محكمة إسرائيلية تتيح للمستوطنين السيطرة على مساكن عائلات فلسطينية بالقدس

مواجهات واعتقالات في المدينة المقدسة

TT

قالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن المحكمة العليا الإسرائيلية، ردت قبل يومين التماسا لفلسطينيين يسكنون في حي الشيخ جراح في القدس «الشرقية»، حول ملكيتهم لقطعة أرض كبيرة في القسم الغربي من الحي، وهو ما يتيح للمستوطنين الاستيلاء على عشرات المنازل الفلسطينية هناك.

وأوضحت الصحيفة أن القرار، الذي أصدره القاضي يورام دنتسيغر والقاضيتين مريم ناؤول وأستر حايوت، رد بالإجماع التماس الفلسطينيين حول ملكيتهم لقطعة أرض كبيرة في القسم الغربي من الحي. وبحسب «هآرتس»، فإن القرار الجديد للمحكمة العليا يفتح أمام جمعيات المستوطنين في القدس إمكانية الاستيلاء على عشرات أخرى من المنازل في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.

ولفتت «هآرتس» إلى أن القطعة المذكورة لم تكن حتى الآن في مركز الصراع في المكان، لكنها ستصبح كذلك بعد أن حكم القضاة بأن حارس الأملاك وجهات أخرى، بينهم ممثلو المستوطنين، نجحوا في إثبات ملكيتهم للأرض، الأمر الذي سيتيح للمستوطنين البدء في إجراءات إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية التي تسكن في المنطقة. ويخطط المستوطنون إلى الدفع بمخططات بناء جديدة في المنطقة. وقال آريه كينغ من قادة المستوطنين في القدس، إنه «بعد يومين يفترض بثلاث عائلات فلسطينية أن تخلي منازلها كون عقود الإيجار لديها تنتهي، وأن في نيته أن يسكن في المنازل عائلات يهودية بينما يجري التخطيط لبناء عشرات وحدات السكن لليهود في الحي».

ويعتبر حي الشيخ جراح أحد الأحياء التي تشهد صراعا بين العرب والمستوطنين من أجل تثبيت المكان. وتركز هجوم المستوطنين حتى الآن في القسم الشرقي من الحي، بجوار ما يسمى قبر شيمعون الصديق، وأخلي من هذه المنطقة حتى الآن ثلاث عائلات، ويوجد 25 عائلة أخرى تقف أمام خطر الإخلاء. أما بعد رفض الالتماس، فأصبح القسم الغربي الآن من الحي، مركزا آخر للصراع.

ومن شأن هذه الخطوة زيادة التوتر في المدينة التي تشهد صراعا دينيا وسياسيا وديموغرافيا بين العرب واليهود، وتشهد منذ أكثر من أسبوع مواجهات مستمرة بين الفلسطينيين والمستوطنين تخللها قتلى وجرحى. وسير اليهود المتطرفون مسيرة ضخمة أمس في شوارع القدس، بمناسبة الأعياد اليهودية، منطلقين من باحة البراق، وقد رفعوا أعلاما إسرائيلية، ورقصوا في باحة باب العامود، إحدى أشهر بوابات القدس القديمة، وهم يهتفون ضد العرب. وجاءت المسيرة بعد ساعات من اعتقال السلطات الإسرائيلية لعشرات الأطفال والشبان الناشطين في القدس بتهم المشاركة في مظاهرات سابقة هذا الأسبوع. وكانت مواجهات عنيفة قد تفجرت، أمس، في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي بسبب تحرشات المستوطنين بسكان الحي.