شافيز يحقق فوزا انتخابيا لا يلبي طموحاته المستقبلية

فشل في الاحتفاظ بثلثي مقاعد البرلمان وخصومه «سعداء بافتكاك قدر من السلطة»

TT

فاز حزب الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت أول من أمس، إلا أن خصومه نالوا أكثر من ثلث عدد مقاعد الهيئة التشريعية، الأمر الذي قد يهدد قدرته على إجراء إصلاحات اشتراكية قبل سعيه لإعادة انتخابه عام 2012.

وحصل الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا الذي يتزعمه شافيز على 93 مقعدا نيابيا من أصل 165، فيما نالت أحزاب المعارضة مجتمعة 59 مقعدا، حسبما أعلنت السلطات الانتخابية، أمس. وبهذه النتيجة لن يتمكن زعيم تيار اليسار الراديكالي في أميركا اللاتينية من بلوغ هدفه للاحتفاظ بـ110 مقاعد، أي ثلثي البرلمان، وهو السيناريو المثالي في نظره لتسريع تطبيق «اشتراكية القرن الحادي والعشرين» التي ينادي بها من دون عراقيل. لكنه قال على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت: «مواطني الأعزاء، إنه يوم عظيم، فقد حققنا فوزا متينا كافيا للاستمرار في تعميق الاشتراكية البوليفارية والديمقراطية».

ولم ينشر المجلس الوطني الانتخابي النسب المئوية للأصوات التي حصل عليها كل من التكتلين، لكن بعض المرشحين أكدوا حصول المعارضة على 52% من الأصوات، مما يعني أنها حصلت على مزيد من الأصوات التي نالها الحزب الاشتراكي. وقال أرماندو بريكيت المتحدث باسم أحزاب الوحدة الديمقراطية المعارضة «يمنحنا هذا قدرا من السلطة السياسية». وأضاف «نحن في غاية السعادة».

وإذا تأكد هذا الرقم فذلك سيشكل ضربة قاسية لشافيز الذي خاض الحملة بنفسه واعتبر هذا الاقتراع بمثابة تحضير للانتخابات الرئاسية في 2012 في فنزويلا التي تعد المصدر الأول للنفط في أميركا الجنوبية. وقال غييرمو افيليدو «لقد تأكد أن هناك بديلا أمام البلاد بفضل تلاقي أشخاص مختلفين جدا لكنهم يتشاطرون المبدأ القائل بأنه يمكن التفاهم بالحوار».

وقد هيمن الحزب الاشتراكي الموحد 5 سنوات على البرلمان المؤلف من مجلس واحد حيث كان يحظى بغالبية كاسحة بعد مقاطعة المعارضة الانتخابات السابقة. لكن من دون حصوله على غالبية موصوفة لن يتمكن شافيز من تمرير قوانين أساسية أو إجراء تعيينات هامة من دون التفاوض مع المعارضة.

ورأى خوسيه فيسنتي كاراسكيرو الذي يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والبروفسور في جامعة سيمون بوليفار أن «شافيز في وضع دقيق. فالمعارضة سيكون لديها عدد لا بأس به من النواب المخضرمين، وليسوا من المبتدئين. وإذا ذهب إلى المواجهة بدل التفاوض، فإن التباين بين الموقفين سيكون صارخا، وذلك سيضر به».

ولا يزال شافيز (56 عاما) يحظى بشعبية كبيرة في قاعدته في الأحياء الشعبية التي أعد لها برامج اجتماعية كثيرة في بلد يشهد تفاوتا اجتماعيا صارخا. لكنه واجه سنة صعبة مع أزمة طاقة أدت إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وجمود اقتصادي وتضخم قياسي بلغ 30% وارتفاع غير مسبوق للجريمة مع تسجيل مقتل شخصين كل ساعة كمعدل وسطي عام 2009. وقد تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات الـ66% وهي نسبة مرتفعة بالنسبة لانتخابات تشريعية، بحسب المجلس الوطني الانتخابي.