عباس: سنعلن قرارات تاريخية خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية

قال: من قرر استمرار الاستيطان هو من قرر وقف المفاوضات * مصادر فلسطينية: أبو مازن سيمتنع عن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي

TT

حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إسرائيل مسؤولية أي وقف محتمل للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والدولة العبرية، معتبرا أن «من قرر استمرار الاستيطان هو من قرر وقف المفاوضات». وأشار عباس إلى «قرارات تاريخية» سيعلن عنها خلال الاجتماع المقبل للجنة المتابعة العربية في القاهرة.

وقال عباس في الطائرة التي أقلته من باريس إلى عمان، إن «من قرر استمرار الاستيطان ووفر الدعم والحماية له هو من قرر وقف المفاوضات». إلا أن الرئيس الفلسطيني أضاف «لكننا ما زلنا معنيين بنجاح مفاوضات جدية وحقيقية مع ضرورة وقف الاستيطان». وأوضح عباس أن القرار النهائي بشأن استئناف المفاوضات المباشرة أو وقفها لن يتخذ إلا بعد سلسلة مشاورات داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، معلنا أنه سيكون له «خطاب مهم جدا» أمام لجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل «سيعلن فيه عن قرارات تاريخية».

وقال عباس إنه سيلتقي الموفد الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل غدا الخميس «كما ستكون لنا اجتماعات داخل فتح وداخل منظمة التحرير الفلسطينية خلال اليومين المقبلين وسنشرح لهم آخر التطورات والاتصالات التي أجريناها».

وتابع الرئيس الفلسطيني «بعدها سنتشاور مع العرب في إطار لجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) في القاهرة وسيكون لي هناك خطاب مهم جدا أعلن فيه عن قرارات تاريخية». وحول لقاءاته في نيويورك وباريس قال عباس إن جولته «كانت مهمة جدا شرحنا خلالها موقفنا من المفاوضات ولقينا تفهما وتأييدا دوليين لمواقفنا تجاه المفاوضات وعملية السلام». وقال عباس إنه التقى في نيويورك وباريس «أكثر من 80 وفدا دوليا تصب جميعها في إطار شرح الموقف الفلسطيني تجاه الحل والمفاوضات».

وقد تمسك الطرفان، الفلسطيني والإسرائيلي، كلٌ بموقفه فيما يخص البناء في المستوطنات، وفي وقت أكدت فيه السلطة أنها لن تستمر في المفاوضات في ظل مواصلة الاستيطان، أكدت إسرائيل أنها لن تستطيع تنفيذ تجميد آخر للاستيطان وإنما ستقلصه إلى أقصى حد. وبين هذين الموقفين تحاول الإدارة الأميركية إيجاد حل وسط، يقضي بإعلان تجميد الاستيطان نحو شهرين إلى 3 على أن تقدم ضمانات لإسرائيل حول القضايا الأساسية المتعلقة بمواضيع اللاجئين والترتيبات الأمنية ومكانة إسرائيل كدولة يهودية.

واتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بنتنياهو مرتين ليل الاثنين، لمناقشة هذه الفكرة. ووفقا لمصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل المكالمة الهاتفية بين كلينتون ونتنياهو، فإن الأخير لم يعلق على هذا الاقتراح، ولم يعط ردا إيجابيا. ونقل عن نتنياهو قوله إن ما تقترحه الولايات المتحدة مقابل التوصل إلى حل وسط بشأن الاستيطان لا يكفي. ووصفت الخارجية الأميركية المكالمة بـ«المهمة والمفصلة والمباشرة»، وأوضحت أن الولايات المتحدة تتفهم الضرورات السياسية لنتنياهو المدرك لسياسة الولايات المتحدة.

وطار مبعوث عملية السلام جورج ميتشل إلى إسرائيل أمس على أن يلتقي اليوم مسؤولين إسرائيليين ويلتقي، الخميس، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في رام الله، في محاولة لتجاوز المعضلة. واتصل ميتشل بعباس أمس وأبلغه بزيارته وناقش معه بعض التفاصيل، لكن رد أبو مازن كان واضحا فيما يتعلق بالموقف الفلسطيني، وقد أبلغ ميتشل أن أمامه حتى الرابع من الشهر المقبل (موعد اجتماع لجنة المتابعة العربية) لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان.

وحتى هذا التاريخ سيمتنع الرئيس عباس، حسب مصادر فلسطينية، عن لقاء نتنياهو بانتظار ما ستقرره الدول العربية في اجتماع لجنة المتابعة العربية، وكان من المفترض أن يلتقيا (عباس ونتنياهو) هذا الأسبوع وفق اتفاق سابق يقضي بلقائهما مرة كل أسبوعين.

وقال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، أمس، إنه «لا يوجد إلا صيغة واحدة لاستمرار المفاوضات، وهي أن يتوقف الاستيطان بصورة كاملة في الضفة الغربية المحتلة». وقال شعث في بيان مقتضب، «إن الاستيطان وتحقيق السلام خطان متوازيان لا يمكن لهما أن يلتقيا وعلى إسرائيل الاختيار بينهما».

واعتبر شعث أن «المظاهرة الإسرائيلية في 12 مستوطنة إسرائيلية، هي محاولة إعلامية إسرائيلية تعكس تصميما لتدمير عملية السلام». وأضاف «إن عودة (البلدوزرات) الإسرائيلية لتجريف الأراضي وإقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية الجديدة، هي ليست لهدم البيوت الفلسطينية ولتعميق الاحتلال فقط، وإنما هي لتدمير كل فرص السلام».

وبينما تتواصل جهود كل الأطراف على الطاولة وعبر الهاتف في محاولة لإنقاذ عملية السلام التي لم يمض على انطلاقها شهر واحد، لم تبال الجرافات الإسرائيلية على الأرض بأي جهود أو نداءات دولية ومحلية.