وزير الدفاع العراقي في تركيا لبحث التنسيق الأمني حيال «العمال الكردستاني»

الحكومة التركية تطالب البرلمان بتمديد قرار اختراق حدود العراق

TT

توجه وزير الدفاع العراقي، عبد القادر العبيدي، إلى أنقرة أمس على رأس وفد أمني رفيع لبحث «التنسيق الأمني وتبادل المعلومات» حول حزب العمال الكردستاني، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع.

وقال اللواء محمد العسكري في اتصال هاتفي من أنقرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الوفد بحث مع وزير الدفاع التركي، وجدي غونول، التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات، وتنشيط وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية، للحد من نشاطات الجماعات الإرهابية على الحدود، لا سيما حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من شمال العراق مقرا له».

من جهته، أعلن متحدث عسكري أميركي أن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن وصل إلى أنقرة أمس أيضا للاجتماع بمسؤولي وزارة الدفاع التركية. وقال الكولونيل باري جونسن إن أوستن التقى المسؤولين العسكريين في أنقرة في «زيارة ليوم واحد تتضمن أيضا محادثات مع وزير الداخلية التركي (بشير أتالاي) ومسؤولين في وزارة الخارجية».

وكان العراق وتركيا والولايات المتحدة قرروا العام الماضي تنسيق جهودهم بشكل أفضل من أجل التصدي لنشاطات متمردي حزب العمال الكردستاني المنتشرين في جبال كردستان العراق. وكانت السلطات التركية استخدمت معلومات استخباراتية قدمتها لها الولايات المتحدة وشنت سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف للمتمردين في المنطقة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2007 كما نفذت سلسلة من عمليات التوغل البرية داخل الأراضي العراقية.

وقد أعلن نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجيك، أول من أمس، أن الحكومة التركية ستطلب من البرلمان تمديد تفويض يسمح بتوجيه ضربات عسكرية لقواعد المتمردين الأكراد في العراق بعد أن كان أقره في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويسمح هذا التفويض للحكومة القيام بعمل عسكري عبر الحدود ضد مخابئ حزب العمال الكردستاني الانفصالي في شمال العراق حيث يستخدمونه قاعدة لانطلاق هجماتهم ضد أهداف تركية.

إلى ذلك، أوضح العسكري أن الوفد يحمل رسالة من المالكي إلى الحكومة التركية تهدف إلى تطوير العلاقات، وخصوصا «في المجالين الأمني والاقتصادي»، مشيرا إلى أن «لدى المالكي حرصا كبيرا على تطوير العلاقات». وقال إن اللقاء مع غونول تطرق إلى مسائل عدة «بينها تسليح الجيش العراقي، والتعاون في مجال الطيران العسكري، وتعزيز المنظومة الدفاعية والإدارية، وقضايا الحدود». وأضاف العسكري أن وزير الدفاع التركي «أكد لنا استعداد الحكومة التركية وسعيها لتشجيع جميع الشركات التركية للمشاركة في إعادة إعمار العراق لإعادته إلى مكانته الطبيعية».

إلى ذلك، وفي أول رد فعل لقيادة حزب العمال الكردستاني على قرار الحكومة التركية المطالبة بالتمديد لقرار اختراق الحدود العراقية، قال دوزدار عمو، وهو قيادي عسكري في حزب العمال الكردستاني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إنه مع تزايد وتيرة الدعايات التي بثتها الحكومة التركية في الفترة الأخيرة حول الانفتاح على القضية الكردية، وتصريحات القادة الأتراك بالمضي في جهود حل تلك القضية، لم نكن ننتظر من الحكومة التركية أن تتجه لتمديد آخر لاختراق الحدود، ونحن في الوقت الذي نؤكد فيه أن مثل هذا الطلب سيضر بمصداقية الحكومة التركية في الداخل، نرى أن تلك الحكومة ستخسر مصداقيتها أيضا أمام العالم، وخصوصا أمام المجتمع الأوروبي، الذي تحاول تركيا أن تقترب من معاييره الأوروبية لحقوق الإنسان بهدف الوصول إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

وكشف القيادي العسكري الكردستاني عن «أن قيادة الحزب تنتظر موقف زعيمه المعتقل في سجن إيمرالي، عبد الله أوجلان، حول الدعوات الموجهة لوقف القتال وتمديد قرار الحزب بالهدنة المعلنة»، مشيرا إلى «أن الحزب سيعقد مؤتمرا صحافيا غدا لبيان موقفه من تمديد وقف إطلاق النار من طرف واحد بعد وصول رد أوجلان على تلك الدعوات».