجن مدة سنتين في إطار محاكمة «أنصار المهدي» التي تم تفكيكها عام 2006، وبعد إطلاق سراحه في يوليو (تموز) 2008، عمل على تشكيل هذه الخلية في سبتة، مستفيدا من «تجربته» في هذا المجال.