جهاديون يستخدمون مواقع تبث من بريطانيا للترويج للإرهاب

إسلامي مصري لـ«الشرق الأوسط»: بعض مواقع متطرفين تدار من قبل ضباط مخابرات لصيد الأصوليين

TT

يستخدم عدد من المواطنين الشرق أوسطيين الذين يعيشون في بريطانيا مواقع على شبكة الإنترنت تبث من بريطانيا للترويج للتفجيرات الانتحارية وقتل الغربيين، وذلك بحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث كويليام الذي يعتبر أول مؤسسة بحثية لمكافحة التطرف والتيارات الأصولية. وقالت مؤسسة كويليام التي يديرها الإسلامي الباكستاني الأصل ماجد نواز قيادي حزب التحرير قبل أن ينشق عنه بأن موقع «الفلوجة»، «الناطق باسم الجهاديين الأكثر تطرفا ودموية». وقال إن هذا الموقع الناطق باللغة العربية هو عبارة عن منتدى حواري «جهادي»، «دائما ما يشيد بالتفجيرات الانتحارية وقتل الجنود البريطانيين وجنود حلف الناتو ويحرض على الكراهية والعنف ضد الشيعة العراقيين واليهود والغربيين». إلى ذلك قال اد حسين مسؤول التجنيد السابق في حزب التحرير والمدير المسؤول في «كويليام» لـ«الشرق الأوسط»، إن موقع «الفلوجة» يزوره أكثر من 60 ألف شخص أسبوعيا، وإن أعضاءه على الشبكة العنقودية بعشرات الآلاف. ومن غير الواضح لماذا لم يتم إغلاق موقع «مداد السيوف» حتى الآن، ولكن ربما يعود ذلك لحقيقة أن الموقع ليس باللغة الإنجليزية ولم يتم تتبعه أو رصده من قبل في بريطانيا. وهذا الموقع مسجل باسم وليد الشرقاوي وهو مواطن بريطاني من أصل مصري يعيش في مدينة كامدن، شمال لندن، وفقا للسجلات العامة.

ويصف الشرقاوي (46 عاما) نفسه بأنه فني تكنولوجيا المعلومات. وكان الشرقاوي متزوجا من أوسوليفان مريم (52 عاما) وكان لديه طفل اسمه سلامة توفي قبل 3 سنوات في حادث سيارة حيث كان عمره 12 عاما. ولم يتسن الوصول إلى الشرقاوي الليلة الماضية للحصول على تعليقه على ما جاء في التقرير. وهناك 4000 مستخدم مسجلون في موقع «مداد السيوف» الذي يشجع على اتباع «نهج متشدد» و«يعطي تفويضا مطلقا للقيام بأعمال عنف ويدعو إلى تجاهل أي نقد أو دعوة للتهدئة، حتى لو جاءت من كتاب ودعاة بارزين معروفين بدعمهم للفكر الجهادي».

ويقال إن الموقع يدعم أعمال العنف التي قام بها أبو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة بالعراق الذي أنتج أشرطة فيديو تظهر إعدام الرهائن كين بيغلي ومارغريت حسن. وأحد رواد المواقع والمشاركين بانتظام فيه هو أبو قدامة صالح الهامي، شقيق زوجة الزرقاوي، الذي يعيش في الأردن. وأصدرت «كويليام» أمس تقريرا تحت عنوان «هللوا لأسامة»، يركز على المواقع الجهادية باللغة العربية إثر دراسة على مدى 18 شهرا، ومن بين هذه هي المواقع «الفلوجة» ولديه نحو 60 ألف عضو، و«الحسبة» و«قاعدة الجهاد» و«مداد السيوف»، وجميعها تزدحم بالبيانات الأصولية، وأشرطة الفيديو الدعائية والآيديولوجية الجهادية وأفكار جماعات مؤيدة لـ«القاعدة» في جميع أنحاء العالم. وتضم قائمة الرواد في «مداد السيوف» أيضا ياسر السري الإسلامي المصري اللاجئ السياسي في بريطانيا الذي أدين غيابيا بالمشاركة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري عام 1993، وهو حاليا مدير «المرصد الإسلامي» بلندن وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان فقط يضع بيانات المرصد الحقوقية على «مداد السيوف». واعترف أن كثيرا من الإسلاميين يدخلون المواقع الجهادية بأسماء مستعارة حتى لا يتم التعرف عليهم من قبل ضباط المخابرات الذين اخترقوا تلك المواقع ويديرون بعضها بهدف صيد الإسلاميين، مشيرا إلى أن كثيرا من المواقع الجهادية تغلق بعد عدة أسابيع من العمل مثل «الحسبة» و«التوحيد والجهاد»، و«الأنصار» ، و«خندق الحق»، و«الإخلاص» و«الفردوس الجهادي»، وبعضها ما زال يعمل مثل «صوت القوقاز» و«الفلوجة» وشبكة «البراق» الجهادية، و«جيش أبي بكر». إلا أن الأصولي اعتبر أن بعض المواقع الجهادية تدار أيضا من قبل ضباط مخابرات لاصطياد الإسلاميين وجمع المعلومات عنهم. وتستخدم المنظمات والجماعات الإرهابية شبكة الإنترنت كأداة للتدريب العسكري لعناصرها، من خلال نشر كتيبات عن الأسلحة، وتكتيكات القتال، وصنع المتفجرات، وتقديم دورات في صنع المتفجرات وإرشادات حول كيفية صناعتها محليا وفي المنازل، ومواضيع أخرى ذات صلة، على غرار مجلة «معسكر البتار» التابعة لتنظيم القاعدة ذات الطبيعة العسكرية، والمنشورة على الإنترنت التي تنشرها «جماعة المجاهدين». وتعتبر تلك الجماعات الدعوة جزءا مرتبطا بالجهاد وأحد أوجهه، وأن النشاط المعلوماتي الإعلامي على الإنترنت، نوع من الجهاد، للأشخاص الذين لا يستطيعون المشاركة في ساحات القتال، التي يطلقون عليها «الجهاد الإعلامي» و«جهاد الدعوة».